حالة من التفكير الطويل والقلق تلازم آلاف الناجين من الزلزال الذي ضرب منطقة شمال غربي سوريا في شهر شباط/فبراير الماضي، فبينما هناك عشرات آلاف العائلات تنتشر في المخيمات ومراكز الإيواء نتيجة خروج منازلها عن الخدمة، أو تضررها بشكل كبير، تحاول عائلات أخرى العودة إلى المنازل والتأقلم نسبياً من الهزات الارتدادية التي باتت شبه يومية عقب الزلزال.

يشجع مهندسون مختصون على العودة إلى المنازل والعيش بشكل طبيعي في الوقت الحالي، لكن وفق شروط وحالات معينة، تضمن سلامة السكان، فما هي هذه الحالات، ومتى يمكن العودة إلى المنازل؟ 

مسح شامل للأبنية المتصدعة

تواصل فرق المسح والتقييم الاستشارية المعتمدة لدى نقابة المهندسين السوريين الأحرار في كافة الفروع، العمل ضمن مشروع المسح الشامل للمنشآت والمباني لتقييم أضرار الزلزال في المناطق المستهدفة شمالي سوريا.

وأبدت نقابة المهندسين السوريين الأحرار استعدادها الكامل للقيام بواجبها الأخلاقي والمهني في الكشف عن المباني المتضرّرة وتقييم واقعها، داعية مختلف المؤسسات والمنظمات للتعاون في مواجهة هذه المحنة.

وطلبت النقابة من السلطات الرسمية وغير الرسمية من حكومة ومجالس محلية ومنظمات وفرق تطوعية وشركات ومقاولين للتعاون الفوري والمهني مع النقابة، للمساهمة في تطبيق القوانين الهندسية الخاصة بالإنشاءات الهندسية وتطبيق معايير الأمن والسلامة في تشييد المباني شمالي سوريا.

وفي الوقت نفسه تحذر النقابة من خطورة تدعيم الأبنية المتصدعة والمتضررة من الزلزال بشكل فردي من قبل الأهالي، دون دراسة هندسية مدققة ومصدقة من قبلها، وبإشرافها.

تقييمات للمنازل 

قال أمين سر فرع حلب لنقابة المهندسين الأحرار المهندس علي حلاق، إن اللجان الهندسية تكشف عن المنازل المتصدعة، وتقرر فيما بعد إذا كان المنزل صالحاً للسكن، أو العكس.

وأضاف حلاق في تصريح لـ"آرام" أن بعض المباني المتضررة يمكن إعادة ترميمها بإشراف مهندسين مختصين، أما المنازل الخطرة، ففي غالب الأحيان يصدر قرار بهدمها، وإحالة القرار للمجالس المحلية للتنفيذ والمتابعة.

ونصح حلاق المدنيين بالاستعانة بنقابة المهندسين السوريين الأحرار للكشف عن المنزل في حال كان وضعه محل شك، مؤكداً أن النقابة تستعين بمختصين خارج سوريا أيضاً لتقييم المنازل.

متى يكون المنزل صالحاً للسكن؟

أوضح نقيب المهندسين السوريين الأحرار، المهندس أحمد باسم نعناع في تصريح لـ"آرام"، أن المنازل تنقسم إلى عدة تصنيفات في الوقت الحالي شمالي سوريا. 

ويشمل الصنف الأول، المنزل السليم، والذي لم يتصدع نتيجة الزلزال، والثاني، المنزل الذي لحق به ضرر خفيف، مثل التشققات في الأماكن غير الإنشائية، كالجدران، أو في الجزء الفاصل بين العمود الإسمنتي والجدار، وفي هذه الحالة يعد المنزل صالحاً للسكن.

أما المنازل صاحبة الأضرار المتوسطة، فتشمل التشقّقات البسيطة في الجمل الإنشائية، مثل القواعد والأعمدة والجسور والبلاط، إضافة لوجود تشققات كبيرة في الأماكن غير الإنشائية، وفي هذا التصنيف ينصح بإخلاء المنزل حتى الانتهاء من عمليات الترميم.

وفي حال كانت أضرار المنزل شديدة، ويشمل ذلك التشققات الكبيرة في الجمل الإنشائية، يُطلب عدم الجلوس في المنزل حتى الكشف عليه من قبل لجنة أخرى، تكون مهمتها اتخاذ القرار بالإزالة أو الهدم، وإرسال تقرير بهذا الخصوص إلى المجلس المحلي.

يذكر أن عدد المنازل المدمرة في شمال غربي سوريا نتيجة الزلزال بلغ 1,733 منزلاً، مع وجود منازل متصدعة بلغ عددها 15,844 منزلاً (لم توثق كافة المنازل المتصدعة بسبب وجود تصدعات أو أضرار مخفية تؤثر بشكل مباشر على هيكلية المبنى وتجعل السكن ضمن المبنى بحالة خطر مرتفعة)، إضافة إلى 3,734 منزلاً بحاجة إلى الهدم الفوري، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا".

شاهد إصداراتنا: