الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

عدسة على الإدمان الرقمي.. مخاطر وواجبات (10)

09 مارس 2023، 02:51 ص
الإدمان الرقمي- جهاز كمبيوتر
الإدمان الرقمي- جهاز كمبيوتر

هاجر الحمود – آرام

بدا العالم في الآونة الأخيرة بعد وصوله لبعد شاسع في نطاق العلم، الحديث كمستعمرة الكترونية، فلقد طغى الانترنت على حياة الجميع، وأصبح أغلب البشر يمضي يومه وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي دون وجود هدف أساسي، لهذا نجد الوقت يهدر بسرعة كبيرة دون أن يتم تقدير هذا الوقت والاستفادة منه بشيء مفيد وله منفعة، بالإضافة للأضرار الشاسعة سواء أكانت جسدية أم نفسية أو اجتماعية.

ورغم أن التكنولوجيا انتشرت وأصبحت شيئاً أساسياً ومهماً في حياتنا اليومية، إلا أنها باتت تأخذ العقول والقلوب نحو التدني.

أسباب إدمان الإنترنت:

عند وصول الطفل لمرحلة يبدأ بها بإنتاج طاقة أكبر حيث أنه من المرجح بدأ بفهم الحياة وأن الإنسان عليه إنجاز مهام وبذل جهد، حتى يستطيع أن يتخلص من الملل والضجر، حيث نجد الطفل غير مدرك بشكل كامل لطبيعة هذا الشيء فهو يهذي بالشغب أو الصراخ أو العدوانية أحياناً، ولكن رغم هذا لا زال يحتاج فرصة لإشغال وقته وإشباع رغبة المرح داخله.

تلجأ أغلب الأمهات إلى تشغيل الألعاب الالكترونية أو مقاطع فيديو حتى يستطعن إمضاء القليل من الراحة دون صدور إزعاج أو ما شابه من أطفالهم، حينها يبدأ الطفل بالتعلق بهذا الشيء دون إدراك أنه شيء خاطئ وهذا الأمر يرجع أيضاً إلى الأشخاص في مرحلة المراهقة والذين هم بأمس الحاجة إلى التخلص من الطاقة السلبية وردع ما بداخلهم من مشاعر جراء وصولهم لسن يصبح مزاجهم معقد بسبب وجود طفرات هرمونية غير معتدلة وبهذا يصبح الوقت لديهم أكثر غرابة وتعقيداً وعدم اتزانهم بأشياء جيدة يضعهم ضمن إطار التهاذي، ويشغلهم بأهداف مزيفة أو غير صحيحة، وأيضاً عدم تنظيم الوقت واكتشاف الهوايات والمواهب وتزويدها بالمعرفة.

مخاطر إدمان الانترنت:

1. بالنسبة للحياة الاجتماعية:

 ربما يلجأ أغلب الأطفال والمراهقين إلى إشغال وقتهم بالإنترنت، والابتعاد عن حياة الأصدقاء وربما يؤثر على سلوكهم ومستواهم، الدراسي حتى يصل الشخص إلى مرحلة يرفض الذهاب إلى المدرسة، أو يقضي وقته مع الأشخاص المقربين وهذا الأمر يشمل جميع البشر بجميع المراحل دون استثناء.

2. العلاقات الأهلية:

دائماً ما نرى أن الأهالي بعد تعمقهم الشديد بالإنترنت وفضولهم الدائم بمعرفة أخبار العالم يصلون لمرحلة الإدمان حتى إنهم يبدأون بإهمال أطفالهم إلى حد ما، وهذا يسبب ثغرات تربوية أو عاطفية من عدم إصغاء، الأهالي لأولادهم ما ينتج عنه ضياع الأطفال ووقوعهم بأخطاء أو أمور صعبة وضغوط نفسية.

3. الأمراض النفسية:

 إن أحد أسباب الأمراض النفسية وحالات الاكتئاب والتوحد هي الانترنت وخصوصاً للأشخاص في مرحلة المراهقة يكونون حساسين وسريعي التأثر، وهذا ما يوقعهم بأزمات عاطفية شديدة ربما بسبب مشاهدة لقطات حزينة أو ربما يضعهم في يد أشخاص سيئين مثل تجار الأعضاء والمخدرات، وأيضا رؤية المشاهد العنيفة بشكل متكرر تزيد من قسوة القلب، وفقدان الرحمة وربما يصبحون سفاحين في نهاية المطاف.

وبالنسبة للأطفال فحتماً عند إمضائهم مدة كبيرة في مشاهدة الانترنت يصبحون عند كبرهم أشخاص وحيدون ويفقدون الثقة بمن حولهم، وأيضا ربما يؤدي بهم إلى الاختباء من الحياة الواقعية واللجوء للخيال بسبب خوفهم لما شاهدوه على الانترنت.

4. الأمراض الجسدية:

 يقضي أغلب الأشخاص وقتاً كبيراً على شاشة الهاتف أو الكمبيوتر ما يزيد من إصابتهم بأمراض العين وخصوصاً أمراض الشبكية فجميعنا نعلم أن هذه الأجهزة ترسل ذبذبات إشعاعية خطرة ربما تسبب ضرراً شاسعاً مع مرور الأيام أو أمراض القلب بسبب الألعاب الالكترونية التي تجعل الشخص يحاكي عالماً خيالياً يظن أنه يعيش الواقع فيه وما يؤدي أحياناً للإصابة بالأزمة القلبية وما يلحقه من تضرر فقرات الرقبة والعمود الفقري وحتى أمراض الأعصاب.

5. انتهاك الخصوصية:

 من أخطر الأشياء المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة هو ما يسمى (بالهكر) أو سرقة الأشياء الخاصية فأغلب الفتيات يتم ابتزازهم وطلب مبالغ مادية كبيرة منهم لأجل عدم نشر صورهم وأيضاً سرقة البيانات الخاصة وسرقة البنوك ومعرفة الأسرار السياسية.

6. الانحراف:

 من الطبيعي مشاهدة أشياء شاذة ومخلة على مواقع التواصل وخصوصاً التطبيقات التي لا تحجب اللقطات المنحرفة وهذا ما يزيد من فرصة أن الأطفال الصغار والمراهقين من المحتمل أن يصبحوا أشخاص مدمنين على أشياء قذرة ومشبوهة، فيبدأ الشخص بفعل أشياء غريبة ومخلة للآداب.

7. الابتعاد عن الدين:

وبما أن الشخص أصبح يقضي يومه وهو يناظر لوحات الكترونية دون حسبان الوقت يجد نفسه ربما أضاع فرض صلاة أو أهمل قراءة القرآن، فينظر آخر اليوم إلى نفسه نظرة احتقار ولكن هذا الشيء لا يعني أنه ربما لا يكرر هذا التصرف، وفي بعض الأحيان وجود المواقع والقنوات التي تدعم وتروج لديانات أخرى فنجد الشخص في النهاية بدأ بالابتعاد عن الدين الحق وقد يصل به الأمر إلى الإلحاد.

8. الصفات السيئة:

 هذا ما نبصره في الوقت الحالي تصرفات وسلوكيات غير صحيحة وسيئة، ولأن الأطفال يمتازون بالتقليد وهشاشة الإدراك نجد أنه عند متابعته لفيديو يحمل الخباثة والاشمئزاز سرعان ما نجد الطفل كبر وهو ما زال يفعل ما شاهده، ففي الواقع تدنت الأخلاق وازداد الفساد وأصبح من الحرص على سلامة ونزاهة العقول أمراً ضرورياً.

من المهم جداً إدراك ما تفعله في يومك ووضع مبادئ وخطط وتسجيل ملاحظات لما ستفعله حتى تنظم وقتك، ولا تهدره في أشياء سخيفة، بل التزم بسلوكيات سلمية كـ قراءة كتاب وممارسة الرياضة والخروج للتنزه.

أما بالنسبة للأطفال فنستطيع إمضاء الوقت معهم وتعليمهم بعض الألعاب الجيدة المناسبة لهم وقراءة القصص اللطيفة لهم، فالوقت يمر والساعات تمضي فلا داعي لأن تجد نفسك في سن كبيرة وأنت ما زلت شخصاً مبتدأً في الحياة، ولم تنجز أشياء هادفة أو تتعلم فأنت بالنهاية إنسان وكل منا جعل الله له هواية ومهارة فلتستغل وقتك في البحث عنها وتعزيزها حتى تصبح إنساناً عظيماً، وركز على الجلوس مع العائلة وتقديس اللحظات السعيدة وزيارة الأقارب فربما تستيقظ في يوم ما وتجد أنهم اختفوا وحينها لن تستطيع الرجوع بالزمن، الوقت يهدر وأنت من تهدره فاحذر.

المقالات المنشورة تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبّر بالضرورة عن رأي شبكة آرام ميديا

اقرأ أيضاً: عدسة على الإدمان الرقمي.. مخاطر وواجبات (2)

شاهد إصداراتنا: