الأربعاء 03 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

بعد 12 عاماً.. لماذا تأخرت الثورة السورية في حسم نصرها؟

16 مارس 2023، 03:18 م
بعد 12 عاماً.. لماذا تأخرت الثورة السورية في حسم نصرها؟

بسام الرحال

صحفي سوري

16 مارس 2023 . الساعة 03:18 م

دخلت الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عاماً الثاني عشر، حاملة معها الكثير من الشوائب والمعوقات حالت دون تحقيق نصرها الذي كان يحلم به الثوار عام 2011، وجعلت المشهد ضبابياً غير واضح المعالم حول مدى وصولها لأهدافها.

حوّلت القوى الدولية والإقليمية الثورة السورية لساحة صراع فيما بينها، ما صعّب على السوريين حسم قضيتهم بعد وقوف هذه القوى في وجههم كل مرة، يقابلة تمزق البلاد بطولها وعرضها جراء الحرب، وما نتج عنه من آثار اقتصادية ومعيشية صعبة.

ما مصير الثورة ؟

بعد مرور هذه السنوات الطويلة يتساءل الكثيرين عن مصير الثورة السورية، وهو ما أجاب عليه الناشط "أبو البراء الحمصي" في حديثه لـ"آرام"، قائلاً: "عندما بدأنا في الثورة لم نضع في الحسبان أن تنتهي بوقت محدد، لأنها بمثابة قضية وجودية، والجميع سائر في تحقيق أهدافها مهما طال الزمن أو قصر".

وأضاف الحمصي "على الرغم من مرور الـ 12 سنة والتي كانت قاسية علينا، إلا أننا نستبشر خيراً دائماً، فالصبح يطلع بعد أشد ساعات الليل ظلاماً، والفرج يأتي بعد أصعب الأوقات وأكثرها محنة، وما هذه السنوات التي مرّت إلا ليكون طعم النصر أقوى وأمتع".

ويرى الناشط المهجر من مدينة حمص، أن "الثورة السورية حققت انتصارها من أول صرخة ثائر ضد نظام الأسد وأجهزته الأمنية قبل 12 عاماً، لأنه في تلك اللحظة تم كسر حاجز الخوف، وتمزيق هالة عائلة الأسد المرعبة التي أحاطوها بأنفسهم طوال نصف قرن، وتجلى ذلك من خلال مطالبة الشعب بحقوقه وكرامته وحريته".

خطوات تحقيق النصر

من جهته، رأى رئيس المركز السوري للتنمية المجتمعية، رضوان الأطرش، أن مسألة النصر من عدمه هي منحة ربانية قبل كل شيء، لكن علينا الأخذ بالأسباب الموصلة إليه.

وتابع: "على أقل تقدير على النخب السياسية والثورية المتصدرة للمشهد السوري، أن تغير من آلية تفكيرها وتبحث عن الحلول المستدامة المتقاطعة مع مصالح الدول صاحبة النفوذ، لأن المصالح وحدها من تجعل الطريق قصيراً أو العكس".

وأكد الأطرش على ضرورة أن "يصل الشعب السوري الثائر إلى قناعة تامة بأن خلاصه لن يكون إلا وطنياً، كما بدأ به".

وشدد على أنه "لا يمكن لبشار الأسد وعصابته أن يحسم كفة الصراع لصالحه، وكل ما جرى في سوريا من ترتيبات وتغيير في خرائط السيطرة هو بترتيب دولي فقط على الأقل دول اتفاقية أستانا".

ولفت إلى أن "مسألة بقاء الأسد في الحكم الانتقالي هي مسألة خلاف بين الدول فقط، أما الشعب الثائر لن يقبل بذلك ولو أراد ذلك لقبل الحوار الوطني من بداية الثورة".

وفي ذكرى الثورة السورية الثانية عشرة دعا رضوان الأطرش، الشعب السوري إلى الصبر والصمود في كل مكان، داخل سوريا وخارجها وخاصة في مخيمات القهر والألم، موضحاً أن القادم وإن طال فهو أفضل بآلاف المرات من العودة إلى حظيرة نظام الأسد، ومؤكداً على أن إرادة الشعب لن تنهزم.

وكانت مظاهرات عديدة خرجت في عموم مدن وبلدات المناطق المحررة شمال غربي سوريا، إحياء للذكرى الثانية عشرة للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.

وهتف المتظاهرون الذي خرجوا في مدينة إدلب وأرياف حلب المحررة بإسقاط نظام الأسد ومحاسبة رموزه، وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، مؤكدين على استمرارهم بالثورة حتى النصر.

تصحيح الأخطاء

تحل الذكرى الثانية عشرة لانطلاق الثورة، في الوقت الذي يعاني منه السوريون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، إضافة إلى تدخل دول عدة في القضية السورية، نتيجة أخطاء ارتكبت جعلت القرار السوري مرهونا بمصالحها، ويخضع لإملاءات، قد لا يكون لصالح الشعب في كل مرة.

وقالت الناشطة الحقوقية، وعد القاضي، في حديثها مع "آرام": "كنا نتمنى أن نرى المناطق المحررة، إنموذجاً مغايراً عن دولة الأسد، ومطابقاً لسوريا التي حلمنا بها، حتى لا نشعر أن الدماء التي سالت لآلاف الشرفاء في سبيلها، قد ضاعت سدى".

وأضافت: "لقد عملنا بكل ما أوتينا من قوى لنجعل المنطقة مستقرة أمنياً ومنظمة قانونياً، ومدارة بكفاءة عالية، ووطنية، مع وضع المصالح العامة ومبادئ الثورة قبل كل شيء، ولكن للأسف، القادة الحاليين صنعوا منها نسخة ركيكة عن مناطق النظام، وهذه حقيقة لا مفر منها، وهي أحد أهم أسباب تأخر النصر".

واعتبرت القاضي أن "الفرصة ما زالت سانحة لتصحيح أخطاء الثورة، وذلك عبر الاعتماد على الكفاءات وذوي الخبرة وعدم تهميشهم، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تحقيق العدل بين السكان ومحاربة الظلم، والذي من شأنه أن يرفع من أخلاقيات الثوار، وإقصاء المستقلين الذين ظهروا مؤخراً وأساؤوا لسمعة الثورة".

ويأتي هذا في الوقت الذي ما يزال نظام الأسد يعتقد فيه أن الحرب انتهت لصالحه، وأنه لم يعد وجود للثورة، وهذا ليس بغريب عليه، إذ إن وسائل إعلامه ما تزال تمارس لغة الإنكار وتزوير الحقائق منذ الساعات الأولى لانطلاقها وحتى يومنا هذا.

لكن الثوار ورغم كل المصاعب التي باتت تقف أمامهم، مصممون أكتر من أي وقت مضى على تحقيق النصر، والوصول إلى سوريا دولة العدل والكرامة، بعد زوال العصابة المجرمة الحاكمة في سوريا.

اقرأ أيضاً: الأسد يعلن عن "حالة واحدة فقط" للموافقة على اللقاء بأردوغان

شاهد إصداراتنا: