الشّهادة هي المنزلة الأرفع والوسام الأشرف الّذي يمكن أن يناله الإنسان ، يناله لأنّه ختم حياته بعملٍ مِن أحبّ الأعمال إلى الله ، وباختصار هي منزلةٌ مِن أقرب المنازل إلى النّبوّة.
• ينال الشّهادة من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهل قاتلَ سليمانيّ لذلك ، أمْ أنّه مات يحطّم مآذن حلب الّتي كانت تعلي كلمة الله ، حتّى فاق ما فعله في مساجد حلب فِعلَ الصّرب في مساجد سراييفو ومآذنها.
• يموت في سبيل الله مَن خرج يطلب العلم وماتَ على ذلك ، ولقد خرج سليمانيّ بالفعل ، ولكنّه خرج حرباً على العلم وأساطينه ، خرج يغتال آلاف علماء الفيزياء النّوويّة والذّرّة مْن عباقرة العراق وصنّاع نهضته وحضارته . فهل ماتَ سليمانيّ طالباً للعلم أم حرباً على العلم وأهله وأربابه؟
• يستحقّ الشّهادة من مات دون عرضه وشرفه ذائداً عنه في وجه من يريد تدنيسه ، فهل كان سليمانيّ يذود عن عرضه في العراق والشّام ، أم أنّه كان يكشف هناك ستر الحرائر ، ويهتك أعراض العفيفات مِن خلال إنشائه للميليشيات الّتي تستغلّ الحاجة والفاقة والفقر وتنشرُ ثقافة المُتعة ؟
• يكون أهلاً للشّهادة من مات دون دمه ، فهل مات سليمانيّ مدافعاً عن حياته وروحه ، أم أنّه مات وقد امتلأتْ سجلّاته بإبادة عشرات آلاف الأطفال والنّساء والشّيوخ في الشّام والعراق ؟
• رويدكم ... رويدكم أيّها المتألّون على الله ، الموزّعون لشهاداتٍ لم توكّلوا في توزيعها ، ما عندكم فيها مِن برهان ، مهلاً فإنّها أمانةٌ عظيمةٌ أشفقتْ مِن حملها السّموات والأرض ، فاللهَ اللهَ في الأمانة ، لا تُفرّطوا فيها .
• إنّ من مات يحارب الله بتحطيم مآذن بيوته وتخريبها ، ويقتل الأطفال الأبرياء والنّساء والعلماء ، ويغصب الأموال والأملاك لا يمكن أبداً أن يكون شهيداً ، ولو سمّى نفسه قائد الكعبةَ والبيت الحرام ، وإنّ وصفه بالشّهيد هو افتراءٌ وتقوّلٌ على الله في عليائه وكبريائه.
مطيع البطين .
#مقتل_سليماني