الأحد 05 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

بمسميات عربية وإسلامية؛ سلطويون عرب بانتماء إيراني وغربي

25 ابريل 2023، 10:13 ص
مرهف الزعبي
مرهف الزعبي

مرهف الزعبي

كاتب سوري

25 ابريل 2023 . الساعة 10:13 ص

بعد ولوج الشعب العربي بالسياسية، وتعمقه فيها، وتفهمه لما يحدث معه، وحوله؛ إضافةً لمتابعته لثورات الربيع العربي أدرك أنَّ حكامه من محيطهم إلى خليجهم لم يكونوا يوماً عرباً يمتازون بالأخلاق العربية الفاضلة التي تحمل أنبل صفاتٍ بشرية حملها شعب على وجه المعمورة. فجميعهم اغتصب السلطة إما بانقلاباتٍ عسكريةٍ، أو عبر التوريث الاستعماري الذي وَرَّثَه المستعمرون الأوربيون لزعماء عشائر ربطتهم بملوك، ورؤساء أوروبا علاقات حميمة من صداقة، وإخلاص، ووفاء بدأت بتزويجهم من فتيات يهوديات لأغلب من اغتصب السلطة من العرب. وارتضى هؤلاء بأن يكونوا أدوات وظيفية تعمل ضد أهداف الشعب العربي الذي يتطلع لتوحيد دولته وتكاملها. فلم يكونوا أكثر من رماح في خواصر هذا الأخير حيث بدَّدوا أهدافه، وقتلوا طموحاته بإنشاء كيان عربي موحد مستقل. وقضوا على رواد فكره، وعباقرته، وأحراره. فازدادت الهوة بين الخصمين القاعدة والرأس.

وعلى الرغم من تقسيم الوطن العربي إلى دول، وامتلاكه إلى ثروات هائلة استراتيجية زراعية، حيوانية، وأخرى باطنية على مساحة شاسعة إلا أن الخيانة، والإذعان هما سيدا الموقف عند هؤلاء الحكام. فالتهاون، والسماح بغزو الدول العربية لم يكن نتيجة ضعف أكثر مما كان نتيجة تآمر، وتبادل مصالح بين المذكورين، وأعداء الشعب العربي. وإنَّ أكبر دليل على تنسيق التعاون الأمني، والعسكري بين الحكام العرب وإيران؛ هو سماحهم لملالي الأخيرة، وميلشياتها بالتوغل، والإجرام بحق الشعب العربي، وخذلانه. وخاصة (السُّنة) في عربستان، العراق، اليمن، لبنان، وسورية. ولو كان حكام العرب أصلاء في نسبهم لما ارتضوا بأن يسمحوا لإيران، وميلشياتها أن تغزوا الدول العربية عسكرياً، وعقائدياً. أو أن يثخنوا في قتل الشعب العربي في الدول المذكورة دون نجدة الأخير، وتقديم العون اللازم له في مجابهة دولة مارقة تحمل حقداً دفيناً منذ عشرات القرون ضد المسلمين.

وبالتعريج على مواقف هؤلاء الحكام من القضايا العربية، ومما يتعرض له الشعب العربي من استعباد، وقمع، وانتهاك لحقوقه، ومصادراتٍ لحريته، نجد أنَّهم متوافقون جميعاً مع جامعتهم، ومخرجات اجتماعاتهم بتجنب حل أي خلاف بين السلطة الجاثمة، وبين الشعب الذي يتوقُ للحرية، والعيش الكريم. لذا؛ فإنَّ العلاقة بين الاثنين بقيت سلبية، ضعيفة، هشًّة، وعدائية في أغلب الأحوال. وتبرر للحكام الشموليين تطبيق قانون الطوارئ لوقت طويل في وجه أي تغيير لإبقاء السيف مسلطاً على رقاب الشعب العربي الذي يتطلع للتحرر من الهيمنة البوليسية عليه طيلة عقودٍ من حكمٍ استبدادي دون السماح لملايين المقموعين بمشاركة حقيقية في الحكم، والسلطة من أجل الخروج من حالة الارتهان العربي للخارج، والتحرر من الوصاية الأجنبية، والنهوض بالمجتمع العربي ليكون في مصافي الدول المتقدمة.

إنَّ أوضح، وأبلغ رسالة وجهها الحكام العرب للشعب العربي بشكل عام، وللسوريين بشكل خاص؛ هو تقاربهم جميعاً مع إيران التي قتلت ملايين المسلمين في عدة دول عربية. لم يكن آخرها في سورية. زد على ذلك تقاربهم من النصيري المجرم بشار أسد الذي قتل وهجَّر ملايين السوريين السنُّة دون أن تأخذهم غيرة الشرف، والنجدة، والثأر للمغتصبات، وللشهداء، والجرحى. فيتهافتون على مجرمٍ لشرعنته، وتعويمه من جديد. وهو ليس بعربي النسب، ولا مسلم الدين والعقيدة، ولا بريء من الجرائم التي ارتكبها، وطائفته بحق الثائرين (السُّنة).

ولا نغالي إذ نقول بأن السلطويون العرب هم أكثر من خدم حكم آل أسد، وساندوهم، وقدموا لهم العون اللازم لوقوفه، ودعم صموده في وجه الثورة السورية. وهنا نتساءل كثوار سوريين؟ لماذا هذا الاستموات على إعادة مجرمٍ إلى جامعة الدول العربية وقد نكل بملايين من الشعب السوري قتلاً، وذبحاً، واعتقالاً على الهوية؟ ماذا بقي للحكام العرب كي يحفظوا ماء وجوههم أمام من يحكمونه بالحديد، والنار؟ حتى ساهموا في ضياع سورية، وقتل مستقبل أبنائها، والإقرار بتقسيمها بين تنظيمات سوداوية كهيئة الجولاني المتعدد الولاءات لأجهزة مخابرات أجنبية، أو مرتزقة كالمعارضين السياسيين والعسكريين الذين يتبعون لتركيا، أو أدواتية ميليشاوية انفصالية كقسد التي تتبع للولايات المتحدة، وإسرائيل؟ أو تمدد أذرع شيعية إيرانية وسط، وجنوب سورية؟ في حين ساهم جميع المذكورون بتهميش شرفاء الثورة فأبقوهم من غير قوةٍ، أو وزنٍ، ولا تأثير، أو قرار. وحصر الثوار وحاضنتهم في شمال متعدد الاحتلالات، والوصايات كي يقتلوا روح الثورة، وشعل التفاؤل، والأمل بتحرير سورية، أو التفكير بالإطاحة بحكم أسد، والوصول إلى سلطة الحكم.

وفي الختام نقول؛ إنَّ اجتماعات وزراء الخارجية العرب، ودعوتهم لمجرمٍ، جزارٍ، طائفيٍ، قذرٍ من أجل إعادته إلى حضن جامعة الدول العربية ما هي إلا لتبرير جرائمه التي لم تعد تحصى. وأنهم يساهمون في هذه الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب السوري بطرق مباشرة، وغير مباشرة.

اقرأ أيضاً: فيديو يكشف الخريطة الحقيقة للعالم وكيف يجب أن تبدو

شاهد إصداراتنا: