أثارت عودة نظام بشار الأسد إلى الجامعة العربية، العديد من التساؤلات حول تداعيات هذا التطور على الوضع السوري الداخلي والخارجي، وخاصة فيما يتعلق بمصير اللاجئين السوريين في دول الجوار.
وقالت المحللة السياسية والباحثة السورية لدى "منظمة فيلوس" الأمريكية، هديل عويس، إن "عودة نظام الأسد للجامعة العربية يبدو قراراً معنوياً يمنح الدول الراغبة بإعادة اللاجئين إلى بلدهم تشجيعاً إضافياً مثل لبنان وتركيا والأردن، رغم رفض بعض العواصم الأوروبية والمنظمات الإنسانية التي تعنى بشؤون اللاجئين إعادتهم".
وأضافت في حديث لقناة "العربية"، أن "هذه العودة ستشجع العديد من الدول على إعادة اللاجئين، مثل لبنان الذي بدأ بالفعل بإعادتهم، وهذا الأمر سيشجع تركيا أيضاً، خاصة أن كلا المرشحين الرئاسيين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليشتدار أوغلو تعهّدا بذلك".
ورأت عويس، أن "مسألة إعادة عضوية دمشق تبدو خالية من المنح المالية السخية"، متابعة: "باعتقادي ستنحصر التداعيات الاقتصادية لهذا القرار على إرسال المساعدات الإنسانية والمعونات الغذائية إلى سوريا".
وبررت ذلك بالقول: "لأن سوريا لا تبدو بيئة آمنة للاستثمار بالنسبة للعديد من الدول العربية وعلى وجه الخصوص الخليجية منها، وبالتالي هذه العودة تمّت بهدف تصفير المشاكل".
أما عن الموقف الأمريكي، فقالت المحللة السياسية المقيمة في واشنطن، إن "الولايات المتّحدة ترفض تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد، في ظل عدم وجود عملية انتقال سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة".
وأردفت: "لكن اليوم هناك أصوات تخرج من واشنطن وتقول إن سياسة فرض العقوبات لم تغيّر شيئاً، لذا يجب إيجاد حلول بديلة، ولهذا ربما تكون عودة العلاقات العربية مع دمشق بمثابة وسيط بينها وبين واشنطن في المرحلة المقبلة كبداية لتخفيف وطأة العقوبات مقابل شروط جديدة".
وكان وزراء الخارجية العرب تبنّوا خلال اجتماعهم الاستثنائي، أمس الأحد في القاهرة، قراراً باستعادة نظام الأسد لمقعد سوريا بجامعة الدول العربية، عقب تعليق عضويتها لنحو 12 سنة.
ومن المحتمل أن يمهّد هذا القرار إلى مشاركة بشار الأسد في القمة العربية المقبلة في الرياض، المزمع عقدها في التاسع عشر من شهر أيار/مايو الجاري.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا:
