الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

إلى أصحاب الذاكرة السمكية!

08 مايو 2023، 04:46 م
إلى أصحاب الذاكرة السمكية!
08 مايو 2023 . الساعة 04:46 م

أدرك الشعب السوري وفي وقت مبكر من عُمر الثورة حجم تخلي المجتمع الدولي عنه وتركه أعزلاً أمام بطش النظام المجرم الذي استخدم في قتله كل ما يمكن استخدامه، الأسلحة الكيميائية و بالبراميل المتفجرة وقصف الطائرات  واستهداف تجمعات المدنيين والمشافي والمخابز والاحياء السكنية واعتقال مئات الالوف من الأبرياء وقتل الألوف منهم تحت التعذيب في مسالخه، وتهجير الملايين من مدنهم وبلداتهم وقراهم داخل سوريا وخارجها، والاستعانة عليهم بالروس والإيرانيين وعشرات الميليشيات القذرة العابرة للحدود التي فتكت بالعزل من أبناء سوريا،  ولم يلق هذا الإجرام اللامحدود سوى إدانات جوفاء تخرج بين الفينة والأخرى، أو تقديم دعم -على عينك يا تاجر- لم يكن من شأنه رفع الحد الأدنى من العتب كما يقال.

لنشهد اليوم تهافتاً قبيحاً من قبل الكثير من الأنظمة للتطبيع مع النظام المجرم في محاولة "تكريم" بائسة للنظام على حساب كرامة الشعب السوري وتضحياته، مما زاد من حنق الشعب السوري واحتقانه تجاه المطبيعين الاقليميين ومن وراءهم من المطبعين على الصعيد الدولي.

في ظل هذا التطبيع الممجوج يبحث الكثيرون عن حلول أو مظان الحلول هنا أو هناك قبل أن يُسلم الشعب السوري لجزّاره وسط مباركة دولية، تحت غطاء الحلول السياسية، والسلم المجتمعي، وإنهاء الأزمة السورية، ووحدة الأراضي السورية، وغيرها من المصطلحات والتي تحمل في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب.

 ووسط الشعور بالعجز الذي يسيطر على الكثير من نخب الثورة السورية، يطرح البعض "هيئة تحرير الشام" كأحد "الحلول" المطروحة لمواجهة موجة التطبيع غير المسبوقة.

 فهل فعلأً هيئة تحرير الشام حل أم هي جزء من المشكلة!

وإذا طرحنا السؤال بصيغة أخرى هل هيئة تحرير الشام هي المفسدة الأدنى التي تُدفع فيها المفسدة الأعلى وقت تزاحم المفاسد؟!

يلجأ البعض أثناء تسويقه لهذه الفكرة إلى أسلوب المقارنة بين الهيئة من جهة والفصائل " الفاسدة" من جهة أخرى في الشمال، مسلطاً الضوء على خروقات الشمال-وهي كثيرة- مسطحاً أو غاضاً الطرف عن خروقات الجنوب عند الهيئة!!

ويقع البعض في مصيدة المقارنة الثنائية وكأنه ملزم أن يختار بين مفسدتين وكأنه لا خيارات أخرى أبداً، هذا من جهة !!

ومن جهة أخرى هل ترجيحه لإحدى المفسدتين على الأخرى سيحل مشاكل الساحة الرئيسية ومن بينها قضية التطبيع!!

إذ ليس على الإنسان أن يرجح بين مفسدتين إذا كان هناك خيارات أخرى متاحة، ولا ينبغي الوقوع في مصيدة العقلية الثنائية الأبعاد التي لا ترى إلا لونين فقط ، بل هناك تكتلات وتجمعات لا شك تحمل خيرية أكثر بكثير من طرفيي المقارنة أعلاه، ولست بصدد المقارنة بين الشمال والجنوب بل هذا يحتاج إلى سردية خاصة به، ولكني أستطيع القول إن الشمال يحمل ميزة مهمة ومحورية في نقطة بحثنا، وهي حرية التعبير والتي يمكن البناء عليها في المنعطفات الخطيرة التي تمر بها ثورتنا، فمثلاً في ادلب الفساد موجود تمارسه السلطة هناك بطريقة قانونية، ولا يمكن لأحد من عوام الناس  نقده وإلا سيكون في السجون والمعتقلات، وأحب تذكير الناسين بأن ثورتنا ثورة حرية وكرامة، لم تخرج على طغاة مستبدين لتقع في أحضان طغاة مستبدين آخرين.

فإن قال قائل لا وجه للمقارنة فالنظام في سوريا نصيري لا يمت للإسلام بصلة فأقول ارفع رأسك قليلاً وانظر إلى منطقتنا العربية والإسلامية لترى العشرات من الطغاة المحسوبين على أهل السنة والجماعة، بل يحكم بعضهم بالشرع في دساتيره ويمول الجمعيات والجامعات الاسلامية ونحو ذلك ثم انظر إلى حال الإسلام والمسلمين في ديارهم!!

وإذا عدنا لموضوع التطبيع مرة أخرى فأحب أن أذكر أصحاب الذاكرة السمكية بأن المظاهرات العفوية الفطرية – في لحظة ما – عمَّت الشمال المحرر رافضة للتطبيع وكانت الجهات القائمة على ادلب تعيش سكوناً عجيباً وكأنهم في ثورة أخرى، وسبب ذلك لا يمكن لمظاهرات عفوية أن تخرج في ادلب البتة، بل يحتاج الأمر إلى تنسيق وترتيب مع الجهات القائمة والتي تستخدم (قمع المظاهرات والسماح لها) كوسيلة سياسية لتسويق مشروع الهيئة بعيداً عن الثورة وأهدافها .

ثم لو عدنا قليلاً للمقارنة ثنائية الأبعاد أعلاه، ولو تنزلنا جدلاً وقررنا صوابها، فأعود لأصحاب الذاكرة السمكية مرة أخرى وأقول لهم من الذي حصر خيارات الساحة بين هذين الخيارين بعد أن كانت خيارات الساحة ومشاريعها التي يمكن البناء عليها أوسع وأكبر من هذا الذي بين ايدينا بكثير، من كان يسمع بهذه الفصائل الفاسدة قبل بغي هيئة تحرير الشام وتفكيكها الفصائل والمشاريع الثورية الواحد تلو الآخر؟!، لقد كانت تركيبة الفصائل مانعة لتشكل فصائل فاسدة مستقلة بذاتها وتملك زمام أمرها، ولا يخلو وجود بعض الأشخاص والتجمعات الفاسدة داخل بعض الفصائل، ولكن لم يكن بمقدورهم أن يكون لهم فصائل خاصة بهم، وإن استطاعوا فعلاً تشكيل فصائل خاصة بهم فلن يكون لهم شوكة ولا قوة تذكر على خريطة توزيع القوى والفصائل الثورية السائدة في تلك الحقبة، ولم يكن لهذه الكيانات الوجود بهذه القوة إلا بعد ضرب نسيج الفصائل الثورية التي ولدت ولادة طبيعية من رحم الثورة بخلاف طرفي مقارنتنا اللذين لم يولدا من رحم الثورة ولادة طبيعية .

وأعود لأصحاب الذاكرة السمكية مرة أخرى وأذكرهم بأن الهيئة لما أردات التوسع شمالاً  تحت ذريعة "حرب المفسدين" في العام المنصرم، وإذا بها تشكل حلفاً مع المفسدين أنفسهم للسيطرة على الشمال وبهذا تقطع الطريق أمام كل من كان يملك في نفسه ذرة شك من إحسان ظن فيهم، ليكون الأمر الواضح منذ عقد من الزمن إن كل تحركات الهيئة غير مرتبطة أبداً بدين ولا مصلحة ثورة، إنما هذين غطائين لم يعد بوسعها استخدامهما لتغطية هدف تحركاتها كلها المبنية على تحقيق مصالح للهيئة نفسها ذات الطابع شخصي والفصائلي.

لكننا نحتاج إلى قوة عسكرية نصد فيها عادية النظام في حال تقدمه وهذا موجود عند الهيئة فقط!

تستخدم هذه الشبهة أعلاه للتسويق لمشروع الهيئة وللرد عليها أقول ..

متى كانت تملك الثورة قوة عسكرية أكبر ؟ قبل بغي الهيئة على الفصائل أم بعدها؟

الإجابة بلا شك إن قوة الثورة سلاحاً وعتاداً وانتشاراً جغرافياً ومعنوياً واستعداداً للتضحية واقداماً كانت أكبر بكثير وبما لا يدع مجالاً للمقارنة قبل بغي الهيئة على الفصائل، ولا يختلف في هذه الإجابة من يملك ذرة من عقل وأدنى منها من الإنصاف، فبغي الهيئة على الفصائل كان سبباً رئيسياً في سقوط مساحات شاسعة لصالح النظام المجرم، وتفكيك الفصائل ومصادرة سلاحها منعها من التصدي لعادية النظام المجرم، حيث قامت الهيئة بالحيلولة دون دفاعهم عن مناطقهم ولا هي سدت مسدهم في الدفاع عنها فكانت النتيجة الكارثية التي نراها اليوم، وكان البغي سبباً في ترك الألوف من المجاهدين سلاحهم بسبب تورعهم عن القتال البيني، وفقدت الثورة أيضا على خلفية بغي الهيئة وإجرامها الكثير من الدعم المادي والمعنوي المقدم من قبل أهل الخير من المسلمين في مختلف الأرجاء بعد فقدنا تعاطفهم نتيجة هذا القتال، إضافة إلى الخسائر الفادحة في حاضنة الثورة بعد أن رأوا أبنائهم يزج بهم في معارك بينية بدلاً من قتال النظام وحلفائه، لقد كان بغي الهيئة طعنة قاتلة في ظهر الثورة السورية على الصعيد العسكري والاجتماعي والسياسي حققت للعدو ما كان يحلم به وهذا لا ينكره إلا جاحد أو "أصحاب الذاكرة السمكية" .

ولو عدنا لعام 2020م عندما اجتاح النظام المجرم مع حلفائه ادلب وريف حماة  وريف حلب الغربي فأخذ المساحات الشاسعة وصولاً إلى سراقب، وسط انهيار كبير في صفوف هيئة تحرير الشام، ولو لا أن قدر الله وتدخل الجيش التركي بشكل مباشر لكانت العواقب أكثر وخامة وفداحة.

ونحن هنا أمام خيارين لا ثالث لهما !

إما أن تكون القوة العسكرية للهيئة غير قادرة على حماية المحرر في مثل هذا النوع من الاجتياحات فبالتالي لن تكون الهيئة قادرة على حماية المنطقة من شرور التطبيع ولا داعي عندها إلى الارتماء بأحضانها وممالأتها على سلوكها السابق والحالي، إذ إن الممالأة مفسدة ولا يوجد مفسدة أعلى  منها يمكن درئها في هذه الحالة!

أو إن الهيئة عندها قدرة كافية لصد عادية النظام لكنها لم تزج بها في صد عادية النظام نتيجة حسابات مصلحية واتفاقات دولية! إذن كيف سنثق بالهيئة أمام استحقاق آخر!؟ وما الذي يضمن أن لا تكرر نفس السيناريو بنفس الطريقة كما حصل سابقأ في شرق السكة على سبيل المثال وغيرها من المناطق!.

نتعاون مع الهيئة في البر والصواب فقط !

الخطر المحتمل الذي يعصف في المحرر هو خطر الاجتياح العسكري من قبل النظام وحلفائه وهذا أكثر ما يدَندَنُ حوله، وإن كنا تكلمنا عن هذه الجزئية من زاوية في الفقرة السابقة، لكن سنتكلم عنه من زاوية أخرى في هذه الفقرة، فإن من المسلَّمات إن مواجهة خطر الاجتياح يتطلب تصفية النفوس بين الفصائل والعمل على المتفق عليه، ويمكن هذا من خلال التنسيق بين الفصائل في غرف عمليات مشتركة ونحو ذلك!

وأذكر أصحاب الذاكرة السمكية مرة أخرى

لقد حقق" جيش الفتح "وهو كيان تنسيقي عسكري فقط بين الفصائل تحرير ادلب وريفها واجزاء واسعة من الريف الحموي وتهاوى جيش النظام أمام ضرباته وهو كيان تنسيقي بين الفصائل!

وهذا ضربته على سبيل المثال فقط !

بالمقابل ماذا حقق توحيد الساحة المزعوم الذي قامت به الهيئة إلا سقوط الريف الحموي بالكامل وثلثي ادلب والريف الغربي لحلب فضلاً عن سقوط الغوطة وحمص وغيرها من المناطق وانحسرت الثورة في بقعة جغرافية كانت تملك أمثالها عشرات المرات!

ولذا فإن توحيد الهدف وتحديد فوهة البندقية باتجاه العدو يحقق مقصود الشارع بالتوحد أكثر بآلاف المرات من توحيد -مزعوم- للساحة بني على جماجم المجاهدين وأشلائهم، وعلى التنافر والتباغض والكذب والتدليس وتزوير التاريخ وحب السلطة ونحو ذلك من الشهوات المهلكات، وهذه الحقائق التاريخية لا يمكن أن يغطيها أحد فهي أوضح من الشمس في رابعة النهار.

بل إن الجهاد الأفغاني ضد السوفييت والذي انهار على إثره الاتحاد السوفييتي وشكل مصدر إلهام لدى الشباب المجاهد في العصر الحديث إلى يومنا هذا، حقق هذا النصر وفصائله متعددة بيد أنها اجتمعت على توحيد الهدف والغاية فحققت النصر المؤزر، ولو أن أحمقاً من بينهم استعجل توحيد الساحة بالسيف والدماء لما كان الجهاد الأفغاني يُذكر اليوم في الصحائف المشرقة في العصر الحديث!

وهذا مثال والأمثلة كثير!

والسؤال الذي يطرح نفسه مرة أخرى هل يمكن العمل مع الهيئة فقط في الصواب دون ممالئتها على الباطل!

والجواب على سبيل التمثيل لا الحصر يكمن في ما يسمى " حركة أحرار الشام" في منطقة ادلب، كان بادئ أمرهم التأول في التحالف مع الهيئة لرفع السوية العسكرية وصد عادية النظام، وكان شعارهم رفع السوية العسكرية ضد النظام، ثم ما لبث أن وصل بهم الحال إلى مخالفات شرعية فجة، وتنكبهم عن مشروع الحركة وانسلاخهم عن مشروع قادتها الأوائل -رحمهم الله- بل و أن يكونوا مجرد أدوات بتبعية كاملة للهيئة على الباطل ، كما حصل في مشاركتهم في الهجوم على الريف الشمالي لحلب في العام المنصرم وإلى يومنا هذا.

فهل كان اجتياح الريف الشمالي وسفك دماء المسلمين المعصومة ترجمة لرفع السوية العسكرية!

هذه ضريبة الاقتراب من مشروع الهيئة بطريقة غير مدروسة ومن غير ضوابط شرعية وأخلاقية وسياسية كافية!

الخلاصة: على العاقل أن يفتش في ما وراء الشعارات المرفوعة وأن يفهم مقصود المتغنين بها، فكم من كلمة حق أريد بها باطل، وكم من صواب جر السلوك المنحرف للوصول إليه الويلات على دين المسلمين ومصالحهم!.

هل الهيئة أداة من أدوات الثورة المضادة !

إن المتتبع لطريقة تعاطي النظام الدولي مع ثورات الربيع العربي يدرك بأنهم مروا بعدة مراحل في التعاطي معه، ولست بصدد التفصيل فيها، لكن المرحلة النهائية التي يبغون الوصول لها – خيبهم الله-  هي اجهاض الربيع العربي بشكل كامل وخلق حالة الندم عند الشعوب حتى يترحموا على "النباش" الأول كما يقال!.

وليس بالضرورة أن يُستخدم العملاء المباشرون في تحقيق المراد، فالناظر يدرك أن الحماقة وجنون العظمة وحب السلطة والسيطرة وتوسيع النفوذ أمراض يمكن استخدامها بشكل غير مباشر في تحقيق المقصود!

على سبيل المثال ما حصل في الجهاد العراقي في 2007م إذ استخدم الحمقى في اجهاض الجهاد العراقي بشكل شبه تام بحجة توحيد الصفوف ورفع السوية العسكرية أمام الاستحقاقات القادمة !

وكما يستخدم اليوم المغفلون من عناصر داعش في مواجهة طالبان في أفغانستان، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!

ولو رجعنا إلى سياسية هيئة تحرير الشام قليلاً وسلوكياتها ولو أهملنا داعش فينبغي أن نتذكر الآتي

إن هيئة تحرير الشام رفعت شعار توحيد الفصائل وبغت عليهم تزامناً مع حملات النظام على المحرر لتحقيق الأهداف التالية بزعمهم!

أولا: رفع السوية العسكرية ومواجهة فصائل "أستانة"  وفصائل " المصالحات"  حفاظا على المحرر!

ثانياً: توحيد القرار السياسي أمام الاستحقاقات القادمة!

وكانت النتيجة كما يراها الجميع عدا عميان القلب والبصيرة أن حصل العكس تماماً

ضياع المناطق وسقوطها من أيدي "محاربي الأستانة" و" المصالحات" لصالح النظام المجرم، وانحسار الثورة في بقعة جغرافية محدودة،وضعف قوة الثورة عسكرياً وتمزقها اجتماعياً وفقدان وزنها السياسي!
 

فلمصلحة من حصل هذا القتال؟! ومن كان وراءه؟ وما كانت دوافعه؟!

أعتقد إن التفكر القليل في ما آلت اليه الثورة اليوم، يحمل اجوبة كافية عن هذه الاسئلة وغيرها من الاسئلة

 

فصدق من قال " الأحمق عدو نفسه".
 

والسؤال لإصحاب الذاكرة السمكية  من رافعي شعار التماهي مع الهيئة لمواجهة مشروع التطبيع!

ما هي الضمانات الحقيقية التي تمنع من تكرار مشهد 2017 و2018 و2019م و29020م والتي رفعت فيها الهيئة مواجهة مشروع أستانة والمصالحات ثم قامت من حيث -تحتسب أو لا تحتسب- بتنفيذ ما -ادَّعت مواجهته- على أكمل وجه!!

 

لكن لا ينبغي علينا البقاء أسرى الماضي!

هذا القول صحيح في مواطن ولكنه في مواطن أخرى يعطل العقل عن التفكر والتدبر والاستفادة من الماضي فيجعل صاحبه كالسمكة التي تصطادها الصنارة مرات ومرات وهي تزعم أنها تنسى الماضي وتركز نحو المستقبل!

 

الماضي هو الحاضر ما لم تظهر تغيرات جوهرية في سلوك الهيئة، فلو اتعظت الهيئة من سلوكها السابق وما جرته على الساحة من ويلات ودمار وانحسار كان الأولى بها ان تعيد النظر في سلوكها بشكل شبه جذري، ولكنها تؤكد التشبث بسلوكها دوماً!

فعوضاً عن العمل لاسترجاع المحرر من أيدي النظام المجرم والتي كانت سبباً رئيسياً في استحواذه عليه كما أسلفنا!، وبعد أن أدخلت مقاتليها في دورات عسكرية تحت شعار استرجاع "سراقب" وإذا بها تهاجم عزاز وعفرين وتستمر في سياسة تحرير المحرر وسفك الدماء وإضعاف الثورة على كل صعدها، في وقت الثورة فيه بأمس الحاجة إلى حالة مصالحة شاملة وتوحيد للجهود والبندقية!

ومن المفارقات إن اللهث وراء السيطرة على الشمال بفاتورة الدماء المحرمة شرعاً يأتي في تزامن مع مكائد كبرى وسط حملة تطبيع شاملة إلى انتشال النظام من الحضيض وتعويمه!!

فلمصلحة من !؟ ومن المستفيد الحقيقي!؟

 

ما الحل إذن لمواجهة التطبيع!

إذا كان الحل عند الهيئة كما يزعم البعض فعليها أن تعمل على محو تاريخها السلبي بتحركات إيجابية تجمع فيه الناس، وهذا يتطلب الإقلاع عن الكبائر التي جرَّت على الساحة الويلات والتوبة إلى الله فهذا من متطلبات النصر، ثم ارجاع حقوق العباد وكسب قلوبهم والعمل على سياسة تجميعية من شأنها توحيد الهدف والبندقية، وتعزيز الجبهات العسكرية بالتعاون الجاد مع الفصائل لا بالبغي عليهم وسفك دمائهم.

فإن لم تفعل ذلك فلا يمكن أن تكون هي جزء من الحل -لأنها جزء أساسي من المشكلة- ولا ينبغي ممالأتها على باطلها وفسادها وانحرافها، فهذا نتائجهه عظيمة عند الله يوم العرض عليه!

والحمد لله رب العالمين

شاهد إصداراتنا: