الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35

عن مفرزات النتائج الأولية للانتخابات التركية

15 مايو 2023، 08:55 م
عن مفرزات النتائج الأولية للانتخابات التركية
15 مايو 2023 . الساعة 08:55 م

لقد كشفت النتائج الاولية لهذه الانتخابات أمورا هامة ما كانت لتعلم بالضرورة والدقة التي أوضحتها بها الانتخابات خصوصا أنها قضايا جدلية وقد تسلط عليها الاعلام بقوة في السنتين الاخيرتين قبل الانتخابات وهي تعكس حالة شعبية اجتماعية دقيقة لابد من الاستفادة من المفيد فيها والاطمئنان مما كان يثير القلق فيها أيضا إن ايديولوجيا التحالفات التي اتبعها الرئيس رجب طيب أردوغان وسياسة المصلحة الوطنية المقدمة على كل مصلحة حزبية آتت أكلها واثمرت كما أثمرت في سنواتها العشرين السابقة.
 
اولا - لقد اثبتت الانتخابات  ان العنصريين في تركيا قلة نسبية  وذلك من خلال خسارة رئيس حزب الظفر أوميت اوزداغ  وحزبه بالكامل وعدم تمكنهم من الحصول حتى على مقعد واحد في الانتخابات البرلمانية وحتى وان كانوا قد لعبوا على الحس العنصري الضعيف الذي يمتلكه الاتراك كما تمتلكه  معظم شعوب العالم لكنهم لم ينجحوا باستقطاب أي حاضنة تذكر لأن الشعب التركي أثبت غلبة وعيه  وغلب المصالح والعلاقات على العنصرية واصحابها خاصة أن الشعب التركي يعرف أن بلاده منذ الازل مأوى لشعوب كثيرة وهم يعرفون أيضا أن الشعب التركي بالاساس خليط من اعراق كثيرة.

ثانيا - أن الاسلام السياسي ممثلا بحزب العدالة وحلفاءه  يعود ليحجز مكانه مجددا  بإمكانياته القيادية وليس بأديولوجية الاسلام إنما بالتوازي معه من خلال مشاريع التطوير والبناء في ظل الحرية الدينية وأن الرجل القيادي الطيب اردوغان يمثل خيارا استثنائيا في القيادة بغض النظر تماما عن توافق فئات الشعب معه ايدولوجيا أو لا  فهو استطاع جمع الأضاد لصالحه وهذه نقطة هامة تحتسب للرجل الاستثناء.

ثالثا - أن العلمانية والاتاتوركية  رغم ضعف ادائها في العملية الانتخابية ورغم  الشخصيات الغير توافقية والاشكالية  التي رشحتها  والتي ثار جدال طويل حول دعمها من المعارضة إلا أنها لازالت تشكل حاجزا اجتماعيا كبيرا في تركيا  لم يستطع الاسلام السياسي التقدم عليها الا بفارق بسيط جدا   رغم  انجازاته الضخمة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تجذر العقلية الاتاتوركية العلمانية عند شريحة واسعة من الشعب التركي ونظرتهم لحزب الشعب الجمهوري انه الحامي والحافظ لما أنجزه اتاتورك من تأسيس الجمهورية وانهاء الحكم العثماني وبالتالي يرون ان عودة الاسلام السياسي أشد خطرا على البلاد من الحرب العالمية الاولى والثانية وبرأيي لابد أن تكون أولى مشاريع حزب العدالة المستقبلية هي تصحيح افكار هذه الشريحة وإيضاح أن النهضة الحضارية غير متعلقة بالايديولوجيا.

لابد من استقطاب هذه الاعداد الغفيرة من الاتراك في المرحلة القادمة ليتم مساعدتهم للخروج من نظرية المؤامرة على الاتاتوركية ومعاداة مبادئ الجمهورية وذلك من خلال اشراكهم واشراك أبنائهم في عمليات التطوير الحقيقية التي تنطلق نحوها تركيا الحديثة وحتى في بعض المواضع القيادية لأن من يرى العمل والانجاز لا يمكنه الاصرار على نكرانه الا ان كان جاحدا.

رابعا -  لقد أعطت مناطق الزلزال أصواتها للاستقرار والثقة  وقالوا أن أصواتهم  لأردوغان الذي سيبني بيوتهم لأنه قادر على تنفيذ وعوده ومجرب بأشياء مماثلة.
 
في الحقيقة  لا يوجد في أي بقعة من الأرض حالة مشابهة  فالكارثة إذا اصابت بلدا بهذا الحجم وحكومة من الحكومات وحافظت على مكانها عند شعبها تكون قد نجحت  ولم تصب بالانهيار ، بل على العكس زادت أصواتها وشعبيتها . فهذا  أداء مدهش.


وهذا تماما ما قاله  محمد علي كولات  المعارض   رئيس شركة الأبحاث MAK تحت عنوان (لقد خدعتنا المناطق المنكوبة )


اقرأ أيضاً:
لأول مرة في تاريخها.. تركيا تستعد لجولة انتخابات رئاسية ثانية
شاهد إصداراتنا: