وبخت صحيفة "الفايننشال تايمز"، القادة العرب بعد دعوتهم لقاتل مثل بشار الأسد، لحضور القمة العربية المنعقدة في مدينة جدة السعودية.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، إن الأسد الذي يحضر أول قمة منذ 2010، لا يزال هو نفسه المستبد الذي عذب وسجن وقصف وضرب بالغاز، وحاصر الشعب الذي من المفترض أن يخدمه.
وأكدت أن حضور الأسد للقمة العربية سيكون يوماً حزيناً للدبلوماسية العربية، ويرسل رسالة مرعبة لضحايا فظائع النظام، مفادها أن الأسد يمكن أن يستمر في الإفلات من العقاب.
وأشارت إلى أنه بعد مضي 12 عاماً على بدء الاحتجاجات في سوريا، ومقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص، وإجبار 12 مليوناً على ترك منازلهم، اختارت معظم الدول العربية الترحيب بعودة الأسد إلى الحظيرة.
ووصفت الصحيفة جامعة الدول العربية بأنها "هيئة بلا أنياب إلى حد كبير"، معتبرةً أن قرار إعادة القبول بوجود نظام الأسد، الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب يمنح انتصاراً دبلوماسياً غير ضروري وغير مبرر لمجرم حرب وشركائه في الجريمة (إيران وروسيا).
ولفتت إلى أن المطبعين مع الأسد يبررون ذلك بأنه نهج سياسي واقعي، يعترف بأن الأسد لن يذهب إلى أي مكان بعد استعادته السيطرة على معظم البلاد بدعم عسكري من موسكو وطهران، وأن الدول العربية بحاجة إلى معالجة المشاكل التي تنتشر عبر الحدود.
ومن هذه المشكلات، أزمة اللاجئين والاتجار غير المشروع بمخدر الكبتاغون، وهو عقار يسبب الإدمان ويمثل شريان الحياة الاقتصادي للنظام، وصداعاً متزايدا لبلدان مثل الأردن والسعودية.
ولكن بإعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، تمت مكافأة الأسد دون تقديم تنازلات أولاً لتخفيف معاناة السوريين، وفقاً للصحيفة.
وشددت الصحيفة على أن الفكرة القائلة بأن 6 ملايين لاجئ سوري في الخارج سوف يندفعون إلى الوطن إذا ضخت دول الخليج أو غيرها أموالا لإعادة بناء المدن التي دمرتها قوات الأسد، هي فكرة خيالية، لأن الكثيرين يخشون على حياتهم، إذ لا يزال عشرات الآلاف من السوريين محتجزين بشكل تعسفي أو مختفين.
يُذكر أن وتيرة إعادة التواصل مع بشار الأسد، تسارعت بعد موجة من الدبلوماسية بقيادة السعودية، وجاء ذلك بعد أن توسطت الصين في صفقة أدت إلى موافقة المملكة على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع خصمها اللدود إيران.
اقرأ أيضاً:
أردوغان يرد بحزم على تصريحات بشار الأسد بشأن انسحاب القوات التركية
شاهد إصداراتنا: