يتواصل الانخفاض الكبير في قيمة الليرة السورية أمام الدولار، حيث وصل سعر صرفها إلى 11500 اليوم الأربعاء.

ونشر مركز "جسور" للدراسات، تقريراً حول الاتجاه المتوقع لليرة السورية، جاء فيه: "يُلاحَظ أن سياسات مجلس النقد والتسليف وشريكه المركزي، وكذلك سياسات وزارة المالية متضاربة فيما بينها بشكل عامّ، ولا تدل على أي رغبة في ضبط سعر الليرة".

وعلى سبيل المثال رفع المصرف المركزي سعر الفائدة إلى 11% منتصف عام 2022، ثم قام بضخ كمية كبيرة من النقود في الأسواق مطلع عام 2023.

وكذلك يُلاحَظ أن المركزي قام برفع سعر صرف الحوالات عدة مرّات بغرض مواكبة السوق وجمع أكبر مبلغ من العملات الأجنبية المحولة إلى سوريا؛ وهو الهدف الرئيسي لعمل المصرف المركزي السوري، والذي يفسر توجُّهاته.   

وأضاف التقرير: "يُحاول النظام بشكلٍ مَا أن يوجه رسالة للدول العربية عَبْر سعر صرف الليرة –بشكل رئيسي بعد تطبيع العلاقات معه– بأن الأوضاع في سوريا متدهورة وتزداد تدهوراً، وهو ما ركز عليه القادة العرب لتفسير خطوة التطبيع".

وأردف: "في ظل بيئة متقلبة وغير مستقرة من الصعب توقُّع سعر صرف الليرة السورية، لكنّ المسار الطبيعي لليرة هو مسار هابط من حيث القيمة، وبالتالي مزيداً من الارتفاع في سعر الصرف، كما أن عدم رغبة المصرف المركزي التي ظهرت بشكل واضح عام 2023 بضبط سعر الليرة يشجع على انخفاض سعر الليرة".

كما يُلاحَظ أن سعر الليرة من الممكن أن يستقر لكنه ينخفض بشدة عند أي هزّة؛ حيث لا يمتلك مقومات الصمود.   

ووفق المركز فإنه لا رغبة للنظام بضبط سعر صرف الليرة، بل جمع مزيد من العملات الأجنبية، ولا توجد قدرات نقدية أو مالية حقيقية لضبط السعر، كما أن تدهور الأوضاع قد يصبّ في صالح دعوة صُنّاع القرار العرب والدوليين للتدخل في سوريا بالتعاون مع النظام.

ويُرجَّح أن يستمر سعر صرف الليرة بالتدهور حتى نهاية عام 2023، مع احتمالية استقراره خلال موسم الصيف الجاري وحتى مطلع الشتاء، وفق التقرير.

اقرأ أيضاً:
• حملة لإنقاذ مرضى السرطان في الشمال السوري
شاهد إصداراتنا: