الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

ماذا خسر النظام الإيراني بمقتل قاسم سليماني؟

09 يناير 2020، 06:24 م
قائد فيلق القدس قاسم سليماني
قائد فيلق القدس قاسم سليماني

ضياء قدور

كاتب وباحث في الشأن الإيراني

09 يناير 2020 . الساعة 06:24 م

قبل خمس سنوات، وصفت إحدى وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني أنه قائد عظيم ينبغي على الأميركيين إرسال "باتمان وسبايدر مان وسوبر مان" إليه، ليتمكنوا من التخلص منه.

واليوم تبين لنا، أنه لا داعي لإرسال كل هؤلاء الأبطال الخارقين للقضاء عليه، في حين تكفي ضربة جوية مفاجئة واحدة لتقضي على حياة أهم قائد في الحرس الثوري.

شكل قاسم سليماني في العقد الماضي أسطورة لما يسمى بالجمهورية الإسلامية، والرجل الموثوق القوي لدى المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي وضع ورقتين جديدتين على الطاولة بعد فشل التقدم في البرنامج النووي الإيراني:

الورقة الأولى هي البرنامج الصاروخي الذي تولى الحرس الثوري تطويره والتقدم فيه، والورقة الثانية هي زيادة النفوذ الإقليمي وتوسيع العمق الاستراتيجي لإيران في المنطقة، وهذا الأمر كان ملقى على عاتق قاسم سليماني، كمسؤول أساسي ومباشر عنه.

بمقتل قاسم سليماني الآن، يفقد النظام الإيراني أحد أهم مخططي وقادة السياسة الإقليمية الإيرانية، وبالتالي يفقد خامنئي أحد أهم أوراقه الرابحة.

خلال السنوات الماضية، تواجد قاسم سليماني بشكل دوري ومكثف في كل من سوريا والعراق واليمن، وكان أحد أهم القادة الميدانيين الذين عملوا على تنظيم الارتباط والاتصال ما بين شبكة المليشيات التي تدعمها إيران في المنطقة.

خيط المسبحة

وبموته يمكن أن تنفرط حبات المسبحة دون وجود الخيط الذي كان يربط بينها.

من ناحية أخرى، اعتمد النظام الإيراني في الأشهر الماضية سياسة التصعيد ورفع التوتر في المنطقة في محاولة منه لمواجهة سياسة الضغط القصوى التي تتبعها الإدارة الأميركية في تعاملها معه.

أولها كان ضرب المنشآت النفطية السعودية في أرامكو، وآخرها الهجمات الصاروخية للحشد الشعبي في العراق على القوات الأميركية.

مقتل قاسم سليماني يمكن أن يشكل ضربة مميتة لهذا المشروع، ويمكن أن يحرم النظام الإيراني من ميزة استخدام وكلائه الإقليميين في المنطقة.

ناهيك عن أن قاسم سليماني كان الرجل الأول في الدبلوماسية الإقليمية للنظام الإيراني، فقد كان يشرف على قضايا التطورات التي تحدث في كل من سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن، وكان يقوم بتعيين السفراء الإيرانيين في تلك البلدان، ويرسل القوات الأفغانية والباكستانية من مرتزقة فاطميون وزينبيون لسوريا، وفي ذات الوقت يجلب المليشيات العراقية إلى داخل إيران، ويأتي ببشار الأسد إلى إيران دون إطلاع الرئيس الإيراني أو وزير خارجيته، ويقوم بتعيين وتحديد خطوط المواجهة أو التفاوض للسياسية الإيرانية في المنطقة، وفي الآونة الأخيرة كان يسعى لتعيين رئيس وزراء عراقي جديد... وغيرها الكثير والكثير من الأمور التي نعلمها أو نجهلها.

هذا هو السبب في أنه كان يُطلق عليه أيضاً وزير خارجية الجمهورية الإسلامية، وكان لوزارة خارجيته بالطبع هدف مهم.

على مدار عشرين عاماً من قيادة قاسم سليماني لفيلق القدس الإيراني، كان مشروع تشكيل الهلال الشيعي أحد أهم أحلامه.

في شباط 2014، عندما كان يتحدث، لأول وآخر مرة، عن الهلال الشيعي الاقتصادي، كان ينطق عما يراوده من الأحلام التي لم تتحقق فسحب، بل ذهبت الآن أدراج الرياح، وأصبحت مستحيلة المنال بالنسبة للنظام الإيراني.

"عاشق إيران"

على الساحة السياسية في داخل إيران، كانت البروباغاندا الحكومية تصفه بأوصاف عديدة كالقائد القوي، وعاشق إيران، وتشيغي فارا إيران، والقائد الذي لا يمكن أن يوجد له بديل، بالإضافة لذلك كان أحد أهم المرشحين لرئاسة إيران في الانتخابات الرئاسية القادمة.

في الحقيقة شكل قاسم سليماني الدعامة والركيزة الرئيسية لنظام الدعاية والبروباغاندا لما يسمى بالجمهورية الإسلامية في السنوات الأخيرة.

فجهاز الدعاية الإيراني سعى لحفر اسمه كبطل قومي في صميم وعي الشعب الإيراني، بوصفه قائداً شجاعاً يتمتع بكاريزما وشخصية فريدة في مواجهة أكبر قوة في العالم متمثلةً في الولايات المتحدة الأميركية.

أساطير عديدة حاكتها البروباغاندا الحكومية في إيران حول قاسم سلماني لتصٍّوره على أنه قائدٌ لا يمكن أن ينكسر أو يهزم.

لكن في ظل الانكسارات التي يعاني منها النظام الإيراني إقليمياً وعالمياً، فإن مقتل قاسم سليماني يمكن أن يكون بمثابة ثقب أسود كبير في مواجهة النظام الإيراني.

بغض النظر عن الفراغ الذي سيتركه قاسم سليماني داخل فيلق القدس والمليشيات التابعة له في المنطقة، ستشكل ردة فعل النظام الإيراني على مقتله اختباراً حقيقياً كبيراً لهذا النظام أمام جمهوره.

لذلك فإن صمت أو انفعال النظام الإيراني على مقتل قاسم سليماني يمكن أن يكون له تأثيرات مدمرة على البروباغاندا الحكومية، ناهيك عن أن ردة الفعل الإيرانية على مقتله يمكن أن يكون لها نتائج وتبعات بعيدة المدى وخارج السيطرة.

المصدر: تلفزيون سوريا

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي آرام ميديا