بعد عاصفة غضب عربية وإسلامية وانتقادات دولية على خلفية سماح السلطات السويدية بحرق نسخة من القرآن أمام أكبر مساجدها، بدأت ستوكهولم بالسعي لكسر عزلتها.
ويأتي هذا بعد أن سمحت السويد لمتطرفين بالإساءة إلى القرآن الكريم، والتي قوبلت بإدانات واسعة من قبل دول ومنظمات عربية وإسلامية، وسط دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية.
وبعد أن استشعرت السويد خطورة معاداتها للمسلمين واستفزاز مشاعرهم، سارع وزير خارجيتها، توبياس بيلستروم، لتدارك الموقف عبر تصريحات اعترف فيها بجملة من الأخطاء التي ارتكتبها بلاده في هذا الشأن.
وقال بيلستروم: إن "تدنيس نسخ من القرآن أو أي كتاب مقدس آخر هو عمل مسيء للغاية وخال من الاحترام، وهو أيضاً استغلال لحرية التعبير من أجل إهانة دين بأكمله".
وأضاف، أن "الأحداث الأخيرة تُشكل استفزازاً واضحاً ليس فقط للمسلمين الذين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من مجتمعنا، بل ولنا ولجميع المقيمين في السويد بغض النظر عن انتمائنا الديني".
وتابع: "الحكومة السويدية ترفض بأشد العبارات كافة الأعمال المعادية للإسلام"، زاعماً أن "تلك الأعمال لا تعكس آراء حكومته".
واعتبر أن ذلك "يحدث من قبل أفراد متطرفين ومحرضين يسعون للاستفزاز وإثارة التوترات، ويريدون بذلك زرع بذور الانقسام وخلق فجوة بين المسلمين وغير المسلمين، وكذلك بين السويد ودول العالم الإسلامي".
هذا وصدرت إدانات شديدة اللهجة من منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الجامع الأزهر في مصر الذي دعا جميع الشعوب العربية والإسلامية إلى الاستمرار في مقاطعة كل المنتجات السويدية نصرة لله وكتابه الكريم.
كما استدعت دول عربية وإسلامية عديدة سفراء السويد على أراضيها، لإبلاغهم الاحتجاج الشديد على تهرب ستوكهولم من مسؤوليتها الدولية، وعدم احترام القيم الاجتماعية.
من جهتها، أعلنت الحكومة الكويتية عن قرارها طباعة ونشر 100 ألف نسخة من القرآن الكريم باللغة السويدية، وذلك تعبيراً عن رفضها لسماح الحكومة السويدية بحرق القران الكريم.
وتعتبر واقعة حرق نسخ من القرآن الكريم في السويد ليست الأولى، ولكنها تختلف عن سابقاتها بسبب إضرام النار فيها في أول أيام عيد الأضحى من قبل شخص متطرف لاجئ من أصل عراقي يدعى سلوان موميكا.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا:
