تدخلت روسيا عسكرياً في سوريا منذ ثماني سنوات، إلا أنه منذ سنتين تراجعت أولوية سوريا في سياستها الخارجية بسبب الانشغال في حرب أوكرانيا، وفقاً لمركز "جسور" للدراسات.
وأثر هذا التراجع على العديد من القضايا في سوريا التي كانت تؤثر فيها روسيا بشكل كبير، مثل وقف إطلاق النار والعملية السياسية والعلاقات مع القوى الخارجية ومسارات التطبيع مع نظام الأسد.
وأوضح المركز في تقرير له، أن القوة العسكرية الروسية بما في ذلك التكنولوجيا العسكرية، تعرضت للتآكل بسبب الحرب في أوكرانيا، مما أثر على صورتها في المنطقة.
وأضاف أن نفوذها العسكري في سوريا تراجع أيضاً بشكل نسبي بسبب تزايد تأثير إيران، التي استغلت الفراغ الناجم عن تركيز روسيا على أوكرانيا وزادت تواجدها في البلاد.
وتراجعت روسيا في الالتزام بآليات التنسيق مع القوى الخارجية في سوريا، وزادت حوادث الاختراق بين القوات الروسية والأمريكية.
كما تراجع الاهتمام بالدوريات المشتركة بين القوات الروسية والتركية شرق الفرات، إضافة لعدم التزام "إسرائيل" كثيراً بآلية الخط الساخن.
ورغم أن روسيا حافظت على قدرتها العسكرية في التحكم في نظام الأسد، لكنها فقدت جزئياً قدرتها على التأثير في قراراته السياسية بسبب تركيزها على أوكرانيا.
وانخفض دور الوساطة الروسية في عمليات التطبيع العربي والتركي، وهذا يؤثر على جدوى استعادة العلاقات مع نظام الأسد.
وخلص تقرير "جسور" إلى أن النفوذ الروسي في سوريا يواجه تراجعاً مستمراً، فقد فشلت روسيا في تحويل الإنجازات العسكرية إلى مكاسب اقتصادية وسياسية بسبب موقف الدول الغربية.
وحالياً، تواجه الآليات السياسية التي صممتها روسيا في سوريا مشاكل تؤدي إلى تآكلها تدريجياً، مما يؤثر على نتائج جميع سنوات تدخلها العسكري في البلاد.
اقرأ أيضاً:
شاهد إصداراتنا: