نحن من نمتلك أبطالاً كأبطال غزة، نحن من يمتلك شجاعةً قلَّ مثيلها من الشعوب المناهضة للاستعباد والإجرام، نحن من نعشق الحرية أكثر من غيرنا. ونجود بأرواحنا، ودمائنا رخيصةً في سبيل عزتنا، وكرامتنا. وساحات القتال تشهد لثوار سورية من أقصاها إلى أقصاها بذلك.
فقد خضنا حروباً ومعارك مع من أعتى من إسرائيل إجراماً، وقتلاً. مع ألدِّ أعداء الإنسانية، وأكثرهم همجية، ووحشية. بأسلحة خفيفة، متوسطة، وقديمة أيضاً، وغير متكافئة. فحققنا عليهم انتصارات مبهرة. ولولا استهدافهم للمدنيين منا، وأوامر المهيمنين على ثورتنا لما كُسرنا في معركة.
فخيانات الحكام العرب، والمسلمين لم تكن ببعيدةٍ عنا، وما أنزلوه بنا من مؤامرات، وخطوب. كان أكثر مما أوقعه بالثورة حكم أسد، وجيشه، ومخابراته.
فحاكوا ضدنا المؤامرات، ونسجوا خيانات مع الأخير، وحلفائه ضد الثورة عبر استخدامهم لشعارات الأخوة، والصداقة كطريق، ووسيلة للتقرب، والتودد، وصولاً للتغلغل في الصفوف الأولى للثورة.
ومن ثم نالوا منها بالتآمر مع أعدائها من الأجانب، والدخلاء. فقاموا بتنصيب ولاةً، وقادةً، وممثلين عنها لقتل آمال السوريين، ولزيادة معاناتهم. لم يمتلك أحد من حكام دول عربية، وإسلامية الشجاعة ليقول لشعبه، وللعالم كم كبولنا بقيود، وأغلال، وسلال جثت علينا كالجبال الراسيات كيلا نخوض معارك ضد أعدائنا، فكانوا الأداة القاتلة التي تساعد أعدائنا في تقويض عزائمنا، وكم أفواهنا، وتجريعنا مرارة الذلِّ، والهوان ممن جنَّدوهم من أبناء جلدتنا من السوريين الذين استبدلوا عزتنا بذل، وحريتنا باستبداد، وشجاعتنا بجبن، ونسفوا تضحياتنا، وأضاعوا دماء شهدائنا، ووصمونا بالارتزاق، والتبعية لجهات أجنبية لا تتمنى لنا كشعب وثورة سوريين أن ننتصر، ولا لحكم أسد أن ينهار ويسقط، ولا للأحرار أن يستعيدوا قرار الثورة ، ولا لسوريا أن تتحرر.
اقرأ أيضاً:
• الاحتلال الإسرائيلي ونظام الأسد يتشاركان في تضليل العالم
شاهد إصداراتنا:
