نفى فريق "منسقو استجابة سوريا" بشكل قاطع خروج المدنيين من مناطق الثوار في محافظة إدلب شمالي غربي سوريا إلى مناطق سيطرة نظام الأسد عبر المعابر التي أعلنت عنها روسيا والنظام مؤخرًا.

وقال الفريق في بيان له الاثنين: إن إعلان افتتاح المعابر يُعد خطوة في سياق الحرب الإعلامية على المدنيين في محافظة إدلب.

وأدان الفريق الأعمال العدائية واستمرار الخروقات التي تقوم بها ميليشيات الأسد وروسيا في المنطقة، محمّلًا مسؤولية أي تصعيد عسكري جديد في المنطقة للنظام السوري وروسيا بشكل مباشر، كما يحمل تلك الأطراف المسؤولية الكاملة عن عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي في المنطقة.

وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف حقيقي وفعَّال اتجاه المدنيين في شمال غربي سوريا، والعمل على إجراءات فعلية لوقف الانتهاكات بحق المدنيين في المنطقة.

ودعا منسقو الاستجابة كافة المنظمات والهيئات الإنسانية إلى التحرُّك الفوري والعاجل للاستجابة للمدنيين في المناطق التي نزحوا إليها, وانتشار المخيمات بشكل واسع في المنطقة وخاصة المخيمات العشوائية.

والتي تجاوز عددها 242 مخيمًا عشوائيًا تفتقر لأدنى المقومات الإنسانية، والعمل على تأمين احتياجات العائدين إلى مناطقهم وتأمين الدعم اللازم لعودة قطاعات البنى التحتية الأساسية في المنطقة.

وبدأت وسائل إعلام روسيا ونظام الأسد، الاثنين، بالترويج إلى عودة عشرات العائلات إلى قراهم وبلداتهم التي سيطر عليها النظام بريف حماة الشمالي.

وقالت وكالة أنباء النظام الرسمية سانا: إن "عشرات المواطنين خرجوا عبر ممر الحاضر جنوب حلب قادمين من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية تمهيدًا لعودتهم إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب".

وزعمت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن عشرات المدنيين وصلوا إلى معبر الهبيط الإنساني جنوب إدلب، قادمين من مناطق سيطرة فصائل الثوار شمالي سوريا. مضيفة، أن حكومة الأسد "قامت خلال اليومين الماضيين بتوفير كافة المستلزمات الطبية والغذائية واللوجستية الأخرى تمهيدًا لاستقبال المدنيين".

من جهته، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن ثلاثة  معابر فتحت اليوم الاثنين، لتأمين خروج المدنيين من مناطق سيطرة الثوار في إدلب إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.

وتستمر ميليشيات النظام بدعم من ما يسمى بالدول الضامنة "إيران وروسيا" بخرق وقف إطلاق النار الأحادي الجانب الذي أعلنت عنه روسيا وتركيا في 11 يناير 2020، حيث تزايدت وتيرة الانتهاكات على مناطق وأرياف محافظات ادلب, حلب، وحماة.

ووثق منسقو استجابة سوريا استهداف أكثر من 16 منطقة في أرياف ادلب و7 مناطق في أرياف حماة و3 مناطق في أرياف حلب, إضافة إلى 4 مناطق في ريف اللاذقية خلال الفترة بين 11/13 يناير.

ولفت الفريق إلى عودة ضئيلة للنازحين إلى عدد من القرى المستهدفة رغم الخروقات, حيث وثق الفريق عودة 3,874 نسمة من إجمالي النازحين الفارين خلال الحملة العسكرية الثالثة والبالغ عددهم 382,466 نسمة أي ما يعادل 1.02 % من إجمالي النازحين.

وسبق أن شدد الفريق على أن المساعي التي تبذلها روسيا لإخراج المدنيين من إدلب لمناطق سيطرة نظام الأسد ستقابل بالفشل كما حصل في المرات السابقة، لأن أغلبهم من المهجرين قسرًا.