السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

إيران تغتصب منازل الدمشقيين وتزعُم شرائها

16 يناير 2020، 10:20 ص
إيران تغتصب منازل الدمشقيين وتزعُم شرائها
إيران تغتصب منازل الدمشقيين وتزعُم شرائها

أحمد العكلة- خاص آرام:

يتواصل حسان الشرتح (45عاماً) عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أحد أقربائه السماسرة، الذين يعيشون بمنطقة حجيرة بريف دمشق الجنوبي، التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية، لبيع شقته التي يمتلكها منذ نحو 10 أعوام.

لم يستطع السوري حسان الذهاب لمنزله منذ 6 سنوات خشية اعتقاله من قبل نظام الأسد، وخوفه من الاستيلاء عليه من قبل عناصر المليشيات في المنطقة، وذلك بعد خروجه منها عقب سيطرة الإيرانيين هناك.

"الشرتح" الذي يسكن ريف إدلب الجنوبي، اشترى شقته بـ 5 ملايين ليرة سورية، بما يعادل في حينه (100 ألف دولار)، لكن ذلك السمسار الذي يعمل لصالح شخصيات إيرانية، دفع 4 مليون ليرة، بما يعادل (3 آلاف دولار) فقط حالياً.

اضطر الرجل لبيع الشقة وتنازل عن ملكيتها للمشتري، وذلك بسبب الضائقة المادية التي يعاني منها جراء تعطله عن العمل وخشية من الاستيلاء عليها من قبل الميليشيات الإيرانية، في حال رفض بيعها لهم بمقابل مادي زهيد.

ويقول لـ"آرام": "بعد خروجنا من منطقة ريف دمشق الجنوبي، سيطرت المليشيات الإيرانية على تلك المناطق، ولم تصل معلومات حول ممتلكاتنا، سوى أنها تمت السيطرة من قبل عناصر من حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية".

وأضاف "قبل فترة تواصل معي أحد الأقرباء الذين ما زالوا يعيشون في المنطقة، ويعمل في تجارة العقارات، حول نيته شراء الممتلكات التي تتبع للمُهجرين مقابل سند يضمن التنازل عن العقار، ومن ثم تقوم الميليشيات ببيعه بأسعار مرتفعة".

تغيير ديموغرافي

وأشار إلى أن عشرات العوائل العراقية والإيرانية باتت تسكن في منطقة السيدة زينب التي يوجد فيها مزاراً للشيعة، حيث تهدف هذه المليشيات إلى تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين، وتبديلهم بعائلات موالية لإيران بريف دمشق الجنوبي.

وكشف مصدر من داخل السجلات العقارية بدمشق حول عدّة عمليات بيع منازل ضمن منطقة دمشق القديمة، والتي قد تمّت خلال تشرين الماضي، لصالح شخصيات شيعية بمبالغ زهيدة، وتقوم ببيعها سكان شيعة بمبالغ كبرى.

ولم يقتصر شراء العقارات على ريف دمشق، فقد شملت عمليات البيع العقارات منازل مسيحيي دمشق، حيث باع أحده منزله بمبلغ 750 مليون ليرة سورية، فيما باع رجل سُني منزله بمبلغ 900 مليون ليرة سورية.

من جهته، قال الصحفي أبو عمر الغوطاني لـ "آرام": "في حالات المنازل الثلاثة كانت قضايا الورثة، واستحالة الحصول على رخص لترميم المنازل المهجورة هي السبب وراء انجرار المالكين الأساسيين لبيعها لصالح شخص شيعي بهذا المبلغ".

تسهيلات

وأضاف الغوطاني بأن المالكين الشيعة الجدد للمنازل الثلاثة حصلوا مباشرةً على أذونات ورخص تسمح لهم بترميمها رغم العقبات الكبيرة التي كانت تضعها وزارة سياحة نظام الأسد وأجهزة مخابراته للمالكين القدامى، حول موضوع الترميم".

وأشار إلى أن شراء العقارات وتغيير التركيبة السكانية وتطوير شبكات من الدعم بين دمشق والحدود اللبنانية، يهدف إلى إقامة منطقة سيطرة جغرافية مماثلة لمعقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وخلال العام الماضي، تمّ طرد المجتمعات السنيّة من منازلها التي تشغلها منذ زمن بعيد واستبدالهم بأشخاص موالون لكل من إيران ونظام الأسد، وخصوصاً النازحين من الجولان واللاجئين الفلسطينيين في مناطق ريف دمشق الجنوبي.

سند وتهديد

ويقول سامر العمر، وهو أحد السماسرة الذين عملوا سابقاً في شراء العقارات في دمشق لـ"آرام": "المليشيات الإيرانية تحتاج على سند قانوني من قبل صاحب المنزل، من أجل عدم قدرته مستقبلاً على مطالبتهم باستعادة المنزل بعد انتهاء الحرب".

وأضاف "في نفس الوقت تعمل المليشيات على شراء العقارات بأبخس الأثمان بعد تهديد صاحبها بهدم العقار أو الاستيلاء عليه ومن ثم تقوم ببيعه بسعره الحقيقي للعوائل التي تود شراءه، وجني مرابح باهظة نتيجة هذا الأمر".

يشار إلى أنّ جريدة "المدن" اللبنانية، كشفت العام الماضي أنّ أكثر من 8 آلاف عقار جرى نقل ملكيتها لإيرانيين شيعة، أو لأشخاص تابعين لهم في دمشق وريفها فقط، حيث كان للسفارة الإيرانية في دمشق دوراً قوياً في إتمام عمليات البيع.