سجل الروبل الروسي، انهياراً تاريخياً أمام الدولار الأمريكي، ويأتي هذا الهبوط الحاد في العملة الروسية بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استقالة حكومة بلاده.

وأفاد موقع "انفستنغ دوت كوم" الاقتصادي (Investing.com)، الأربعاء، أن "الدولار الواحد كان يعادل 61.58 روبل روسي، وبعد استقالة الحكومة ارتفع سريعاً إلى 64.68، فيما لا تزال التحركات معتدلة نسبياً، بسبب التقلبات التاريخية للعملة".

ويأتي انهيارالروبل بالتزامن مع هبوط الليرة السورية أمام الدولار التي سجلت أدنى مستويات لها.

وفي سياق متصل قدَّم رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف، أحد أقرب أصدقاء بوتين، الأربعاء، استقالة حكومة البلاد بالكامل بشكل مفاجئ، على خلفية مقترحات طرحها الرئيس الروسي، برسالته السنوية إلى البرلمان.

وجاء إعلان استقالة الحكومة على خلفية تكهنات بأن بوتين، يعمل على إدخال تعديلات دستورية، ليزيد من القوى الممنوحة له خلال فترته الرئاسية المنتهية في 2024.

وقال ميدفيديف خلال لقاء مع بوتين،-بحسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية: "عزيزي فلاديمير فلاديميروفيتش، أيها الزملاء الأعزاء، لقد كنتم جميعاً شهوداً على رسالة رئيس روسيا، فلاديمير فلاديميروفيتش كرئيس".

وأضاف: "حدد ليس فقط أولويات العمل في بلدنا للعام المقبل، بل أوضح أيضاً عدداً من التغييرات الأساسية في دستور روسيا، هذه التغييرات، عندما سيتم تبنيها على الأرجح".

وتابع موضحاً أنه "سيتم ذلك بعد المناقشة، كما قيل، سوف تحدث تغيرات مهمة ليس فقط على عدد من مواد الدستور، ولكن أيضاً على توازن السلطة ككل".

وأشار إلى أن إدخال التعديلات على الدستور الروسي من شأنها أن تحقق التوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، مضيفاً أنه "يتعين علينا بصفتنا حكومة الاتحاد الروسي، أن نوفر لرئيس البلاد الفرصة لاتخاذ جميع القرارات اللازمة لذلك".

وختم ميدفيديف حديثه، بأنه "في هذه الظروف، أعتقد أنه من الصواب، وفقاً للمادة 117 من الدستور الروسي، أن تستقيل الحكومة الروسية في التكوين الحالي".

وجدير بالذكر أن بوتين، اقترح بعض التغييرات في الدستور الروسي برسالته إلى الجمعية الفيدرالية، الأربعاء، فيما يتوقع أن يمدد فترات الرئاسة.

وأعلن بوتين، خلال رسالته، أنه ينوي استحداث منصب "نائب رئيس مجلس الأمن الروسي"، وعرضه على ميدفيديف، موضحاً أن لدى الأخير خبرة في شغل منصب رئيس الدولة، كما أنه تولى رئاسة الحكومة الروسية على مدار ثماني سنوات، علماً بأن رئاسة المجلس تعود إلى رئيس الدولة.

ويشار إلى أن بوتين، اتفق مع "ميدفيديف" سابقاً أن يتولى رئيس الجمهورية على أن يكون هو رئيساً للوزراء والحاكم الفعلي للبلاد، حتى يتولى الرئاسة مرة ثانية وفقاً لنصوص الدستور الروسي.