الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.77 ليرة تركية / يورو
40.65 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.63 ليرة تركية / الريال السعودي
32.37 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.77
جنيه إسترليني 40.65
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.63
دولار أمريكي 32.37
...

التخادم الإيراني الصهيوأمريكي.. ما يُخفيه الستار

21 يناير 2020، 11:17 ص

الموت لأمريكا.. الشيطان الأكبر.. سنحرق تل أبيب فوق ساكنيها،،

شعارات إيرانية تظهر حجم العداء للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.

ولكن.. هل تصدقون هذه الشعارات؟

برز حجم العلاقات الحميمة بين إيران وأميريكا منذ بداية نشأة نظام الخميني، فسنة 1979 وفي ذروة الاضطرابات التي شهدتها إيران من ثورة ضد الشاه الإيراني.

بعث الخميني من منفاه في باريس رسالة سريّة إلى واشنطن، فعرض على الرئيس الأمريكي حينها جيمي كارتر أنه سيحمي المصالح الأمريكية في إيران، وسينفذون سوياً المشروع التدميري للشرق الأوسط.

وبموجب هذه الرسالة صدر القرار الأمريكي بمغادرة الشاه الإيراني خارج بلاده، وقدوم الخميني بطائرته إلى إيران ليتسّلم مقاليد الحكم فيها، في مسرحية محبوكة المشاهد أمام الشعب الإيراني.

أولى خطوات المؤامرة

سنة 1980 اندلعت الحرب بين العراق وإيران، كان ظاهراً للعلن أن الولايات المتحدة داعمة لصدام حسين حينها، ولكن لم يعلم أحد أن الإدارة الأمريكية كانت تساند بالخفاء نظام الخميني المعادي لها، حتى تفجرت فضيحة "إيران كونترا" عام 1986 والتي تعتبر من أكبر الفضائح السياسية تعقيداً في التاريخ الأمريكي الحديث.

فخلال الحرب المشتعلة بين إيران والعراق زودت الولايات المتحدة إيران بأسلحة كانت بأمسّ الحاجة إليها، مقابل استخدام نفوذها في إطلاق سراح أمريكيين مختطفين في لبنان من ميليشيات شيعية موالية لإيران.

 

زواج بالسر

استمر الزواج العرفي بين الحليفين السريين، حتى آن أوان الاحتلال الأمريكي للعراق سنة ألفين وثلاثة، ليظهر حجم التواصل والتنسيق بينهما في إسقاط نظام صدام حسين.

كان لإيران معرفة مسبقة بغزو العراق، عُقدت لقاءات سرية في جنيف كشفها بعد ذلك السفير الأمريكي السابق لدى العراق زلماي خليل زادة الأفغاني الأصل.

حيث اتفق وزير خارجية إيران الحالي محمد جواد ظريف الذي كان سفيراً في الأمم المتحدة آنذاك بعدم  استهداف الدفاعات الجوية الإيرانية للطائرات الأمريكية في حال اختراقها للمجال الجوي الإيراني، وبعد ذلك سُمح لإيران  بمد نفوذها الطائفي على حساب العراقيين.

فُكِّك الجيش النظامي العراقي لإبعاد أي تهديد قد يُوجه للكيان الصهيوني في المستقبل، وأُنشأت ميليشيات شيعية طائفية مثل جيش المهدي وفيلق بدر وميليشيات أخرى، كلها موالية لإيران، ستنفذ فيما بعد كل ما تأمر به إيران على الفور.

خدمات كبيرة قدمتها إيران للاحتلال الأمريكي شهد عليها محمد أبطحي نائب الرئيس الإيراني حينها بقوله لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة.

قُسِّم النفط العراقي بين الغرب وإيران فاستولت الشركات الغربية على النفط وتم تقسيمه على أساس طائفي ليكون لإيران حصة كبيرة منه.

استكمل النظام الإيراني عمله لحساب المستعمر الأمريكي، فبدأ بنشر الطائفية في المجتمع العراقي عن طريق مذابح استهدفت أهل السنة، لتشارك في تهيئة الظروف لصعود الشبح الذي سيكون شماعة المخططات الاستعمارية بعد ذلك.

 

"تنظيم الدولية الإسلامية"

استُخدمت فزاعة داعش كذريعة للتمدد الإيراني فمثّل النظام الإيراني دور محرك الدمى، يدعم داعش من جهة، ويحاربها من جهة أخرى، عن طريق ميليشياته في العراق.

فتوسعت إيران في العراق بموافقة أمريكية بحجة القضاء على تنظيم داعش، واشتُهرت العبارة التي أطلقها مسؤولون إيرانيون أبرزهم الرئيس حسن روحاني "لولا إيران لسقطت بغداد بيد داعش".

 

مبرر القوّات الأجنبية

أتقن النظام الإيراني دور البعبع الأسطوري،  فأصبح عدو الدول الخليجية الأول والمهدد لأمنها واستقرارها، ليُقدِّم شرطي العالم "الأمريكي" خدماته إلى هذه الدول بإرسال قوات وبناء قواعد عسكرية على أرضها، مقابل أموال طائلة تدفعها تلك الدول للولايات المتحدة ثمناً لتواجدها .. ناهيك عن سيطرة أميريكا على النفط العربي بالأسعار التي تحددها.

 

تفجير سفن في الإمارات.. استهداف محطات أرامكو في السعودية.. قصف مطارات.. ودعم الحوثيين في اليمن،،

أفعال بضوء أخضر أمريكي، أو بالأحرى بأوامر أمريكية، خلقت عدواً رئيسياً للدول العربية، وحرفت البوصلة عن الكيان الصهيوني الذي من المفترض أن يكون العدو الأول للعرب، فأصبحت إيران هي العدو الأول بدلاً من إسرائيل.

 

كذبة تحرير فلسطين

حتى يُقنع النظام الإيراني شعبه، لابد له أن يستخدم قضية سامية وعادلة، تهم الأمتين العربية والإسلامية، فيُظهر بها نُبله وأصالته ويمرر مشروعه الطائفي تحت غطائها، فكانت القضية الفلسطينية المطيّة المثلى لذلك.

أنشأ النظام الإيراني فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني.

نفذ الفيلق جرائم في أنحاء البلاد العربية، وكان مسؤولاً عن التمدد الإيراني في الوطن العربي، باسم القدس والجهاد المقدس، مستغلاً تقاعس الأنظمة العربية وتآمرها على القضية الفلسطينية.

كل خطوة نفذها هذا الفيلق كانت بعد الدراسة والاتفاق مع أجهزة المخابرات الأمريكية التي كان يجتمع بها سليماني في العراق للتنسيق وترتيب المهام الموكلة إليه.

فيلق القدس وصل إلى كل مدينة عدا القدس، قتل وشرّد الملايين من العرب والمسلمين ولم يقتل صهيونياً واحداً.

وعندما انتهى دور قاسم سليماني في خدمة سياسات الولايات المتحدة، وبدأ بتمرير النفوذ الإيراني على حساب الاستقرار الأمريكي، تمت تصفيته، وأعطيت إيران الضوء الأخضر لضرب مواقع أمريكية لرد اعتبارها، ولكن دون تجاوز الخطوط الحمر، ودون إراقة قطرة دم أمريكية واحدة.

 

التهديد النووي

يستبعد البعض صحة التحالف الإيراني الصهيوأمريكي متعللين بالمشروع النووي الإيراني الذي قد يجعل إيران دولة عظمى، وقد تهدد مستقبلاً الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بهذا السلاح الفتاك.

ولكن قد تتفاجأ أن هناك خبراء إسرائيليين وأمريكيين قدموا خدمات تكنولوجية لتطوير السلاح النووي الإيراني، بحيث تضمن أميريكا والكيان الصهيوني أن هذا السلاح لن يهدد وجودهم أبداً.

ولكن الهدف من إنشائه تهديد الدولة النووية السنية "باكستان" التي تمتلك سلاحاً نووياً قد يهدد في يوم من الأيام الوجود الصهيوني في الشرق الأوسط.

فبجانب السلاح النووي الهندي الموالي للولايات المتحدة، لابد من وجود سلاح نووي تحت مظلة إسلامية ولكنها معادية للسنة.

وفي الوقت نفسه يهدد الدول الخليجية تحت نظرية البعبع الإيراني لدوام جني الولايات المتحدة ثمار هذا التهديد.

 

بعد كل هذا .. لنصحح بعض الشعارات الإيرانية المُدلّسة

المجد لأمريكا.. الموت للعرب.. سنحمي تل أبيب بدماء وجماجم المسلمين.