اكتشفت الناشطة الروسية، أنستازيا شيفتشينكو، التي وضعت رهن الإقامة الجبرية في منزلها، أن سلطات بلادها وضعت كاميرا تجسس بغرفة نومها، وصورت كل شيء سراً على مدى أشهر.
وبين موقع "بي بي سي" اللندني، السبت، أن الصور عرضت على شيفتشينكو من قبل المحققين، وتتضمن اللقطات صوراً لها بملابسها الداخلية، سُجلت أثناء السعي للحصول على أدلة تدينها بنشاط سياسي يجرمه القانون.
وأعربت عائلة الناشطة السياسية التي سُجلت محادثاتهم أيضاً، عن غضبهم إزاء ما سموه بـ"خطوة دنيئة للغاية" من جانب السلطات.
وتمنع شيفتشينكو، البالغة من العمر 40 عاماً، من التواصل مع العالم الخارجي من شقتها السكنية، في مدينة روستوف الجنوبية على نهر الدون.
وقالت ابنة الناشطة، فلادا، إن والدتها عرفت من المحققين في الخريف الماضي أنهم تنصتوا على شقة الأسرة، عندما قدموا لها نسخاً من تلك التسجيلات مصحوبة بتعليقات مكتوبة.
وكتبت فلادا إلى بي بي سي: "بعد ذلك، وفي الشهر الماضي، عرض عليها المحققون صوراً، وأدركت أنهم كانوا يصورونها أيضاً"، مضيفة أنه: "من الصور، أدركنا أنهم ثبتوا الكاميرا على جهاز تكييف الهواء، مقابل سرير أمي".
وكتبت فلادا، التي تحتفظ بمدونة سجلت فيها تجربة عائلتها، على "فيسبوك"، إن الكشف عن هذا التجسس "أمر مهين، نعم، بالنسبة للرجال الذين يحملون رتباً على أكتافهم"، في إشارة إلى قوات الأمن.
من جهته، أكد محامي العائلة، سيرغي بادامشين، أن الكاميرا قد تم تثبيتها سراً في منزل العائلة بخريف عام 2018 ، بتفويض من محكمة محلية، كما وضعت الشرطة شيفتشينكو تحت المراقبة خارج شقتها.
واتُهمت في وقت لاحق بعضوية "منظمة غير مرغوب فيها"، بموجب قانون صدر عام 2015، بسبب صلتها بمجموعة أسسها رجل الأعمال ميخائيل خودوركوفسكي، وهو منتقد شرس للكرملين.
وسخر بادامشين من نتائج عملية التجسس، التي استمرت لخمسة أشهر، ووصفها بأنها "بلا جدوى"، بالنظر إلى كون الأدلة على أن نشاط موكلته يمثل "تهديداً للأمن القومي والنظام الدستوري" هي حضور مؤتمر لحقوق الإنسان، ومظاهرة مصرح بها في الشارع.