أحمد العكلة- خاص آرام:

لم يتوقف عبد الغني صيادي (21عاماً) عن تنفيذ ما جال في خاطره بعد أن رأى آثار الحرب بشوارع إدلب في سوريا ليجسدها واقعاً عبر موهبة يسعى بها للوصول نحو العالمية.

ولأول مرة في الشمال السوري، بدأ "صيادي" المنحدر من مدينة أريحا، العمل بمجال الرسم بالمكياج السينمائي والذي كان غائباً جراء الحرب، حيث اتخذ من منزله الصغير مشغلاً ينمي فيه موهبته.

يقول في حديثه لـ"آرام"، "انتقلت لعمل شيء فريد من نوعه من خلال المكياج السينمائي، حيث اتخذت الأمر في البداية كمجرد أمر للتسلية، ولكن حين أتت الفرصة لكي أبرز موهبتي في المنطقة بدأت بصنع أعمال خاصة".

ويضيف "أمتلك قدرات في التصوير والتصميم والمونتاج والتمثيل، ودرست بالمعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية، واعتمدت على النوع المبالغ فيه من المكياج لاغطي نقص المواد وسوء النوعية، فأغلبها اصنعها بالمنزل".

بدأت القصة، حينما كان يجلس مع أصدقائه لكي يقضي أوقات فراغه، وبدأ يُلون مجسمات وإعطائها ملامح تمثيلية بهدف التسلية، لكنه وجد أن المُخرجات جميلة وأعجبت من حوله، فقرر التطوير.

ويُستخدم في فن المكياج السينمائي أدوات اصطناعية وأخرى غذائية وغيرها؛ للحصول على تأثيرات سينمائية على الوجوه وأعضاء الجسم، مثل آثار الجروح والثقوب والدماء.

وبين عبد الغني، أن الأدوات المساندة للمكياج مثل الكريمات والزيوت والإضاءة وأمور أخرى، تُسهم مجتمعةً في خلق حالة جديدة من المكياج، يشبه ما يشاهده الواحد منا في أفلام الرعب والخيال العلمي على وجه التحديد.

وأوضح أنه يُبدع ويبعد تجسيد أعمال "المومياء" وأعضاء الجسم التي تعرضت للتهشم، مستنبطاً ذلك من وقائع الحرب التي تعيشها سوريا، في حين أن بعض الأعمال تعطي طابع جميل.

ويتابع "شاركت في مبادرة شبابية تطوعية، انطلقت مؤخراً في إدلب، قمنا خلالها بإنجاز بعض الأعمال التي نشرت على مواقع التواصل ونالت إعجاب الكثيرين، مما شجعني أكثر على المواصلة".

إبراهيم الزيدان، مدير فريق "إدلبيون" المشارك في تلك المبادرة، يقول: "الكثير من هذه المواهب كادت أن تندثر بفعل الحرب خلال 8 سنوات، لكن مثل هذه الأعمال تشجع الشباب على إخراج مواهبهم".

أشاد "الزيدان" بموهبة الرسم بالمكياج السينمائي التي يتمتع بها عبد الغني، حيث لاقت إعجاباً ورواجاً كبيراً بين الجمهور الذي أصبح يحرص على حضور فعاليات المبادرة في المدن والأرياف.

ويأمل "صيادي" خلال الفترة المقبلة تطوير موهبته أكثر من خلال التدريب، حيث يشعر بالسعادة لبدأ التواصل معه من قبل عشرات الأهالي والمنظمات لمساعدته، بعد أن جذبت أعماله المُتقنة انتباههم.