الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

روسيا و"ميليشيا الأصدقاء"..استغلال للسوريين بالغوطة الشرقية!

03 فبراير 2020، 11:53 ص
روسيا و"ميليشيا الأصدقاء"..استغلال للسوريين بالغوطة الشرقية!
روسيا و"ميليشيا الأصدقاء"..استغلال للسوريين بالغوطة الشرقية!

أحمد العكلة- خاص آرام:

تسعى روسيا لاستغلال الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشها الشباب السوري في الغوطة الشرقية، من أجل تشكيل ميليشيات موالية لها من خلالهم، عبر تسليم أسلحة وصرف رواتب لنحو 300 شاب من مدينة دوما.

ويُشير أبو مالك -اسم مستعار- وهو مدني يعيش في منطقة دوما لـ"آرام" إلى أن القوات الروسية ونظام الأسد بعد عدم قدرتهم على السيطرة بشكل كامل على المناطق التي تخضع للمصالحات، لجأت لتجنيد أبناء المدينة واستغلال فقرهم.

ويقول: "بسبب التضييق على المدنيين الذين بقوا في منازلهم، قام عدد من الشبان بالانضمام إلى هذه المليشيات رغم قلة الأجر الشهري الذين يتقاضونه، حيث إن راتبهم لا يكفي لعشرة أيام للمعيشة في ظل ارتفاع الأسعار".

ويُضيف "المليشيا سيكون لها أدوار مُختلفة كالمشاركة في الاعتقالات، ونصب الحواجز، وإقامة دوريات ليلية في المنطقة، والقتال على الجبهات لاحقاً، وذلك بعد تهرب مئات الشبان من الالتحاق بالخدمة العسكرية في مناطق ريف دمشق".

بطاقات أمنية

من جهته، يقول الصحفي أبو عمر الغوطاني لـ"آرام" إن روسيا سعت منذ بداية سيطرتها على مناطق الغوطة الشرقية والغربية ودرعا والقلمون عن طريق اتفاقية التسويات على الاستفادة من الشبان من أجل زجهم في العمليات العسكرية.

ويُشير إلى أن روسيا شكلت الفيلق الخامس الذي يضم شبان من مناطق المصالحات للقتال على الجبهات، فيما اختارت عناصر آخرين من أجل تطويعهم للحفاظ على أمن المناطق التي تسيطر عليها في ريف دمشق.

ويلفت إلى أن "ميليشيا أصدقاء الروس" هدفها قمع أي حركة تظاهر أو عصيان في وجه نظام الأسد، وملاحقة المتخلفين عن الخدمة العسكرية، والذي يكتبون عبارات مناهضة للنظام على الجدران إضافة لدورهم في الاعتقالات.

فقدان الثقة بالنظام

وينوه الغوطاني إلى أن روسيا تفقد ثقتها بقدرة نظام الأسد على استلام مسؤولية الأمن، لذلك عمدت على تشكيل ميليشيا خاصة بها من أبناء الغوطة الشرقية، عبر استغلال حاجتهم المعيشية وتطويعهم مقابل أجر مادي.

وفي أواخر العام الماضي، منعت الشرطة العسكرية الروسية مجموعات عسكرية تتبع للفرقة الرابعة في نظام الأسد من التمركز في مدينة دوما بريف دمشق، فيما عذبت أحد ضابط النظام أمام حشد من الناس في منطقة ببيلا بريف دمشق الجنوبي.

واعتقلت الشرطة الروسية ضابطاً آخر من النظام وعذبته أيضاً في بلدة ببيلا بريف دمشق الجنوبي، بعد قيامه بعمليات تعفيش بحق منازل المدنيين في المنطقة، حيث أثارت تلك الصور موجة غضب عارمة في صفوف مواليي الأسد.

ميليشيات موالية

بدوره، يقول الخريج من إحدى الجامعات الروسية أحمد منير لـ"آرام" إن روسيا تهدف إلى إنشاء ميليشيا مسلحة موالية لها في كل منطقة لها مصالح فيها، وتعتبرها حيوية بالنسبة لها، وخصوصاً في مناطق الغوطة الشرقية وحمص والساحل.

ويُضيف "الروس يعتبرون جيش النظام مُخترق بشكل كبير من الإيرانيين، وهناك وحدات عسكرية تدين الولاء لإيران، لذلك يعزف الضباط الروس عن الاستعانة بالنظام في المناطق التي تعتبر تحت سيطرتها بشكل مطلق في الغوطة وحمص".

ويُشير منير إلى أن الروس يقومون بتدريب أولئك العناصر في معسكرات خاصة من أجل تأهيلهم ليكونوا على أهبة الاستعداد لأي مهمة يطلب منهم تنفيذها، كعمليات المداهمة أو المشاركة في العمليات العسكرية ضد الفصائل إذا احتاج الأمر".

تلاشي سريع

من جانبه، يؤكد العميد المنشق عن الفرقة الرابعة في نظام الأسد محمد الخالد، أن المليشيا التي شكلتها روسيا في الغوطة الشرقية لا يمكنها أن تدوم طويلاً، حيث إنها ستنتهي عند وجود أي طرف يدفع لها رواتب مالية أفضل.

ويقول لـ"آرام" إن روسيا شكلت الفيلق الرابع بعد دخولها لسوريا، لكنه تلاشى بعد قلة الدعم الروسي وانقطاعه لفترات متباعدة، فيما شكلت الفيلق الخامس الذي انتشر في درعا والغوطة الشرقية وريف حمص وريف حماة، من مقاتلي المصالحات.

ويوضح الخالد أنه بعد انتهاء روسيا من ترتيب البيت العسكري وتشكيل فصائل عسكرية ومن ثم تزويدها بالأسلحة والآليات الثقيلة من جيش النظام وخصوصاً الفيلق الخامس والفرقة 25 وقوات الطراميح، بدأت بتجهيز قوات أمنية خاصة بها وأولها كان في الغوطة الشرقية.

ويُتابع "روسيا استغلت كره الحاضنة الشعبية في الغوطة الشرقية للمليشيات الإيرانية من أجل تجنيدهم بهدف عدم فسح المجال للمليشيات الموالية لإيران للسيطرة على المنطقة، خصوصاً بعد الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات بريف دمشق الجنوبي".

هذا، وذكرت مصادر محلية أن المناطق التي تخضع لسيطرة نظام الأسد تشهد بين الحين والأخر اشتباكات عنيفة بين مجموعات عسكرية موالية لإيران وأخرى موالية لروسيا، سقط على إثرها العشرات من الطرفين وآخرها في مدينة حلب.