الجمعة 12 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

تركيا وروسيا في سوريا.. فهل تندلع المواجهة الكبرى بإدلب؟

08 فبراير 2020، 12:37 م
تركيا وروسيا في سوريا.. فهل تندلع المواجهة الكبرى بإدلب؟

بسام الرحال

صحفي سوري

08 فبراير 2020 . الساعة 12:37 م

شهدت العلاقات التركية الروسية خلال الآونة الأخيرة توتراً متصاعداً، بعد تقدم ميليشيات الأسد بدعم من الأخيرة في ريف إدلب شمالي سوريا، والذي زاد تأزماً مع إرسال تركيا لحشودات عسكرية هائلة إلى الداخل السوري بهدف منع النظام من التوغل أكثر في المحافظة.

واستبعد محللون سياسيون وعسكريون في تصريحات متفرقة لـ"آرام"، أن يصل الخلاف بين تركيا وروسيا إلى حد المواجه العسكرية المباشرة، مع تأكيدهم أن تحركات تركيا العسكرية تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية تضمن مصالحها في سوريا.

وقال الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام، النقيب رشيد حوراني، في تصريح خاص لـ"آرام": إن "الأرتال العسكرية التركية، جاءت بسبب قناعة تركيا بعدم جدوى الاتفاقيات مع روسيا، فعملت على التلويح بتدخلها العسكري بالتدريج وبصور متنوعة".

وأضاف أنه "على الرغم من اتفاق تركيا وروسيا في أستانا 6 أن يكون الانتشار على مسار الطريق الدولي بين الدولتين، إلا أن التقدم الكبير لنظام الأسد على الأرض زاد من أطماع روسيا، التي كانت تنتظر من المجتمع الدولي أن يكافئها لإجبارها النظام على المشاركة في اللجنة الدستورية".

مرونة مع تركيا

واستبعد الحوراني دخول روسيا وتركيا بمواجه مباشرة، وذلك بسبب دعوات مسؤولين أتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي بأن لا تشكل روسيا عائقاً أمام حماية أمنهم القومي، مستدلاً بذلك على مسارعة روسيا إلى إظهار المرونة مع تركيا التي بدا موقفها متشدداً للعمليات العسكرية في سراقب.

وأوضح أن المواجهة بين الطرفين قد تحصل عن طريق الوكلاء، مبيناً أن روسيا تدرك بأن أي دعم تقدمه أنقرة للفصائل الثورية سيحدث تفوقاً في الميدان لصالح الفصائل، وخصوصاً أن المعارك الأخيرة رغم تقدمها لصالح النظام إلا أنها كانت مكلفة مادياً وبشرياً.

وأكد الباحث أن الطرفين يلجأان إلى التصعيد العسكري لرفع سقف مطالبه، منوهاً إلى أن المعركة التي خاضتها الفصائل قبل دخول النظام الى سراقب، تحت غطاء المدفعية التركية وتشويش الرادار التركي للطائرات، ربما هو ما دفع موسكو للتهدئة وإرسال وفد للتفاوض.

واتفق الصحفي السوري فراس ديبة، مع الحوراني بعدم وصول الخلاف بين تركيا وروسيا إلى مواجهة عسكرية مباشرة، وذلك بسبب وجود اتفاق بين الطرفين على شكل ملف إدلب، ولكن فيه بعض نقاط الخلاف حول تفاصيل تنفيذه.

الأمن القومي

وحول الخطوات التركية العسكرية بيّن ديبة أن تركيا تركز في تعاملها مع ملف إدلب على حماية أمنها القومي بالدرجة الأولى، إضافة لخوفها من موجات النزوح، لذلك إرسالها التعزيزات العسكرية يأتي من اهتمامها بمنع تقدم النظام بعمق المحافظة.

ورأى الصحفي السوري أن التحركات التركية، تهدف لتحصيل مكاسب سياسية، موضحاً أن من بين هذه المكاسب هو حفظ أمنها القومي وضرب الميليشيات الكردية، إضافة لملف اللاجئين السوريين، لذلك تعمل أن تكون سوريا ما بعد الحل السياسي دولة صديقة تحفظ أمنها وحدودها.

من جهته، توقع المحلل العسكري اللواء محمود العلي، أن يحصل تصادمات محدودة بين تركيا وروسيا، والتي ستكون بمثابة رسائل إلى كل الأطراف اللاعبة، مؤكداً أن كل الاحتمالات ممكنه، لأن العلاقات بين الطرفين تحكمها مصالح مؤقتة، ولا يوجد تحالف استراتيجي حقيقي.

وأشار العلي إلى أن إرسال تركيا لمزيد من التعزيزات، هو نوع من الضغط من أجل تحسين شروط التفاوض على الطاولة مع الروس، معبراً بالوقت نفسه عن وجود ضبابية بالموقف التركي إزاء هذه التحركات، وخصوصاً مع غموض العلاقات التركية الروسية التي نتجت عن أستانا وسوتشي.

تعزيزات عسكرية

وأرسل الجيش التركي خلال اليومين الماضين تعزيزات عسكرية إضافية إلى نقاط المراقبة داخل سوريا، تضم مئات الآليات العسكرية، وباتت الفرق وعشرات الدبابات منتشرة بكثرة في ريفي إدلب وحلب، ومختلفة عن التعزيزات السابقة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمهل نظام الأسد حتى نهاية شهر فبراير الجاري للانسحاب من المناطق الواقعة خلف نقاط المراقبة العسكرية لجيش بلاده في إدلب، منذراً النظام بأن تركيا ستجبره على الانسحاب، ومؤكداً أن الهجوم الذي استهدف الجنود الأتراك في إدلب هو بداية مرحلة جديدة بالنسبة إلى بلاده في سوريا.

يُذكر أن ميليشيات الأسد بدعم روسي صعدت حملتها على مناطق في إدلب ومحيطها، التي تؤوي نحو 4 ملايين شخص، نصفهم من مهجّري مناطق أخرى، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2019، ما أدى إلى موجات نزوح ضخمة باتجاه الحدود السورية - التركية.