السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

شهادة سجين سابق في معتقلات هيئة تحرير الشام

08 فبراير 2020، 03:52 م
شهادة سجين سابق في معتقلات هيئة تحرير الشام
شهادة سجين سابق في معتقلات هيئة تحرير الشام

إسطنبول - هناء الكحلوت

تحدث سجين سابق (رفض التصريح عن اسمه) عن جناح "شاهين" السرّي، التابع لسجن إدلب المركزي المخصص للعسكريين، تحت إمارة "هيئة تحرير الشام"، والتي ترتكب فظائع تعرض لها خلال فترة معايشته هناك.

وقال المعتقل السابق في حديثه لموقع "آرام"، حول الأوضاع بالشمال السوري: إن "هذه المدن من الأساس لم تكن محررة، فهي كانت محتلة من قبل الجولاني (أبو محمّد، القائد الأعلى لهئية تحرير الشام)".

وأكد أن "المحتل لا يدافع عن الأرض التي يحتلّها وهنا يكون التنازل كبيراً وسريعاً ولا يوجد لديه أي قيمة للأرض أو للدم الذي بذل من أجلها".

واحتلت ميليشيات نظام الأسد العديد من القرى والمناطق المحررة في شمال سوريا، بغطاء روسي، ما أدى إلى نزوح الآلاف، واستشهاد العشرات وجرح المئات، وسط مخاوف كبيرة على المعتقلين بسجون الهيئة وتساؤلات عن مصيرهم.

وارتكبت الهيئة العديد من الجرائم ضد الإنسانية، منها الاعتقال التعسفي لمعارضين وسياسيين وحتى لمدنيين، ووضعتهم في سجونها التي تصل إلى نحو 30 سجناً.

شاهد على الفظائع

وأردف لموقع "آرام": كنت أسيراً وشاهداً على الفظائع التي حصلت في السجون، ولي أشخاص مقربون مني لازالوا بالداخل، يتوجب علي أن أصف ما حدث"، مُتحدثاً عن "تفاصيل التعذيب والأعداد في السجون وعدم وجود خطة نظامية يتم السير عليها".

وانتقد "الهيكلية القضائية التي يُعدم السجناء بناء عليها"، مُبينًا أن الهيئة تتبع أسلوب مخابراتي محض في السجون ولديها تركيز هائل على عناصر "الدواعش".

ورأى أن "الذي يُثبّت الهيئة حتى الآن هو ملف "الدواعش"، متابعاً: "لا يوجد داعشي دخل إلا وله بيانات يتم مشاركتها مع أنظمة مخابرات عالمية وأولهم الأتراك، وهناك عناصر سلمت لتركيا بشكل مباشر وآخرين سلموا من تركيا للهيئة مباشرة".

وحول مكاتب التحقيق، بين أن هناك ثلاثة أقسام، الأول مسؤول عنه شخص يدعى "موسى" وهذا المكتب يعتمد على التحالف "المخابرات العالمية" وأي شيء له علاقة بالصحافة والإعلام.

أما المكتب الثاني، وفق ما أوضح، فهو لـ "الدواعش"، ويستلمه "زيد" وهو مختص بالخلايا، والثالث مسؤول عنه "أبو علي اللبناني" وهو من رنكوس بريف دمشق، ومختص بقضايا الاختلاس والشبيحة.

وبين المعتقل السابق أنه يُحقق مع السجين وبعدها يوقع على أقواله وترفع الإضبارة للقاضي "أبو عزام الشجراوي"، و"أبو مصعب العراقي"، مشيراً إلى أن الأحكام إما براءة أو إعدام.

وتطرق لاستجواب السجناء، قائلاً إن "أغلب أقوالهم صحيحة ويعترفون تحت التعذيب، وآخرون لديهم حكماً أمنياً، أي لا تهمة عليهم أو دليل ولكنهم يسببون خطورة، وهناك حالات يقتلون لمصلحة، وبعضهم يضع نفسه بشبهه ما يؤدي إلى قتله لمنفعة الإسلام.

ونوّه  إلى أن المحكوم عليه بالإعدام يتجه نحو اللجنة التي فيها مصعب عويس وأبو ماريا القحطاني وإبراهيم شاشو وأبو عزام الشجراوي وشخص خامس، مؤكداً أن هذه اللجنة أعدم بسببها حوالي 500 شخص.

وقال إن "الإعدامات كانت سيئة جداً، لا يوجد أي إعلان لها، الزيارات ممنوعة، والمحاكم سرية، والوضع النفسي سيئاً ومقيت، كما أن هناك أشخاص فقدوا عقولهم وكانت التجربة صعبة جداً".

وحُكم على المعتقل السابق في البداية بحكم الإعدام وعقبها تم تبرئته، وحُقِقَ معه حوالي 500 مرة على مدار عامين، وببعض الأيام كان يخرج للتحقيق 3 مرات أو مرتين، وفق قوله.

ممارسات سيئة

ومن الممارسات السيئة التي اتبعتها الهيئة أيضاً، قال المعتقل السابق، إنها "في حالات القتل والإعدام لـ "الدواعش"، تصنفهم خوارج، ولا تدفنهم بطريقة إسلامية، ولا يصلّى عليهم، ودفنهم يكون بمقابر جماعة".

وقدّر المُحرر أعداد السجون، قائلاً إنها "تتراوح بين 5000 إلى 7000 سجن، ومنها أمنية أو مدنية، وبعضها سرية لا يعلم أحد ما يجري فيها".

وتابع أن "كل فرع غير مركزي فيه حوالي 600 أو 700 سجين، والفروع المركزية مثل فرع حارم وحلب وشاهين (فيه حوالي 650 شخص)، كما أن سجن إدلب المدني كان به حوالي 2500 شخص".

وعدّد المعتقل المحرر، بعضاً من السجون الأمنية، ومنها في إدلب فرع 601، فرع البادية، فرع 100، وبمدينة حارم "فرع حارم"، وفرع "دير عثمان" بريف "دركوش"، الزنبقي بمنطقة جسر الشغور، 700 (الزربة)، وبالقاسمية ودارة عزة (جارة)، وغيرها من السجون.

7 أنواع من التعذيب

وتعرض المعتقل السابق، إلى 7 أنواع من التعذيب، منها الشبح، التابوت، بلانجو أرضي، بلانجو أفقي، الدولاب، الكهرباء، الملح، والتي كانت تعتمد على أساليب مؤلمة وبعيدة عن الإنسانية.

واستطرد تعرضت إلى الشبح بتعليق يديّ بالسقف، وعذبوني عبر التابوت، وهو صندوق مثبت بالحائط (حجمه 40 سنتيمتر*متر) وسقفه مفتوح، تعلق اليد فيه ويغلق الباب الذي يحتوي على صاج مقعر وبرغي ودركسيون ويشدّ البرغي ما يؤدي إلى ضغط السجين على الحائط.

ومن الأساليب التي تركت أثراً لا ينسى لديه، التعذيب بالملح، ويكون بوضع 200 غرام ملح في الفم وإغلاقه، وبين أن "هذا قمة العذاب، وسقط إثره 9 من أسناني، وحوالي 6-7 أشهر لم أستطع تذوق شيء".

وذكر تعذيب آخر هو "البلانجو"، يرفع السجين فيه بجهاز بشكل عمودي أو أفقي، ويُعلّق شبحاً بالسقف، ويبقى على أطراف أصابعه، ويركض السجان ويتعلق بالسجين حتى يزيد الوزن عليه، ما يسبب الكثير من الألم لديه.

أما التعذيب بالدولاب، يوضع السجين بداخله وينهالون عليه بالضرب، وهناك طريقة أخرى للتعذيب وهي "البلانجو الأرضي"، يوقف السجين مثل الصليب، وتشد يده اليمنى نحو اليسرى، وهو عبارة عن تمزيق للأطراف بحيث تتجه لجميع الاتجاهات.

والأسلوب الآخر هو "مسكة العقرب"، تُلفّ فيه اليد اليسرى من الخاصرة على الظهر، واليمنى تشد من فوق الكتف الأيمن، كما تشد الأيدي وتُقيّد بشكل عكسي، وبين المعتقل السابق أن هذه الطريقة مؤلمة جداً، وأدت إلى خلع كتفه.

وإثر هذا التعذيب قتل أشخاص وشُلّ آخرون، أو فقدوا بصرهم، كما حدث العديد من حالات الاغتصاب، وفق المعتقل السابق، الذي بين أنه كان شاهداً على اغتصاب امرأة علوية اسمها "غرام"، بسجن شاهين.

وتابع "وصلتني أخبار مؤكدة من سجن حارم أنه كان هناك "كوندوم" (واقي ذكري) بين السجانين والسجناء النساء، حيث يتواجد حوالي 160 معتقلة من المعتقلات العلويات، كما شاهدت عدة أطفال".

الوضع المعيشي

ووصف المعتقل السابق، حال الطعام والوضع الصحي، قائلاً إن "الأكل كان سيئاً جداً، ويتم الاعتماد على 4 أصناف فقط هي: الشوربة والمعكرونة البيضاء والحمرا والبرغل".

أما الوضع الصحي، بيّن أنه "لا يوجد عناية أبداً، وتفشت الأمراض الجلدية ومنها الصدف والفطر الجرب والقمل، وإن أصيب أحد يموت".

وإثر انقطاع الماء في أحد الأيام مات شخص من العطش عمره 60 عاماً، وكان مصاباً بداء السكري، وفق ما بين.