الخميس 02 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.80 ليرة تركية / يورو
40.70 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.92 ليرة تركية / ريال قطري
8.66 ليرة تركية / الريال السعودي
32.49 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.80
جنيه إسترليني 40.70
ريال قطري 8.92
الريال السعودي 8.66
دولار أمريكي 32.49

تفاصيل مُثيرة.. شبح صاحب "القبر المنبوش" يُطارد شبيحة الأسد

10 فبراير 2020، 10:11 ص
"صاحب القبر المنبوش"
"صاحب القبر المنبوش"

لم ينسَ شبيحة الأسد في سوريا رجولة الثائر السوري مهنا عمار الدين، حتى بعد مرور نحو ستة سنوات على ارتقائه شهيداً في عملية اغتيال جبانة برصاص مجهولين شرق قرية خان السبل بمحافظة إدلب.

لمجرد أن دخل أولئك الشبيحة القرية التي طردهم "عمار الدين" منها، بعد أن كان بمثابة الصخرة الصلبة التي تحطمت محاولات إفسادهم عليها، ذهبوا إلى حيث يرقد جثمانه الطاهر مرتكبين ما يُدلل على حقدهم الدفين.

وكانت صفحات موالية لنظام الأسد نشرت مقطع فيديو يُظهر نبش وهدم عناصر من ميليشياته قبر الشهيد مهنا عمار الدين، داخل مقبرة خان السبل، مطلقين الضحكات وعبارات التشفي بحقه، بعد أن أذاقهم البأس وهو حياً.

وُلد الثائر "أبو مجاهد" عام 1978 ميلادية، في قرية خان السبل، ولديه 6 أولاد، حيث كان يعمل قبل التحاقه بجحافل الثورة السورية عام 2011، في زخرفة المباني والبناء، وكان يعاني ظلم النظام كباقي أبناء شعبه.

يقول شقيقه ورفيق دربه في صنعته، عبد الله "أبو بلال": "كان عمار يشعر بقسوة الظلم وانتشاره في سوريا من قِبل نظام الأسد وأجهزته الأمنية التي ذاق منها ويلات العذاب في سجونها أكثر من مرة، مما جعله يأخذ موقفاً عدائياً منها".

ويشير إلى أن الشهيد وجد في انطلاق الثورة السورية بوسائلها السلمية في البداية فرصة سانحة للتعبير على شعوره تجاه الظلم ورغبته الشديدة في التغيير للأفضل، فبدأ من قريته وانتقل لمعرة النعمان ومن ثم إلى سراقب.

ويضيف في حديث لـ"آرام"، أن الدافع الأساسي لفعالية "أبو مجاهد" في الثورة السورية هو شعوره بالظلم الذي لا يأبه من يمارسه بضرره ولا يرى سوى مصلحته الخاصة، واستمر فيه، بل بدأ يستخدم السلاح لقمع المطالبين بزواله.

قابل الثوار استخدام نظام الأسد للسلاح في قمعه الوحشي لتظاهراتهم السلمية، بعسكرة حراكهم والعمل بكافة السُبل لإفشال إسكات صوتهم ودفن مطالبهم العادلة، فكان "عمار الدين" على رأس الثوار المسلحين دون تردد.

يَذكر "أبو بلال" أن الشهيد أخذ على عاتقه التصدي لأولئك الذي اختاروا مناصرة الظُلم والشد على يده، حيث أصبح رمزاً للثورة، ورفض الخنوع أمام الباطل، حتى تمكن من طرد الشبيحة الذين كانوا في قريته قبل خروج نظام الأسد منها.

ومن حكايات الشجاعة وشدة كره الظلم وأعوانه، يروي شقيق مهنا، أن الطريق المُوصل لمنزل أحد شبيحة الأسد كان يمر قرب القرية وكان يخاف العبور منه خشية طرده من قبل "أبو مجاهد" الذي منعه رغم محاولاته المتكررة للتخفي.

وعن الحقد الذي دفع الشبيحة للانتقام من قبره وجثمانه بعد فشلهم أمام رجولته وهو على قيد الحياة، أوضح عبد الله لـ"آرام" أن الشهيد كان أحد قادة ومخططي معركة خان السبل التي أذاقت نظام الأسد وميليشياته الويلات.

وتابع "رحمه الله كان لا يُهادن في موقفه، صريحاً، إما مع الثورة، فمرحباً بمن اختار ذلك، وعليه حمل السلاح والتوجه للجبهات، أو مع النظام، فلا مرحباً بمن اختار ذلك، ومطرود من القرية، مما جعل كل من أيد النظام عدواً له".

ولفت إلى أن "أبو مجاهد" كان يكن العداء بشدة أيضاً لتنظيم "داعش"، والذي كان يرى بأنه يخدم نظام الأسد بطريقة مباشر وغير مباشرة ويسعى إلى تفتيت الثورة وتشويه الدين باسم الإسلام، حيث كان يصفهم دائماً بـ"المُتأسلمين".

واستدرك "أبرز ما عُرف عنه، أن نصيحته كانت عملاً وليس قولاً فقط، فيما كان يعتبر نفسه جندياً عادياً، وأكثر ما يزعجه مساع البعض لإضعاف الصف، فكان يُحاربهم أشد محاربة لتحقيق الوحدة الثورية بين كافة الفصائل فكان محبوباً من الجميع".

ويُبين الشقيق أن القائد "عمار الدين" كان سريعاً وحكيماً في اتخاذ القرارات للتعامل مع أي هجوم عبر الرد بالمثل وبقوة أكثر لتحقيق حالة الردع الدائمة، وقد كان يفضل القتال منفرداً والموت في أرض المعركة على الاستسلام والسماح للميليشيات بالعبور.

ورداً على سؤاله حول إن كتب الله لـ"أبو مجاهد" الحياة حتى الآن، فكيف ستكون نظرته للواقع في سوريا، قال أبو "بلال": "مهنا عايش الثورة حين كانت في أوج قوتها وكان يرغب بمزيد من الانتصارات، فكيف سيكون موقفه في هذا الأيام الصعبة؟!".

ومن إسهامات الثائر الشهيد في الثورة السورية، تشكيله لكتيبة "شهداء أُحد"، و"لواء درع الشمال"، الذي عُرف لاحقاً باسم "فوارس الإسلام"، صاحب المهام الخاصة وأكثر الألوية فعالية في ميادين المعارك ضد ميليشيا الأسد وأعوانها و"داعش".

وشارك "أبو مجاهد" في تحرير ريف إدلب وريف حماة ومورك وخان شيخون وريف حلب، فيما كان له إسهام في جلب العديد من عناصر النظام وضباطه لأحضان الثورة السورية عبر إعلانهم الانشقاق، كرئيس المجلس العسكري باللاذقية، عبد العزيز كنعان.

رحل الثائر السوري مهنا عمار الدين، وهو يسير في طريق البحث عن الحرية والتخلص من الظلم، في تاريخ الـ 12 من حزيران/يونيو عام 2014، لكن أثر رجولته وقسوته على الشبيحة والظالمين لم ينتهِ حتى يومنا هذا.