السبت 04 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.92 ليرة تركية / يورو
40.78 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.89 ليرة تركية / ريال قطري
8.62 ليرة تركية / الريال السعودي
32.35 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.92
جنيه إسترليني 40.78
ريال قطري 8.89
الريال السعودي 8.62
دولار أمريكي 32.35
...

سيف الحق

26 فبراير 2020، 09:50 ص

الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وما ضاع حق كان وراءه مطالب، وما أُخذ حق إلا بالقوة، هي حِكمٌ كثيرةٌ ومتعددة تؤكد أن على الحق أن يملك سيفاً ليحقق العدالة.

وما العدالة والحق إلا وجهان لعملة واحدة تلزمهما القوة ليثبتا نفسيهما ويومضان في ظلمات الدنيا.

هناك وجهان للحصول على الحق هما قوة الذراع وقوة العقل، أي السياسة والعسكر، القلم والمدفع، لا يستمر أحدهما دون الآخر ، فالسياسة دون جيوش ضعف، والجيوش دون سياسة تهوُّر .

في أغلب اللقاءات العالمية المحتدمة أو التي تطرأ لأسباب خارجية يرافق وزير الخارجية وزير الدفاع في جلسات المفاوضات ليشكلا درعاً قوامه ثعلب السياسة وأسد الحرب، أي رجاحة العقل وقوة الجسد، ليضمن البلد المُرسِل حصوله على النتائج المرجوّة من اللّقاء والاجتماع المحضور.

لطالما سطّرت صفحات التّاريخ صوراً لحالة استعمال السّياسة دون اللّجوء للقوّة فالأندلسيّون المصدّقون لوعود الإسبان زمن الوجود الإسلامي في الأندلس قُتلوا جميعا لأنهم دخلوا باب السّياسة بذراع قصيرة،

بينما انتصر رسول الله صلّى الله عليه وسلم في غزوة الخندق عندما استعمل السّياسة بتفريق صفوف الأحزاب مستنداً على جيش قويٍّ صادقٍ يضمّ خيرة الصّحابة رضوان الله عليهم، صِدْقُ عزيمة أبي بكر الصديق، وقوّة عمر بن الخطاب، وسياسة عثمان بن عفان، ورزانة علي بن أي طالب.

وعلى العكس تماماً انتهت الكثير من الثّورات لعدم وجود منظّرين فيها واعتمادها على الحراك الشعبي أو العسكرة فقط.

إن العقل والذراع هما مصدر قوة الإنسان، كذلك السياسة والسيف هما مصادر قوة الحق التي تقوده للقمة مستندا على أساسٍ متينٍ لا يمكن للجميع الإيقاع به إلا حينما يُصارُ إلى شقّ الصّفّ وتفريق الجمع،

الحق يعلو ولا يُعلى عليه ومنصورٌ حتماً، ما دامت تدعمه الإرادة والتصميم بعد الأخذ بالأسباب.

قال الشاعر :(لا يموت الحق مهما نفضت........ عارضيه قبضة المغتصب)