عبد الملك حبلص- خاص آرام:
تزاحمت التصريحات السياسية التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي كان آخرها تأكيده اليوم على أن التواجد التركي في الأراضي السورية كان ولا زال بطلب من الشعب السوري وليس لشيءٍ آخر.
جل تصريحات الرئيس التركي المتعلقة بسوريا تتوافق مع مطالب السوريين في المناطق المحررة والتي عبروا عنها إبان ثورتهم التي اندلعت شرارتها قُبيل عشرة أعوام مطالبين باسقاط الاحتلال الأسدي
مُنذ العام 2018م وبالتزامن مع إنشاء النقاط التركية في ريفي إدلب و حماة انطلقت مظاهرات الشعب السوري الثائر في مناطق الشمال في جمعة أسموها "الثوار أملنا و الأتراك إخوتنا" بدءًا من معرة النعمان وقرى و بلدات ريف إدلب و ريفي حلب الغربي والشمالي.
جمعة الثوار أملنا و الأتراك إخوتنا / جرجناز 14/ 09 / 2018
رفع المتظاهرون الأعلام التركية الحمراء إلى جانب علم الثورة السورية مطالبين بإسقاط نظام الأسد داعين الجارة تركيا بتدخل عسكري أكبر على غرار مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات و كذلك نبع السلام.
جمعة الثوار أملنا و الأتراك إخوتنا / كفرجالس ريف إدلب
المظاهرات تلك كانت بمثابة التأييد الشعبي السوري للدور التركي في التواجد داخل سوريا بل وتعزيز موقفها أمام عدة جهات عربية و دولية رافضة للتدخل التركي في سوريا باعتباره انتهاكاً لسيادة سوريا و وحدة أراضيها "
مظاهرة في بلدة #حزانو بريف #إدلب طالبت باسقاط النظام ودعت الجيش التركي لوقف عدوان نظام الاسد
المظاهرات شَكلت بوابة التحول في الموقف التركي تجاه المناطق المحررة في إدلب وريفها فقد أكسبت مظاهرات الشمال المحرر الدور التركي شرعية ومبرراً للتدخل العسكري في تلك المناطق.
معرشورين/ جمعة الثوار املنا والاتراك اخوتنا 14-9-2018
مظاهرة في معرة النعمان /تظهر رفع العلم التركي إلى جانب علم الثورة السورية
طالب السوريون في الشمال المُحرر بدخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية بشكل واضح عبر يافطات رفعها المتظاهرون تدعوا تركيا للتدخل بقوة للجم نظام الأسد وإيقاف مجازره اليومية بحق الشعب السوري.
ليُعلن الرئيس التركي أن خروح تركيا من الشمال السوري مرهون بطلب الشعب السوري فقط، حيث قال في خطابة، السبت، "لن نخرج من الأراضي السورية ما دام الشعب السوري يطالب بوجودنا".
وأردف الرئيس التركي "لم نذهب إلى #سوريا بدعوة من #الأسد بل من الشعب السوري، متابعاً أن بلاده "تريد منطقة آمنة على حدودها الجنوبية مع سوريا و لا يمكن ترك ملايين السوريين في إدلب تحت رحمة نظام الأسد ".
تصريحات الرئيس التركي سبقتها أفعال الجيشان التركي و الوطني السوري على الأرض حيث انطلقت عمليات مُشتركة تمكن فيه الجيشان التركي و"الوطني السوري" من استعادة مناطق تقدر مساحتها بـ 120 كم حررها الثوار من ميلشيات نظام الأسد خلال 15 يوماً أردوا فيها المئات من عناصر مليشيات النظام بين قتيل وجريح.
الإصرار التركي على مواجهة نظام الأسد بات جلياً مع استهداف الطائرات التركية المسيرة أهداف ومواقع إستراتيجة لميلشيات الأسد، حيث تم استهداف معامل الدفاع والبحوث العلمية في منطقة #السفيرة" بريف #حلب الشرقي بصواريخ أرض أرض أطلقت من الداخل التركي.
#الجيش_التركي ينشر مشاهد جديدة لقصف أهداف عسكرية للنظام السوري
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) February 28, 2020
المشاهد تظهر عمليات قصف جوي أدت إلى تدمير منشأة كيميائية عسكرية وقاذفة صواريخ وعدد من المواقع التي يتواجد بها جنود النظام جنوبي محافظة #حلب
https://t.co/tXjb07Oa4i pic.twitter.com/lkOyiFsBfn
استمرار المواجهات بين نظام الأسد و الجيش التركي يأت عشية إنتهاء المهلة التي أعلناها الرئيس التركي لإنسحاب مليشيات النظام من المناطق التي سيطرت عليها مأخراً إلى حدود النقاط التركية بريف حماة الشمالي _ مورك.
القيادي في الجيش الوطني السوري، مصطفى سيجري، أكد أن الثوار استكملوا جميع التحضيرات والاستعدادات للبدء بعملية عسكرية تركية سورية مُشتركة ضد نظام الأسد في مناطق الشمال السوري.
إذن التدخل التركي هو طلبٌ حقيقي من الشعب السوري جعل من التدخل العسكري التركي في سوريا شرعياً، وهو مايراه السوريون سبيل لخلاصهم من الديكتاتور بشار الأسد ونظامه.
ويأتي في سياق قطع الطريق أمام حُلفائه اللذين يحاولون تعويم نظام الأسد وفرضه عبر عمليات إجرامية أدت لمقتل مئات الآلاف من السوريين الأبرياء الرافضين لنظام الأسد.
تابع تقرير المُستجدات في مناطق الشمال السوري، والذي يشهد تطورات متسارعة لهذا اليوم (من هنا)