الجمعة 05 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

شقق قيد التجهيز..ملاذ يأوي المشردين في سوريا

04 مارس 2020، 11:53 ص
شقق قيد التجهيز..ملاذ يأوي المشردين في سوريا

خاص آرام- أحمد العكلة:

اضطر السوري عبد الله الضعيف (45عاماً) لحمل القليل من أثاث منزله الذي استأجره في بلدة المغارة في جبل الزاوية، للانتقال صوب منطقة سلقين، بحثاً عن الأمان، عقب تصعيد الطيران الروسي قصفه العشوائي على إدلب.

"الضعيف" نازح للمرة الخامسة من بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، بسبب استهداف المناطق التي يلجأ إليها في كل مرة، إلى أن استقر مع أسرته و3 عوائل أخرى، في شقة غير مجهزة بأحد الأبنية في مدينة سلقين بريف إدلب الشمالي.

يقول عبد الله لـ "آرام": "وجدنا شقة عبر أحد الأصدقاء، فقمنا بتجهيزها خلال يوم واحد عبر تأسيس دورة مياه وحمام صغير، في حين تم إغلاق النوافذ والأبواب بالأغطية وقطع قماشية لمنع دخول الهواء والأمطار".

وأشار إلى أن 25 شخصاً يعيشون داخل شقة واحدة، تضم 4 غرف، لكل عائلة غرفة، في حين أن المطبخ ودورة المياه والحمام مشترك بينهما، حيث يتم وضع بعض التجهيزات الصغيرة التي تساعد على البقاء لوقت أطول".
WhatsApp Image 2020-02-20 at 12.06.45 PM.jpeg

وحول المشكلات التي يعانون منها، أوضح النازح السوري، أن أبرز معاناتهم تتمثل بدخول مياه الأمطار للغرف وانغلاق مداخن المدافئ لعدم جاهزيتها، ناهيك عن صعوبة ضخ المياه إلى الخزانات بسبب عدم وجود تمديد صحي.

ونزح عشرات آلاف السكان من قرى جبل الزاوية وريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي إلى ريف إدلب الشمالي ومناطق سلقين وكفر تخاريم، بعد الحملة الجوية من قبل نظام الأسد وروسيا على مناطقهم وخروجهم دون إخراج أثاث منازلهم.

ولجأ آلاف السكان إلى العيش في الشقق غير المجهزة في الأبنية قيد الإنشاء في مناطق كفر تخاريم بسلقين وملس ومناطق سرمدا والدانا، بهدف الحصول على مأوى في ظل الاكتظاظ السكاني وعدم وجود خيام في فصل الشتاء.

أبهم العبد الله، نازح آخر من ريف إدلب الجنوبي لمدينة كفر تخاريم شمالاً، جهز هو الآخر شقة على حسابه من أجل العيش فيها، بعد بحثه عن منزل للإيجار لأكثر من 15 يوماً، دون قدرته على ذلك بسبب حجم النزوح الكبير.

يقول لـ "آرام": "بحثت كثيراً عن شقة تسعني مع عائلتي وعائلة أخي لكن دون جدوى، ما اضطرني لتجهيز شقة بـ (700دولاراً)، لتكون مناسبة للعيش في ظل الظروف الجوية السائدة في سوريا".

ويُتابع "بعد جلوسنا لشهرين في الشقة طلبت صاحبتها منا دفع إيجار يصل لـ 20 ألف ليرة (20 دولاراً)، علماً أن أغلب النازحين لا يدفعون مقابل سكنهم، حيث هددتنا بإخراجنا في حال الرفض مما اضطرنا لدفع المبلغ بشكل شهري".
WhatsApp Image 2020-02-20 at 12.06.44 PM.jpeg

ويعمد النازحون إلى وضع الأغطية على النوافذ والأبواب وتركيب مدافئ من الفحم بشكل مستعجل وترقيع تلك الأبنية وتمديد شبكة صرف صحي أولية من أجل جعلها صالحة للعيش بشكل مؤقت، ناهيك عن تمديد شبكة كهربائية داخلية للشقق.

ويعاني المهجرون من هطول مياه الأمطار إلى داخل هذه الشقق حيث يعمد كثير منهم لوضع الأغطية والبطانيات على أطراف الجدران وتدعيم النوافذ والأبواب بأكياس النايلون، وذلك لمنع الماء من الوصول إلى مكان نومهم.

من جهة أخرى، قام عدد من النشطاء والفعاليات في ريف إدلب بإطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل تجهيز الشقق السكنية غير الجاهزة من أجل تحسين المعيشة عند أكبر قدر ممكن من المهجرين.

أحمد الأيمن، ناشط ضمن الحملة يقول لـ"آرام" إنهم يسعون لجمع مبالغ من قبل المُغتربين وأصحاب الأموال بهدف تجهيز شقق سكنية للعائلات الأكثر احتياجاً، حيث أن الشقة الواحدة تحتاج ما يقارب (300 دولاراً) كحد أدنى لتكون صالحة للعيش".

ويُضيف "قمنا بتجهيز ما يقارب 20 شقة كمرحلة أولية، ونسعى إلى أن يصل العدد على 200 شقة حيث نشجع المنظمات الإنسانية على تبني هذا الأمر من أجل تجهيز آلاف الشقق السكنية التي بدورها تخفف من معاناة النزوح في الشمال السوري".

يشار إلى أنه يوجد آلاف الشقق السكنية في مدينة إدلب وريفها الشمال غير مجهزة، حيث استقرت في قسم منها آلاف العائلات النازحة، في حين أن القسم الآخر لا زال بحاجة إلى تجهيز أولي لاستقبال قسم آخر من النازحين الذين لا يجدون مأوى.

ويشكو العديد من الأهالي المُهجرين قسراً من منازلهم بفعل عدوان ميليشيات الأسد وروسيا من طلب أصحاب الشقق أجوراً منهم بعد تجهيزها بشكل أولي رغم أنها كانت غير صالحة للعيش بعد سكنهم فيها.