الجمعة 12 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

تحمل رسائل متعددة

محللون لـ"آرام": زيارة الوفد الأمريكي لإدلب دعماً لتركيا

04 مارس 2020، 10:39 م
الوفد الأمريكي خلال لقائه أعضاء بالدفاع المدني في إدلب
الوفد الأمريكي خلال لقائه أعضاء بالدفاع المدني في إدلب

عائشة صبري- آرام

أجمع محللون سوريون أنَّ زيارة الوفد الأمريكي رفيع المستوى، أمس الثلاثاء، إلى مخيمات النازحين بمحافظة إدلب شمالي سوريا، تأتي لدعم الحكومة التركية في عملها الحالي بالمنطقة، لا سيَّما بعد إطلاق عملية "درع الربيع" ضد نظام الأسد.

وذكر محللون سياسيون وعسكريون في تصريحات لـ"آرام"، أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى علاقة أقوى من قبل مع تركيا، وسط توقعات لتأسيس مرحلة جديدة تُعيد الحياة للداخل السوري المنهك من ويلات القصف والنزوح.

دعماً لتركيا بإدلب

وقال مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح: إنَّ "زيارة الوفد تشير إلى دعم الحكومة التركية في عملها بإدلب على الصعيدين الإنساني والعسكري، فالأمريكيون يسعون لإيقاف نزيف الدماء المستمر بسبب القصف، ومراقبة الحدود".

وأضاف "فضلاً عن موضوع المساعدات الذي أشغل الدول بسبب الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي، ولمراقبة دخول المساعدات الإنسانية حتى يكونوا داعمين لها بشكل أكبر، وباعتقادي هذا السبب الرئيسي للزيارة".

من جهته، أشار المحلل السياسي زكريا ملاحفجي، إلى أنَّ الزيارة هي تأييد للموقف التركي بالعملية العسكرية، وعودة أمريكا للموضوع السوري، بالتزامن مع اقتراب حيز التنفيذ لقانون سيزر وتطبيق العقوبات على نظام الأسد ومسانديه.

وفي ذات الصدد، رأى المحلل العسكري اللواء محمود علي، أنَّ الزيارة كما يبدو للتنسيق مع الجانب التركي، ومحاولة إعادة تركيا إلى الصف الأمريكي وحلف شمال الأطلسسي (الناتو)، بشكل أكثر قوة، وإبعادها قدر المستطاع عن العلاقة الروسية ما أمكن.

كذلك، أوضح مدير وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف الوطني السوري، محمد حسنو، أنَّ الزيارة تضامنية مع تركيا، ورسالة دعم معنوي لأنقرة حال عدم قبول الدعم العسكري أو اللوجستي من قبل الناتو لتركيا في سوريا، وباعتقادي هي كتعويض عن عدم المساندة عسكرياً.

رسائل متعددة

بيّن حسنو في حديثه مع "آرام" أنَّ زيارة الوفد رفيع المستوى، هي رسالة لموسكو بأنَّها لن تستطيع تغيير قواعد اللعبة دون مشاركة واشنطن، التي تنتهج سياسة لا غالب ولا مغلوب المتبعة في سوريا بعد تشكيل التحالف الدولي ضد داعش.

وأردف، أنّها "رسالة لإيران ونظام الأسد بأنَّ أمريكا موجودة وقادرة على التدخل بأية لحظة، فاليوم هناك اتفاقات يجب الالتزام بها، وأعتقد أنَّ الزيارة تصبّ بإيجاد نوع من التوازن وجذب تركيا أكثر لحاضنة حلف الناتو، سيَّما بعد صفقة الـ إس 400 والصفقات التجارية مع روسيا.

ولفت إلى أنَّه من يفرض قواعد اللعبة الجيش التركي ومؤسساته المدنية التي تساند السوريين، وهي الفرصة الأخيرة للجم نظام الأسد، والبدء بعملية تحول سياسي، إضافة لضامن أمن تركيا القومي وضمان المنطقة الآمنة.

بدروه، ذكر اللواء محمود بتصريحه لـ"آرام" أنَّ هناك رسائل متعددة في زيارة الوفد الأمريكي، أولها للجانب التركي حليفها بشمال الأطلسي، ورسالة للروس، إضافة إلى رسالة للداخل التركي والداخل السوري.

وأضاف أنَّ الزيارة قد تكون بداية لتأسيس مرحلة جديدة وتطور جديد للعلاقة الأمريكية التركية، التي كانت قوية من قبل، وتخللها بعض التوتر، لتكون علاقة متوازنة بعيدة عن الاضطراب.

رؤية لمساعدة المدنيين

أبدى الصالح، عن أمله في أن تكون هناك مرحلة جديدة لحماية المدنيين ومساعدة النازحين في العودة إلى منازلهم بأقرب وقت، موضحاً أنَّ الوفد التقى بمتطوعين في الدفاع المدني كونه الجهة الأقدر على وصف الوضع الإنساني والخدمي في منطقة إدلب.

وتابع أنَّ الدفاع المدني يعمل في إنقاذ المدنيين منذ سنوات في شمالي غربي سوريا، ولديه الخبرة الكافية بحيثيات الوضع والكارثة بأكملها لإيصال الرسالة للوفد الذي جاء ليسمع منه.

من جانبه، أكد ملاحفجي لنا، أن زيارة الوفد الأمريكي الشريط الحدودي ولقائه مع الدفاع المدني كمؤسسة سورية، سيَّما عقب الحالة الإنسانية وتفاقمها نتيجة القصف الروسي، له دلالة واضحة بأنّ الاهتمام بالملف الإنساني سوف يأخذ حيزاً أكبر وربّما قد تتحرّك ملفات إدانة.

كذلك، رأى حسنو، أنَّ الدفاع المدني يؤدي رسالتين الأولى إنسانية على الأرض وإرسال صورة واضحة، والثانية مناصرة للقضية السورية، لذلك تبنت واشنطن دعمه كأحد الملفات الإنسانية.

وأضاف، في ظلّ تبني واضح منذ سنوات سياسة الابتعاد عن دعم المعارضة الرسمية بشقيها السياسي والتنفيذي والذي سببه تغيّر واختلاف سياسات مجموعة أصدقاء الشعب السوري تجاه القضية السورية.

أمّا اللواء محمود، فاعتبر أنَّ لقاء الوفد مع الدفاع المدني، بمثابة عمل دعائي أمريكي من أجل القيام بالمبادرات أو الدعم الإنساني ليس أكثر.

يذكر أنَّ الوفد الأمريكي الذي دخل الأراضي السورية، ضمّ كلاً من سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة كيلي كرافت، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، والسفير الأمريكي في تركيا والدبلوماسي الأمريكي دايفد ساتيرفيلد.

وأتت هذه الزيارة الأمريكية بعد سنوات من زيارة السيناتور الأمريكي جون مكين لمدينة أعزاز شمال حلب في 27 مايو/أيار 2013.

وسبق أن زار فريق أممي، الاثنين الفائت، مخيمات بلدة كفرلوسين، ومستشفى معبر باب الهوى شمال إدلب، ودعا إلى زيادة حجم المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجات ما يربو على مليون نازح في المنطقة.

ومن المرتقب، أن يتوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غداً الخميس، إلى موسكو، للاجتماع بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث التطورات الأخيرة في إدلب.