الإثنين 08 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

جديلة آية .. ملتقى أم مفترق قارتين؟

06 مارس 2020، 12:59 م
جديلة آية .. ملتقى أم مفترق قارتين؟

ديما شُلَّار

صحفية سورية

06 مارس 2020 . الساعة 12:59 م

"مبسوطة أني مع أهلي"، جملةٌ قالتها آية (٧ أعوام)، لتختصر أحلام طفلٍ سوري يحمد هذه الدنيا البائسة على نعمة وجوده برفقة عائلته!

ضحكة تشق القلب شقاً لجمالها،وجديلةٍ ضُفرت قبل أيام، معفرة بترابٍ نثر على مصير آية وإخوتها، يضاف لقساوة المشهد ملابسٌ مغطاةٌ بالطين لن يستطع مصممو الأزياء شرح تفاصيل معانيها، إنها تصاميمٌ للغرباء مشتتي الأقدار.

تتنقل آية، حاملةً أخاها الأصغر على كتفها، بين كاميرات الصحفيين الوقحة ببراءة وزهو الملكة، كيف لا وهي محط الأنظار في تلك البقعة على كتف الجسر في مدينة أدرنة الحدودية.

تحدثت عن تفاصيل التغريبة بابتسامٍ لم يفارقها لحظةً واحدة، وتقول: "مشينا ٣ أيام لحتى هون قعدنا بس أنا بدي روح على السعودية لإنو... هيك" مع ايماءة خجلٍ ودلعٍ من كتفها، آية لا تعرف أن البلاد العربية والغربية تغرق في وحلٍ قذر لا يشبه نقاء ذلك الوحل على ثيابها.

أما عمر (١٢ عاماً) أكبر الإخوة في هذه العائلة "البهجة" فإنه يرغب بالذهاب إلى كندا! عمر يعمل منذ ٦ سنوات في ورشةٍ للحدادة في إحدى المدن التركية، ليساعد والده على تأمين الاحتياجات الأساسية للمنزل.

عيونه مرآة حزنٍ تعكس قهر الغرباء، وشقاءنا نحن التعساء، نحن العاجزون التائهون بين وطن يباع ويشرى، وبين لعنة اللجوء والكمليك، واستثقال "ابن البلد" لوجودنا هنا، وكأنه اختيارٌ حر، أو رفاه أحلا مافيه مر.

يقول الطفل عمر: "بدي سافر لحتى أدخل مدرسة....أنا ما درست بس إخواتي بيدرسو، وبيعرفو عربي وتركي" لتقاطعه آية ذات الابتسامة السحرية، وتلفظ اسمها كما يلفظه الأتراك، وتجعلنا نحن الصحفيون نضحك، وداخلنا يعتصر.

أخت آية الصغرى كانت تقفز أيضاً وتوزع القبلات للكاميرات الجائعة.

في تلك النقطة على بعد نحو ٣ كيلومترات من بوابة " pazarkule” يتواجد المئات من المهاجرين السوريين، والمغاربة، والجزائريين، في خيامٍ صنعت من أكياس نايلون كبيرة، موزعة أمام ضفة النهر، أشقياء يتقاسمون الخراب الدولي، والمقامرة السياسية بمصيرهم، وحتى الإهمال المتعمد من ما يسمى "منظمات إنسانية" مدانة فهي من ساهمت بإشعال الأمل الواهم، حتى الآن، في قلوب هؤلاء ونقلتهم مجاناً إلى خط جبهة الاتفاقات الأوروبية، وجعلتهم دروعاً بشرية يتقاذفها المزاج السيء لابن البلد، الذي يراهم هاربون بينما عسكره يُقتل في إدلب.

"مافي أغلى من الوطن" قالها محمد سعيد(٣٩ عاماً) عندما سألته عن تراجعه عن قراره في الهجرة، والعودة إلى منطقةٍ آمنة في إدلب، إذا ما نجحت العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية في المحافظة، ويردف "بس هادا أمل إبليس بالجنة".

بلغت أعداد الواصلين إلى مدينة أدرنة الحدودية مع اليونان، أكثر من ٢٠٠ ألفٍ بحسب تصريحاتٍ حكومية تركية، ولم يتمكن أحدٌ منهم العبور إلى الجانب اليوناني.

تصوير الزميلة الصحفية ديما شُلار للاجئين السوريين على الحدود التركية اليونانية:

89345388_658351571640313_8529078581907685376_n.jpg


4.jpg


2.jpg
 

photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-١٥.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-١٧.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-١٨.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-٢٣.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-٢٠.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-٢٥.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-٢٦.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-٣٣.jpg


photo_٢٠٢٠-٠٣-٠٦_١٢-٥٣-٣١.jpg


photo_2020-03-05_19-25-08.jpg


88049654_2813378705415614_5881681588424540160_n.jpg