الأربعاء 10 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

تُكشَف لأول مرة ..

خبايا وتفاصيل تفشي كورونا في إيران

17 مارس 2020، 07:25 م
خبايا وتفاصيل تفشي كورونا في إيران
خبايا وتفاصيل تفشي كورونا في إيران

عائشة صبري – آرام

حصد فيروس "كورونا" في إيران أرواح 988 شخصًا ويفتك بأجساد 16 ألفًا و169 آخرين، بحسب آخر إحصائية رسمية، بينهم مسؤولين سياسيين وعسكريين، وسط تكتم نظام الملالي عن الأعداد الحقيقية وتساؤلات عن سبب هذا التفشي وما آل إليه الحال الاقتصادي المتهالك من قبل.

الباحث في الشأن الإيراني النقيب المنشق عن نظام الأسد ضياء قدور، يعزو سبب هذا التفشي إلى وجهة النظر السائدة في إيران حول فيروس كورونا أنّها نظرة أمنية - دينية، بدلًا من كونها نهجًا علميًا تطبيقيًا.

أسباب التفشي

يَقول قدور في لقاء خاص مع "آرام": إنَّ أسباب تفشي فيروس "كورونا" كالنار في الهشيم يعود إلى "الرحلات المتكررة لشركات الحرس الثوري الإيراني (ماهان إير) من وإلى الصين لأسباب اقتصادية وسياسية".

ويُضيف "وعدم فرض الحجر الصحي على مدينة قم وعزلها (مركز الوباء في إيران ويقطنها العديد من رجال الدين الشيعة المتنفذين) بسبب معارضة الملالي المتنفذين في المدينة لهذا الأمر".

ويُردف أنَّ "المشكلة الأساسية في مواجهة الانتشار واسع النطاق للفيروس في إيران اليوم هي أنَّ صنّاع القرار الرئيسيين في القضية هم من رجال الأمن وقادة الحرس الثوري والملالي القائمين على أماكن الزيارة الدينية".

ويُتابع "طالما أنَّ هذه المجموعة الأمنية - الدينية قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية على مستوى البلاد، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الفيروس القاتل، فلا يوجد أمل بمكافحته، فضلاً عن فشل النظام في مواجهة الكارثة بسبب الفساد المستشري بين أجهزته، وعدم إيكال مهمة مواجهة الفيروس للأطباء والمختصين".

الاقتصاد الإيراني

يُوضح النقيب أنَّ الوباء الجديد، ترك آثارًا سلبيةً ضخمةً على الاقتصاد الإيراني الداخلي، الذي يُعاني في الأساس من مشاكل التضخم والغلاء والركود والأزمات الاقتصادية، إضافة إلى أجزاء أخرى من الاقتصاد مثل التجارة الخارجية، وقطاع الصحة والتعليم، والخدمات المصرفية، ونظام توزيع البضائع.

ويَذكر أنَّ "المطاعم والمقاهي وغيرها من المرافق العامة، تلقت الضربات الأولى لهذا الفيروس، ففي طهران العاصمة، هناك أكثر من ثلاثة آلاف مقهى تُوفر فرص عمل لأكثر من ٣٥ ألف شخص، بينما يصل عدد المقاهي غير المصرّح لها بالعمل، لعشرة أضعاف هذا العدد في أنحاء البلاد".

ويُردف أنَّ "أغلب الدول جمّدت رحلات السفر الداخلية والخارجية على حد سواء، في ضرب للسياحة الإيرانية، فالاقتصاد الإيراني المتأزم سيتجه نحو الانكماش أكثر فأكثر، ما سيزيد من سوء وازدراء الوضع الاقتصادي أكثر مما هو عليه الآن".

زوار إيران لسوريا

يُشير قدور إلى أنَّ نظام الأسد لم يُعلّق الرحلات الجوية مع إيران إلا في العاشر من الشهر الجاري، فيما كان الوباء متفشي في إيران منذ فترة والرحلات الجوية بين البلدين مستمرة، وخاصة أنَّ تدفق الميليشيات عن طريق معبر البوكمال – القائم شرق سوريا ما يزال قائمًا.

ويُضيف أنَّه تم الإبلاغ عن وجود حالات وفيات بين عناصر الميليشيات بسبب "كورونا"، مبينًا أنَّ إيران قوّة احتلال، ونظام الأسد لا يستطيع منع دخولها إلى سوريا، إذ انتــقل ما بين 400 إلى 500 مقــاتل من ميليــشيات "الحــشد الشــعبي العراقي"، بين 28 فبراير/ شباط الماضي والثالث من الشهر الحالي إلى سوريا.

إحصائية المسؤولين

وثّق قدور، إصابة ما لا يقل عن 23 من أعضاء برلمان النظام الإيراني بفيروس "كورونا"، أيّ ثمانية في المائة من نواب البرلمان، كما أصيب عدد من المسؤولين، آخرهم مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.

ومن المصابين، نائب وزير الصحة، إيراج حريرتشي، المسؤول عن مكافحة الفيروس، مستشار رئيس السلطة القضائية مصطفى بور محمدي، رئيس لجنة الأمن والشؤون الخارجية في مجلس النظام مجتبى ذو النور، نائبة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار.

وتوفي عدد من كبار المسؤولين، كان آخرهم، عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، هاشم بطحائي، البالغ من العمر 78 عاماً، والقياديين بالحرس الثوري الإيراني العميد ناصر شعباني، وفرزاد تذري.

ومن الوفيات، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام سيد محمد مير محمدي، والسفير السابق لدى الفاتيكان هادي خسروشاهي، إضافة إلى عضوين بالبرلمان تم تعيينهما حديثًا، وهما محمد علي رمضان زاده وفاطمة رهبر.

وعضو اتحاد السباحة وكرة الماء جواد كريمي، رئيس معهد مجتهدي وعضو المجلس الأعلى للحلقات والندوات الدراسية في طهران الملا حبيبي، الرئيس السابق لمنظمة تسجيل الأملاك والعقارات إبراهيم الريسي، مستشار رئيس السلطة القضائية أحمد تويزركاني، ونائب وزير الخارجية السابق حسين شيخ الإسلام.

ولفت الباحث بالشأن الإيراني، إلى أنَّ مدينة قم كمركز للوباء أدت إلى إصابة ووفاة العديد من المسؤولين، وأقامت الوحدة الإيديولوجية السياسية لقوات الحرس دورة تدريبية لقادة الحرس فيها، وقد أصاب الحاضرون المحافظات الأخرى وقوات الحرس نفسها بالعدوى والمرض.

وأضاف، أنَّ العضو في الحرس الثوري إبراهيم علي زاده، الذي ذهب إلى قم لحضور فصل أيديولوجي مدته أسبوع أصيب بالفيروس، وفي محافظة أردبيل أصيب نائب قائد قوات الحرس العميد فرهنغ مستعد حصري، وخمسة من قادة الحرس الذين عادوا في مركبة واحدة، وهم في الحجر الصحي.

ضحايا السجون

نوّه قدور، إلى انتشار الوباء ضمن السجون الإيرانية، وفي ظلِّ شُح المرافق والإمكانات الصحية داخل السجون ترتفع حالات الإصابات بين المساجين، وهناك تخوّف على حياة السجناء وخاصة السياسيين، كون النظام الإيراني لا يُطبّق قانون الفصل بين الجرائم، نافيًا صحة أخبار إطلاق سراح آلاف السجناء السياسيين مؤخرًا.

إحصائيات المعارضة

أعلنت منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، أمس الاثنين، أن عدد المتوفين جراء "كورونا" في 186 مدينة بـ31 محافظة بلغ أكثر من 5500 شخص، بينهم 750 وفاة في طهران، و681 في كيلان، و457 في خراسان الرضوية، و250 في بابُل، و150 في أذربيحان الشرقية.

في حين يتخوّف الأهالي من حملة اعتقال جديدة بذريعة مكافحة "كورونا" لمواجهة مظاهرة الشباب في احتفالية ليلة الثلاثاء الأخير من السنة الإيرانية تحت شعار: "النار النار وخامنئي في النار"، حيث صعّد النظام من إجراءاته القمعية لمواجهتهم.

يُذكر أنَّ كافة الإحصاءات الرسمية والغير رسمية بشأن فيروس "كورونا" تدل على "سرعة تفشي هذا المرض المميت"، الذي لحق بالكوادر الطبية أيضًا حيث توفيت الممرضتان فريبا ايزد بناه في مستشفى بهشتي بشيراز، ومولود جعفري في مستشفى فياض بخش بطهران.