عائشة صبري - خاص آرام
أكد عضو اللجنة الدستورية السورية إبراهيم الجباوي أنَّ هدف لجنته الأساسي هو صياغة دستور جديد يسعى إلى حقن دماء الشعب السوري ويحقق طموحاته ويعزز تمسكه بثوابت الثورة السورية.
وقال في تصريح خاص لشبكة "آرام"، الخميس: "لا يسعُنا إلا أن نبذل الجهد على مدار الساعة، ونسعى كل يومٍ لنخرج بما يحقق الحل السياسي الذي يضمن السلام".
وأضاف أنَّ "اليوم يعتبر مفترق طرق لكل السوريين، فإما أن تخرج اللجنة المكلفة بدستور جديد يكون مفتاح للحل السياسي ويلبّي طموحات الشعب، أو أن تفشل هذه اللجنة على يد نظام الأسد كما أفشل اجتماعات سابقة في جنيف".
ودعا الجباوي المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوطه على نظام الأسد كي يحقق طموحات الشعب، مضيفاً "نسعى في سوريا إلى الانتقال من حالة الاستبداد والتسلط والعسكرة، إلى دولة القانون والدولة المدنية الديمقراطية، ودولة الحرية والكرامة، والمساواة بين كافة المواطنين والأعراف والديانات والمذاهب".
مجريات الاجتماعات
تستمر اجتماعات "اللجنة الدستورية السورية" في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، منذ الأربعاء حتى يوم الأحد القادم بغية كتابة دستور جديد لسوريا، وسط رفض شعبي وجدل واسع إزاء هذه المسألة التي تشكل مفصلاً محورياً في أحداث الثورة السورية.
وتحدث العميد الجباوي أنَّ الجلسة الافتتاحية يوم أمس كانت جلسة بروتوكالية، تخللها ثلاث كلمات، أولها للمبعوث الخاص غير بيدرسون وكلمة لرئيس اللجنة المشتركة هادي البحرة، إضافة لكلمة لمندوب النظام.
ولفت إلى أنَّ "الكلمات لا سيما كلمتي المبعوث الأممي وهادي البحرة، أكدت على ضرورة إنتاج دستور جديد يعبر عن طموحات الشعب السوري، ويحقن الدماء، ويؤدي إلى حل نهائي للأزمة السورية باعتباره خطوة أساسية على طريق هذا الحل".
وأردف أنَّ "كلمة مندوب النظام حملت شيئاً من الاستفزاز لاسيّما إظهاره لجيش الأسد أنه انتصر على الإرهاب، واصفاً إياه بـ"الباسل"، بالرغم من علم الجميع أننا خلال الثورة السورية أول من حارب الإرهاب (..) لا زالنا نحاربه حتى الآن بشكل مستمر".
واستدرك عضو وفد المعارضة "لكن لمسنا من جانب النظام أنه هناك شيء من التقدم باتجاه العملية الدستورية، وذلك بسبب خطابات النظام السابقة التي كانت تؤكد على أن مجيئهم لجنيف لتعديل دستور عام 2012".
ونوه إلى أنَّ "مندوب النظام أوضح أنه يمكن صياغة دستور جديد إذا تعذرت مناقشة دستور 2012، حيث إن هذه النقطة تُعد نقطة تحويل بموقف النظام تجاه عمل اللجنة الدستورية".
وعزا الجباوي ذلك إلى "تصريحات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي أكد أن بلاده لن تسمح بإفشال العملية الدستورية، وستدعمها بكلِّ قوة إلى أن تخرج بمخرجات ترضي الشعب السوري وتحقق آمالهم وتنهي الأزمة القائمة في البلاد".
أمل بإنتاج دستور جديد
أعرب عضو اللجنة الدستورية عن أمله بأن تؤدي مناقشات الأيام القادمة إلى "إنتاج دستور جديد، وأن لا يذهب وفد النظام إلى التسويف والعراقيل، ووضع العصي بالعجلات لتعطيل عمل اللجنة الدستورية".
وأوضح العميد أنه اعتباراً من الخميس، سيكون هناك الجلسة الأولى للجنة الدستورية وسوف يستمع إلى مداخلات الأعضاء، وكلَّ عضو سيقدم نفسه ويُعرف عنها، وعن تطلعاته حيال الدستور الذي جاء منخرطاً بأعمال اللجنة الدستورية ويعمل على صياغة دستور جديد.
وأضاف في ختام حديثه، أنَّ جلسة الخميس ستستمر إلى يومين آخرين بهدف الاستماع إلى كافة مداخلات أعضاء اللجنة، وسيكون يوم الأحد استراحة، لتنطلق أعمال اللجنة المصغرة (لجنة الصياغة) المؤلفة من 45 شخصاً، يوم الاثنين، والتي تبدأ بمناقشة المضامين الدستورية التي يجب أن يتضمنها مشروع الدستور الجديد في سوريا.
ويترأس اللجنة رئيسان مشتركان عن المعارضة والنظام، وتتألف من 150 عضواً، بواقع 50 عضواً لكل من المعارضة والنظام ومنظمات المجتمع المدني.