علق الداعية الإسلامي الدكتور عبد الوهاب الطريري، على تداول المقاطع المؤثرة لمؤذنين تتقطع أصواتهم بالبكاء وهم ينادون "صلوا في بيوتكم"، وتسجيلات تصف الحسرة واللوعة لانقطاعهم عن المساجد وفقد الجمع والجماعات.
وقال الطريري في بيان نشره، الجمعة: إن "هذا التفاعل الوجداني من المبشرات لنا بالخير العظيم في نفوس المسلمين، وإن إقامة الصلاة حاضرة في وجدانهم ومشاعرهم، وإنها بذروة اهتماماتهم، وهذا من بشائر الخير وعلامات عمق الإيمان في النفوس".
وأضاف أنه "يجب أن نداوى هذه الأحزان بالبشرى والتذكير بعظيم فضل الله على عباده، وأن يعلم كل محافظ على الجماعة أن أجره تام ومتتابع كأنما كان قائماً على حاله التي كان عليها".
واستدل كلامه بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحا"، وقوله وهو عائد من غزوة تبوك: إن "بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم، حبسهم المرض".
وأكد الداعية الإسلامي أن لكل محافظ على الجماعة وانقطع هذه الأيام أجراً لم ينقطع، وأن الله قد عذره وأتم أجره، لأن الله أكرم الأكرمين.
وبيّن الطريري أن عدم تعطيل المساجد والجماعات خلال الأوبئة في تاريخ المسلمين، بأنه ليس من حكم الشرع، موضحاً أن الوعي الصحي في تلك الأزمنة ليس كالوعي والمعرفة بهذا الوقت، من خلال تشخيص الأمراض وعلاجها والوقاية منها.
وتابع "لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المنادى أن ينادى ليلة المطر: "ألا صلوا في رحالكم"، فأين بلل المطر من خطر المرض المخوف، لافتاً إلى فتوى بعض العلماء في غرب أفريقيا بالقرن الماضي بتحريم التلقيح ضد الكوليرا ففتك الوباء بالمسلمين هناك.
وختم الداعية الإسلامي عبد الوهاب الطريري كلامه، بضرورة إسناد الأمر لأهله، التي تتمثل حالياً بوزارات الصحة والجهات الرسمية، وعدم نشره هذه المقاطع المربكة.
