أطلق ناشطون يمنيون مبادرة للتوعية بطرق الوقاية من فيروس كورونا المستجد القاتل، في بلد يعاني من حرب مستمرة منذ 6 سنوات، دمرت القطاع الصحي، وتركت المواطنين فريسة لأوبئة عديدة.
ولم يسجل اليمن، حتى الثلاثاء، أية إصابات بفيروس كورونا، سواءً بالمناطق الخاضعة للحكومة أو الواقعة تحت سيطرة ميليشيات "الحوثي".
وشكّل شباب مبادرة طوعية، في مدينة سيئون، ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت (شرق)، تحت وسم "#تم_في_داركم" (ابق في منزلكم)، بإشارة إلى ضرورة التزام العزل المنزلي لمواجهة الفيروس.
#لاجل_حضرموت #تم_في_داركم
— مشاريع حضرموت (@had__projects) March 22, 2020
لاجل شباب حضرموت وبناتها اللي هم عماد حاضرها وكل مستقبلها ولانهم ثروة لاتقدر بثمن
لاجل كبارنا الماضي الطيب لحضرموت ومن صنع اسمها وتراثها وارثها التاريخي والسمعه الطيبه ومنهم نستلهم العبر
بلادك الان بحاجه وقفتك وأقل شي تقدمه #تم_في_داركم pic.twitter.com/KB4XBReZAm
ووصل آلاف اليمنيين، مؤخراً، إلى حضرموت (بها أغلب المنافذ الجوية والبرية منذ اندلاع الحرب)، قادمين من الخارج، عبر منفذ الوديعة البري الوحيد حالياً بين اليمن والسعودية، ومطار سيئون ومطار الريان.
وقال رئيس مبادرة "تم في داركم"، أبو بكر حسان، لوكالة "الأناضول"، إن المبادرة تهدف إلى التوعية بأهمية العزل المنزلي الاختياري، لمواجهة الوباء، والتقليل من التجمعات العامة.
وأضاف حسان أن المتطوعين في المبادرة ينزلون إلى الشوارع والتجمعات، ويدعون الناس إلى مغادرة التجمعات، والبقاء في منازلهم، وثمة تفاعل كبير جداً مع المبادرة.
وأوضح أن المبادرة تضم شباناً من محافظات عديدة، ونفذت حملات إلكترونية، تحت وسوم متعددة، أبرزها "#تم_في_داركم (ابق في منزلكم) #قع_صمصوم_وتحذر (كن مؤدبًا وحذرًا)، و#قاعد_بالبيت، وغيرها.
مشاركة فريق مبادرة أنت وطن ضمن حملة #حضرموت_ضد_الكورونا في تنفيذ نزول ميداني بمجمع الدوائر الحكومي والاسواق والشوارع العامة بمدينة سيئون
— مبادرة أنت وطن (@AntaWatan) March 23, 2020
حيث ساهم الفريق بتعقيم المواطنين وتوزيع المنشورات التوعوية وطرق الوقاية من تفشي المرض وتلصيق المنشورات التوعوية في الجدران.#تم_في_داركم pic.twitter.com/iJLgZ1Kkos
ويرافق الحملات الإلكترونية منشورات وتصاميم وفيديوهات حول طرق الوقاية من الفيروس، وفق حسان.
وبين أن المبادرة نفذت حملة توعية واسعة بتوزيع أكثر من عشرة آلاف منشور في مناطق متفرقة بحضرموت، ووفرت سيارة تجوب الشوارع للتوعية عبر مكبرات الصوت، بجانب ملصقات بالشوارع.
كما عقدت المبادرة لقاءت مع مسؤولين محليين، وأكدت ضرورة توفير أماكن للحجر الصحي والمحاليل المخبرية والأجهزة الوقائية والعلاجية للطواقم العاملة في المنافذ والمستشفيات، وفق رئيس المبادرة.
وأشار إلى أن المبادرة تنسق حالياً لتأهيل وتدريب الكوادر الطبية على آليات التعامل مع حالات الاشتباه أو الإصابة، بالتنسيق مع مكاتب الصحة وعدد من منظمات المجتمع المدني.
وناشد حسان الحكومة توجيه جميع إيراداتها لمواجهة الوباء، داعياً التحالف العربي، بقيادة السعودية، إلى التدخل لتوفير جميع الأدوات والمستلزمات الوقائية.
كما دعا منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني إلى الإسراع بتقديم الدعم وحملات التوعية، وحث التجار وأهل الخير على المشاركة.
#تم_في_داركم ياليت الكل يطبق هشي حتئ لمده اسبوع فقط . pic.twitter.com/UWbIKgwiQE
— سَـ ـمــ ا رآ.🎶 (@smara96x) March 22, 2020
ويعاني الوضع الصحي باليمن تدهوراً حاداً، بسبب الحرب، التي جعلت 80% من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية، وبات الملايين على حافة المجاعة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وتخضع حضرموت لسيطرة الحكومة، وظلت بعيدة عن الصراع بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي.
وفي أول خطوة من نوعها باليمن، أعلنت السلطات المحلية بحضرموت، في بيان الإثنين، أنها أفرجت بشكل مشروط (لم توضحه) عن 83 سجيناً، نتيجة لحسن سلوكهم، وتجنباً لازدحام السجون في ظل انتشار الفيروس عالمياً.
وأوضحت أن المُفرج عنهم رهن المحاكمة، وبعضهم قيد التحقيق، إضافة إلى محكومين قضوا فترة من عقوبتهم.
وأفادت بأنه تم عرض النزلاء قبل الإفراج عنهم على المركز الصحي الخاص بإدارة التأهيل والإصلاح، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.
وحتى صباح الأربعاء، أصاب كورونا أكثر من 423 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 18 ألفاً، فيما تعافى أكثر من 109 آلاف.
وأجبر انتشار الفيروس دولًا عديدة على إغلاق حدودها، تعليق الرحلات الجوية، فرض حظر التجول، تعطيل الدراسة، إلغاء فعاليات عديدة، منع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.