نشر موقع " Vox " الأمريكي الخميس الماضي، دراسة حول أسباب تزايد عدد الوفيات من الرجال المصابين بفيروس كورونا الجديد مقابل عدد الوفيات من النساء.

وذكر الموقع أنه في ولاية نيويورك الأمريكية - المدينة الأكثر تضرراً بوباء كورونا في العالم - حتى 9 نيسان/أبريل، كان أكثر من 60 في المائة من أكثر من 6200 حالة وفاة من الرجال.

ونقل الموقع عن أستاذة الطب في كلية الطب بجامعة ستانفورد "مارسيا ستيفانيك" قولها: "هناك اختلافات عميقة بين الجنسين في أجهزة المناعة، وهذا الوباء يكشف عنها."

وأضافت "مارسيا":  "ما هو علم الأحياء مقابل ما هي أعرافنا الاجتماعية وسلوكياتنا الجنسية يُربك قدرتنا على فهم ما يجري".

وأورد الموقع أنه هناك مجموعة متنوعة من الاختلافات البيولوجية الرئيسية في طريقة مكافحة الرجال والنساء للعدوى، تميل النساء، إلى تكوين استجابة مناعية أقوى.

ونقل عن بعض الباحثين قولهم: "هذا يرجع جزئيًا إلى أن معظم النساء لديهن كروموسوم X الذي يحتوي على معظم الجينات المتعلقة بالجهاز المناعي (وتلك التي تحتوي على كروموسومين X بدلاً من واحد لديهم أيضًا تنوع أوسع في الاستجابات المناعية)."

كما أضافوا: "قد تساعد الهرمونات في توفير دفاع أكثر فعالية للنساء، فإن بعض الخلايا المناعية الهامة تحتوي على مستقبلات هرمون الاستروجين، وقد ثَبت أن مُكمل هرمون الاستروجين يزيد من الاستجابات المناعية العامة عند الفئران."

واستند الموقع لنتائج دراسة أخرى قامت بها مجلة علم المناعة عام 2017 حول الاختلافات بين الجنسين من الفيروس التاجي الذي يسبب السارس على وجه التحديد.

ووجد الباحثون في تلك الدراسة أن الفئران الذكور أكثر عرضة للفيروس، ولكن عندما منعوا هرمون الاستروجين من العمل بشكل طبيعي في الفئران الأنثوية، مرضت الإناث بمعدلات أعلى.

كما استنتج الباحثون أنه قد تكون النساء أكثر عُرضة لشن هجوم سابق على العدوى بشكل عام، منقذاً الجسم من الحاجة إلى استخدام جميع مكافحته للفيروسات في وقت لاحق - وهو إن حدث يمكن أن يرتفع الالتهاب ويحدث ضرر أكبر للأعضاء الرئيسية.

وأوضح الموقع أنه بخصوص وباء كورونا، تختلف المعلومات التي يتم الإبلاغ عنها في جميع أنحاء العالم بشكل كبير، بسبب النقص المستمر في الاختبارات والقلق المتزايد بشأن عدم الإبلاغ عن الوفيات.

وبين أنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن فيروس كورونا الجديد، وحتى الآن لا توجد أي دراسات تبحث على وجه التحديد في إمكانية تأثير هذه العوامل البيولوجية على الفيروس، حيث يمكن أن يساعد العثور على إجابات في تطوير بروتوكولات علاج أكثر فعالية وتدابير وقائية، وكذلك يؤدي إلى لقاح أكثر نجاحًا.