الإثنين 08 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

محللون يميطون اللثام عن خفايا تغريدات "كوهين" حول رحيل الأسد

12 ابريل 2020، 07:51 م
محللون يميطون اللثام عن خفايا تغريدات "كوهين" حول رحيل الأسد

بسام الرحال

صحفي سوري

12 ابريل 2020 . الساعة 07:51 م

عادت إلى الواجهة التنبؤات التي تتحدث أن أيام بشار الأسد في السلطة "باتت معدودة"، إلا أنها تميزت هذه المرة بتحديد الزمان والمكان الذي سيرحل فيه وإليه الأسد بدقة، عبر تغريدات الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، الذي كشف أيضاً عن شخصية الرئيس القادم.

وأجمع محللون وباحثون في الشأن السوري، على أن إثارة مسألة رحيل الأسد في هذا الوقت، يهدف إلى الضغط على نظام الأسد، وجس نبض الشارع السوري والكشف عن ردود أفعاله، التي ترصدها مراكز بحث ودراسات دولية، ترفع على أساسها توصيات للحكومات الفاعلة في الملف السوري.

 سخرية طرح البديل

وقال الباحث السوري عباس شريفة في تصريح خاص لـ "آرام": إن "إيدي كوهين دأب على إطلاق الكثير من الشائعات السياسية التي يوهم بها المتابعين أنه ينطلق فيها من معلومات ومصادر خاصة، إلا أن الرجل مجرد مغرد يقتنص الظروف لبث الشائعات".

وأشار إلى أن طرح كوهين للبديل غير المنطقي لبشار الأسد بطريقة أقرب إلى السخرية، دليل على سطحية كلامه".

وأضاف شريفة أن "نهاية حكم الأسد تحتاج إلى معطيات ترتقي لمستويات التوقع، وما نشهده على الساحة السورية هو المزيد من الحشودات العسكرية من كل الأطراف"، متوقعاً زيادة الضغوط على النظام خلال فتح ملف أسلحة الدمار الشامل وبداية تطبيق قانون قيصر".

ورأى الباحث السوري أن المجتمع الدولي يسعى إلى الاستقرار وإيقاف الحروب في هذه الظروف الاستثنائية من اجتياح وباء كورونا للعالم، وفي ظل وجود الأسد في السلطة فلن يكون هناك سلام ولا استقرار في المنطقة.

واستدرك شريفة أنه "لا يمكن أن نثق بالضغط الغربي على نظام الأسد، في ملف استخدام السلاح الكيماوي الذي كثيراً ما يظهر ثم يختفي"، مرجحاً أن يكون وراء ذلك مجرد ضغوطات لإرغام الأسد على الاعتراف بالوضع الخاص لميليشيات "قسد" حلفاء الغرب شرقي الفرات.

 ردود أفعال السوريين

من جانبه، اعتبر الباحث في مركز "جسور" للدراسات، عرابي عبد الحي عرابي، أن تسريبات رحيل الأسد مقصودة لجس النبض وتهيئة الشارع السوري لقبول فكرة تغيير رئيس النظام بأيّ بديل آخر، مما يرفع من احتمالية أن يكون الرئيس القادم في نهاية المطاف واحداً من رموز النظام نفسه.

وأكد أن هناك مؤشرات تدل على أن مسألة رحيل الأسد حالياً صارت أقل كلفة وأكثر إمكانية، مستدلاً بذلك على اتهام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية له ولأول مرة بقصف مدينة خان شيخون، حيث كانت التحقيقات السابقة تتحدث عن استخدام السلاح من قبل طرف ما، وربما سيلي ذلك إصدار قرار بمحاكمة المسؤولين في المحكمة الدولية.

وحول تغريدات كوهين التي تحدث فيها عن مصير بشار الأسد، أوضح الباحث السوري، خلال حديثه مع "آرام"، أنها تهدف إلى قياس ردة فعل السوريين ومدى إمكانية قبولهم بأشخاص موالين لإسرائيل أو شخصيات أخرى من النظام.

وأشار إلى أن كوهين نفسه أستاذ جامعي وباحث في مركز "بيغين السادات" للدراسات، وكان مستشاراً إعلامياً لرئاسة الوزراء، وتُعدّ متابعة هذه البيانات وتحليلها وإحصاؤها أمراً مهماً تحتاجه مراكز الدراسات الإسرائيلية، وتُرفَع على أساسها توصيات للحكومات وصناع القرار.

وتابع "هذه التسريبات تشير إلى أن الدول الفاعلة في المجتمع الدولي المواجهة لروسيا، بدأت بتحريك الملف وتسخينه إعلامياً، خاصة مع وجود إشارات أخرى حول جرائم الحرب التي ترتكبها روسيا وقوات النظام".

تحول الأسد إلى رئيس عصابة

واتفق الباحث في مركز "جسور" للدراسات وائل علوان، مع رأي عرابي، أن الإعلاميين في إسرائيل يمارسون مهمة تشكيل الرأي العام في المنطقة، لمعرفة مدى ارتباط القرارات في دول المنطقة عموماً وليس فقط سوريا بالقرار الإسرائيلي.

وأضاف علوان، أن الإعلام يتفاعل مع تصريحاتهم بالشكل الذي تريده إسرائيل، وبالتالي يصبح أمام الساسة والأحزاب والناشطين شعور بضرورة استرضاء الموقف الإسرائيلي ولو على حساب المصالح الوطنية، وسيجد الطامحون في المستقبل السياسي أنفسهم أمام ضرورة الحياد، الذي يعتبر مكسباً كبيراً لإسرائيل.

ولفت إلى أن مسألة البديل عن الأسد بدأت تُطرح حالياً بشكل أكبر، لأنه بأضعف حالاته وغير قادر على الاستمرار بصرف النظر عن النتيجة العسكرية لمعاركه التي قادتها روسيا، لأنه غير قادر على التفاعل مع المجتمع ومؤسسات الدولة كرئيس، حيث لا موازنة ولا اقتصاد ولا دولة، وإنما رئيس عصابة فقط.

وشدد علوان على أن الانتخابات الرئاسية القادمة لنظام الأسد لن يكون لها أي قيمة ليس عن الغرب فقط، بل عند روسيا كذلك، التي تحاول المقاربة ما بين الحل الذي تريده الولايات المتحدة لشكل الدولة ودستورها ونظامها، وبين مصالحها وضمان عقودها ونفوذها في الجيش والأجهزة الأمنية.

وأثارت تغريدات الإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، قبل عدة أيام، عن قرب رحيل بشار الأسد عن السلطة في شهر يونيو/ تموز القادم، إلى روسيا البيضاء، واختيار المعارض السوري فهد المصري بديلاً له، ردود أفعال متباينة، بين مصدق للخبر وساخر منه، في حين اعتبر آخرون أن هكذا تصريحات تؤكد أن "أيام الأسد باتت معدودة" هذه المرة.