السبت 06 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

سخِرَ بعضهم وأيّد آخرون

حكاية مجموعات ثورية أشغلت السوريين على "الفيسبوك"

24 ابريل 2020، 02:39 م
سخر_بعضهم_وأيّد_آخرون_حكاية_مجموعات_ثورية_أشغلت_السورين_على_فيسبوك
سخر_بعضهم_وأيّد_آخرون_حكاية_مجموعات_ثورية_أشغلت_السورين_على_فيسبوك

عائشة صبري - آرام

مع بداية إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا" لجأ العديد من السوريين المغتربين إلى برنامج مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبدأوا بإنشاء غرف متنوعة منها ما يتعلّق بالمناطقية ومنها ما يتعلّق بالثورة السورية، في سبيل ملء وقت الفراغ الناتج عن الحجر المنزلي.

وتختلف وجهات النظر حول انعكاس الغرف على الأشخاص خاصة الإعلاميين، من شخص لآخر، حيث يرى إعلاميون في حديثهم لشبكة "آرام" أنَّ الانعكاس "إيجابي" من باب زيادة المعرفة، بينما ينظر إليها آخرون على أنها "سلبية"! وتفتح باب الإساءة والتجريح.

ويقول الكاتب السوري المقيم في إسطنبول فراس ديبة: "شاركتُ في بعض مجموعات اللهجات الجديدة، إضافة إلى المجموعة القديمة [حلبية أنتيكا] ولا أفضل التعاطي مع هذه المجموعات ضمن إطار التسلية أو ملء الفراغ، بل أرى فيها فرصة نادرة ليتعرف السوريون على ثقافات بعضهم المحلية، وعلى تراث محافظاتهم والمحافظات السورية الأخرى".

انعكاس إيجابي

ويضيف في حديثه مع "آرام" أنه يخصص جزءًا من وقته للاستمتاع والاستفادة من هذه المعلومات التي تغيب عنا في زحمة ما نعيشه"، مؤكدًا أنّ انعكاس المجموعات على الأشخاص "إيجابي عمومًا".

وبيَّن ديبة أنّهم "يوثّقون هويتنا السورية بتكاملها المناطقي دون أن يشعر البعض بذلك، وأغلب مدراء المجموعات هم من الإعلاميين، ويملكون الوعي الكامل لأهمية هذا التوثيق"، وبرأيه أنَّهم "يطوّرون عملية التوثيق كلٌ بحسب طريقته، وهو أمر بغاية الأهمية في ظل الشتات السوري الحالي".

من جهته، يرى الناشط ابن غوطة دمشق الشرقية المقيم في فرنسا أنس الخولي، أنَّ "المجموعات أوقفت الكلام السياسي بالكامل، وجمعت المعارضين والمؤيدين بمجموعة واحدة تحت مسمى قاموس محافظة، وركّزت على الجانب الكوميدي بالكتابة على المحافظات الأخرى، وتجد المشتركين يكتشفون الكلمات السورية الجديدة عبرها".

وبالنسبة للمجموعات الخاصة بالثورة، يجد فيها الخولي، حرية مطلقة بالكلام، إذ تقول ما في قلبك وعلى رأس لسانك دون خوف، لافتًا خلال حديثه معنا، إلى التفاعل الكبير في هذه الغرف لتعبئة الوقت نظرًا لظروف الحجر الصحي.

ومن الغرف التي أنشأت حديثًا حول الثورة "أقوال كركبت الثورة" و"قاموس الثورة السورية" ويوميات من الثورة السورية"، ويُوضح مؤسس الأخيرة الإعلامي السابق بمدينة حلب والمقيم في تركيا، مهاب عبد السلام، أنَّ فكرة غرفة يوميات من الثورة جاءته بهدف "استرجاع الذكريات من كلّ ثائر حرّ عبر نشر صوره أو تسجيلاته المصورة القديمة، أو نشر قصة ثائر، أو أي حدث وقع خلال سنوات الثورة".

ويردف لـ"آرام" أنَّ أيّ شخص ثائر ينشر ما يريده بشرط أن يكون المنشور يمت للثورة بصلة، حيث كانت انطلاقة المجموعة من خلال مشاركته قصة مع صديقه وأضافوا إليها الأصدقاء.

ويُشير إلى أنَّ هذه الغرفة لم تلقَ تفاعلًا قويًا جدًا مثل باقي المجموعات، كونها تحافظ على ثورية المشتركين، ولم تنقلب مجالًا للسخرية مثل بقية المجموعات، كما أنّ المجموعات لم تأخذ الحيز الذي سُميَّت لأجله بسبب تحويل المنشورات إلى "سخرية"، عبر مواضيع خارجة عن نطاق المراد منها.

ومن المشاكل التي واجهت مهاب كونه مسؤول عن الغرفة هي استهزاء بعض الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم أربابًا للثورة عبر منشوراتهم أو تعليقاتهم، لافتًا إلى أنَّه قابلها بـ"التجاهل التام".

انعكاس سلبي

بدورها الناشطة الحقوقية أريج فتحي المقيمة في تركيا، تقول لـ"آرام" إنَّها "تفاعلت لفترة محددة ثم خرجت من كافة المجموعات، لأنَّها لا ترى فيها أي أهمية أو فائدة، ولا حتى ملء للفراغ (...)".

وتتابع "دائمًا أنظر إلى نهايات هكذا مجموعات في خلق الحساسيات والتجريح للبعض، وخلق الفتن والمناطقية والتمييز، وتكون نهايتها أيضًا خلق المشكلات بين الأفراد بسبب اختلاف الرأي الذي مازال لا يتقبله الكثيرون من الناس".

وتنظر فتحي إلى دور الإعلاميين في هذه الغرف على أنَّه "سلبي في التعامل مع هذه المجموعات، لأنَّه يعكس توجهه في النشر إن كان سياسيًا أو حزبيًا وإيديولوجيًا".

وتذكر "لا أرى في هذه المجموعات إضافات جيدة تخدم سوريا والثورة، ورغم أنّي لم أكن متابعة لها كثيرًا، لكن كثرة استخدام مصطلحات الثورة بطريقة ساخرة –برأيي- تخدم في إفشال الثورة والاستهزاء بها، فثورتنا ليست بهذه السذاجة التي يتم طرحها من خلال هذه المجموعة".

سابقة في تاريخ الثورة

يرى الكاتب السوري أحمد طلب الناصر المقيم في إسطنبول أنَّ تلك المجموعات، وبرغم الصبغة المناطقية أو الإثنية لأسمائها، "تمكنت من تحقيق ما لم تحققه مختلف مؤسسات ومنظمات واتحادات ورابطات المعارضة خلال سنوات الثورة السورية".

ويُفيد في حديثه مع "آرام" أنَّ "كل مجموعة جمعت أسماء لآلاف المشتركين من مختلف المحافظات السورية الأخرى، وراحوا يتبادلون المنشورات والتعليقات الدائرة حول أصول ومعاني الكلمات والمصطلحات المستخدمة في اللهجات المحلية المحكية داخل المدن والبلدات والقرى السورية".

وينوّه الناصر، إلى أنَّها "لا تخلو من محاولات لبعض المتعصبين والمتصيدين لاستغلالها" في بثّ رواسبهم التعصّبية التي خلّفتها التربية البعثية على مدى أكثر من خمسين عامًا، إلا أنَّ حجم التقارب الذي صنعته "القواميس السورية" شكّل "سابقة في تاريخ الثورة" لم يتخطّ حاجز اللغة واللهجات فحسب، بل تخطى الحواجز التاريخية والجغرافية، والنفسية أيضًا.