الجمعة 03 مايو 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.77 ليرة تركية / يورو
40.65 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.90 ليرة تركية / ريال قطري
8.64 ليرة تركية / الريال السعودي
32.40 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.77
جنيه إسترليني 40.65
ريال قطري 8.90
الريال السعودي 8.64
دولار أمريكي 32.40
...

كيف أحقق أهدافي في ظل أزمة كورونا؟

02 مايو 2020، 09:17 ص

مع دخولنا الشهر الثاني في مواجهة فايروس كورونا المستجد، وبدء التأقلم على حياة جديدة، يبدو أن العديد منا بدأت تبرز له أهمية تبادل التجارب لاستخدام أفضل التقنيات الممكنة لتعظيم الأثر الإيجابي، وتقليص الأثر السلبي للحياة الجديدة، ضمن ذات السياق زادت الضغوط النفسية نتيجة ارتفاع كم الأهداف التي نرغب بتحقيقها تزامناً مع عرض غير مسبوق بالمحتوى المعرفي المجاني (محاضرات، دورات...)، لذلك دعنا نأخذ جولة سريعة لاستعراض تجربة لتحقيق الأهداف وتخفيف الضغط عن أنفسنا .

القاعدة الأكثر أهمية في وجهة نظر الكثيرين في التعامل مع أي شيء هو: التبسيط وعدم التعقيد قدر الإمكان؛ فالفضول يدفع الكثير منا لتجربة كل شيء يسمعه، سواء كان إعلاناً لتطبيق ساعد في تحقيق الأهداف، أو سماع خطة طُبقت من أحدهم وحقق نجاحاً باهراً، أو حتى قراءة شيء من قبيل ذلك في كتب الخبراء والمختصين. والعديد منا قد يعترف بعجزه في مجال ترتيب الأولويات أو إدارة المهام، فيهرول باحثاً عن استشارة من العم غوغل أو من مختص أو صديق ليظفر بالصيد الثمين، ومن المؤكد أنه سيحصل على نتيجة جيدة إذا كانت مصممة وفق احتياجاته ومهاراته وقدراته، وإلا ستكون النتيجة غير مرضية، ولن تستمر لفترة كافية، ثم لا تلبث أن تنقرض وتدخل في غياهب الضياع؛ لذلك من الأهمية بمكان أن نتفق على مجموعة من المسلمات بين الجميع:

  1. وضع الأهداف: إن حياتنا قائمة على تحديد الأهداف والسعي نحوها في شتى السبل؛ فمنذ نعومة أضفارنا وضعنا هدفاً بشراء قطعة حلوى أو لعبة ما، ثم بدأنا بتحديد الوسائل المؤدية لتحقيق الهدف، فجمعنا المال في الحصّالة، وفي أحيان أخرى تفاوضنا مع أهلنا للحصول عليها بمقابل أو من دونه، وكذلك الأمر في كل مرحلة عمرية كان لنا هدف جديد وتحقيق له، مهما كبر الهدف أو صغر؛ إلا أننا جميعاً وضعنا أهدافاً وسرنا نحوها. وكذلك الحال اليوم في ظل البقاء في المنزل لابد أن نضع أهدافاً واضحة، ومعنى (واضحة) هنا هو أن تكون هذه الأهداف (معروفة) بشكلها النهائي، فلا يكون لدي هدف شراء شيء ما دون تحديده، أو اكتساب معرفة دون تحديدها.

ومن ثم يحدد الهدف (بزمن)؛ فلم يكن هدف الطفولة أن أحصل على اللعبة بعد العيد، لأن أوانها يكون قد فات، ولا أن نترك الوقت مفتوحاً فنتفاجأ بحلول وقت الزواج ولا يوجد أي مدخرات في الحساب.

ولكي تتأكد من حسن تقدمك نحو هدفك لا بد من (قياس) هذا التقدم؛ فإذا كان هدفي تخفيض الوزن فهذا يعني أنني سأقسم الوزن على مدى أشهر مثلاً، وفي حال كان الهدف شراء جهاز جديد فلابد أن أحدد طريقة قياس تجميع المبلغ بشكل شهري.

وهنا أيضاً لابد من (الواقعية) في الطرح؛ فمن غير الممكن أن أخسر 10 كغ من الوزن خلال أسبوع بشكلٍ متتالٍ، ومن غير الممكن أن توفر أكثر مرتبك الشهري شهرياً على سبيل المثال؛ فالواقعية بالطرح ستجعلك محصَّناً من موجات الإحباط وصدماته. ولكي تكون الأهداف خفيفة على النفس فمن الأفضل أن تكون في سياق بيئتك، ولها علاقة بما تقوم به وما يدور حولك.

"الأهداف هي محض خيال ما لم يكن لديك خطة محددة لتحقيقها – ستيفن كوفي"

  1. اختيار الطريقة الأنسب: تحديد الهدف لوحده لن يكون كافياً لتحقيقه؛ فهناك وسائل يجب أن تحدد بالتزامن مع تحديد الهدف، فلا بد من الانتباه إلى أن تحديد الأداة المناسبة هو عامل فارق في تحقيق الأهداف، فمن غير الممكن أن أسافر إلى مدينة تبعد 1000 كم بسيارة انتهى عمرها الافتراضي وغير الافتراضي، لا شك أن السيارة هي وسيلة صحيحة، لكن فئة السيارة وجودتها ستعطي أثراً مختلفاً، فالسيارة الجيدة ستوصلني بكل أريحية إلى وجهتي، مع تكبد بعض النفقات من وقود وصيانة مع المدى البعيد، بينما الخيار الأول قد يوصلني بعد عدة محطات توقُّف للصيانة التي قد تكون كبيرة أو صغيرة، وكذلك بوقت أطول نتيجة فارق الأداء، وقد أضطر إلى العودة لمنزلي بسبب إحباطي من صعوبة الطريق، أو أن يتلطف الله بي ويرسل لي مَن يقطر السيارة ويوصلني معه، وكلها مشقة؛ فلذلك اختيار أداة أي هدف تخضع لشرط (الدقة باختيار الأداة)، فلا تتسرع واختر بعد البحث والمشورة عن الأفضل.

"لا يمكنك فرض الإنتاجية، يجب عليك توفير الأدوات للسماح للناس أن يصبحوا أفضل ما لديهم. ستيف جوبز"

  1. البيئة الداعمة: يوصي الخبراء في بناء العادات بتهيئة البيئة المحيطة بك لتتناسب مع ما ترغب بالقيام به، فإذا كنت ترغب بإنقاص وزنك لابد أن يكون الطعام بعيداً عن متناول يدك مثلاً، أو ألا يكون ظاهراً لك في كل مكان! أو لا يكون لدى أهلك شغف بالطعام والتفنن بأصنافه فلا تستطيع مقاومته، وعلى السياق ذاته لابد أن تكون بيئتك مشجعة على ممارسة التمارين الرياضية؛ فهناك مَن تمارس معه الرياضة كل صباح، وإذا كنت تهدف لقراءة المزيد من المكتب فلابد أن تطلب من زوجتك أن تضع لك كتاباً مع كل فنجان قهوة، بدلاً من الورود أو قطع الشوكولا مثلاً. عليك أن تبذل مجهوداً لصنع بيئة تتلاءم مع ما تريد إنجازه؛ فخطط لذلك جيداً.

هل تذكر قصص النجاح التي شاهدناها على التلفاز، والسؤال الأكثر تكراراً: لمن تهدي نجاحك؟ وتكون الإجابة التقليدية: أهدي نجاحي لأمي/أبي/زوجي/زوجتي على مساعدتهم لي وتوفيرهم البيئة المناسبة! هي لسان الحال عن البيئة الملائمة.

"من الممكن أن يتغلب السلوك الطبيعي للقبيلة على السلوك المنشود للفرد. وفي غالب الأوقات سنفضل أن نكون مخطئين ونحن ضمن أفراد المجموعة على أن نكون على صواب بشكل منفرد – جيمس كلير"

  1. كلنا نعلم أن حياتنا الحديثة مزدحمة ومليئة بالمهام والعادات؛ فحياتنا التي تبدأ بساعة معينة مع فنجان قهوة ثم الدخول بالعمل على اختلاف أنواعه، ثم الجلسات مع العائلة والتواصلات مع الأصدقاء ومتابعة الأخبار وغير ذلك، ثم نجد أنفسنا يومياً في دوامة عدم القدرة على تخصيص وقت لإنجاز جديد: من أين أجد وقتاً لتعلم لغة جديدة؟

كل الحق معك ما دمت لم تتنبه إلى أن هناك العديد من العادات التي بإمكانك التخلص منها، أو إعادة تشكيلها لتحل محلها عادات وممارسات جديدة أفضل؛ وهنا ممارسة مهمة أن نقوم بصناعة جدول بسيط نضع فيه العادات التي نقوم بها يومياً ونقيِّمها من حيث المنفعة وعدم المنفعة ونعطيها درجات، ونقارن أهميتها بأهمية الأعمال الجديدة التي سنقوم بها ثم نختار الاستبدال.

ولابد أن نكون حذرين من أن نتخلص من عادة إيجابية يُخيَّل إلينا أنها غير مهمة؛ فلنكن حذرين عند تخصيص العادات وفق احتياجاتك العقلية والروحية والجسدية والعاطفية؛ فأي نقصان في واحدة من هذه الأربع لابد أن يؤثر على الأخرى.

"إن قرار التخلي عما أتم دوره في تجربتك الحياتية أهم من قرار الترحيب بالأفكار الجديدة -رايموند باركر"

  1. في النهاية كلما كثرت مسؤولياتك ومهامك فستحتاج إلى استخدام تقنيات أكثر لتنظيم الوقت تتوافق مع طبيعتك؛ فهناك مَن يستطيع التركيز وتحقيق الأهداف بشكل متتابع، فلا يملّ ولا يكلّ من ممارسة نفس التطبيق كل يوم وكل ساعة حتى ينجز الهدف، وعلى النقيض من ذلك سيكون هناك شخص يجد المتعة في التنقل المنتظم بين الأشياء؛ فيحقق عدة أهداف في وقت واحد على المدى الطويل، وكلا النموذجين صحيح إن كان متناسباً مع الطبيعة ويراعي الهدف الذي حددناه في النقطة الأولى.

وفي هذا السياق قد يسمعك (فيسبوك)، فيظهر لك إعلان لتطبيق ينظم لك الوقت ويساعدك على تحقيق هدفك؛ فأرجوك ألا تشغل بالك به، فيكفيك أن تكتب الهدف أمامك على الجدار، وفي حال كان لديك الكثير من المهام والأعمال فاسأل المختصين؛ فربما يكفيك أن تضع قائمة مطبوعة أو تذكيرات في التقويم.

بالمجمل هذه إضاءات ميسَّرة من دون تفاصيل؛ حتى تشعل لدى القارئ أضواء التنبيه وصافرات الإنذار حول ضرورة الانتباه على التصرفات خلال هذه الفترة الحرجة من حياتنا، والتي نستطيع من خلالها أن نصنع فارقاً لمستقبلنا إن أحسنّا إدارتها؛ فمجموعات (الوتس آب) مليئة بالدورات التدريبية والمحاضرات، التي تستطيع الوصول إليها مجاناً بعد أن كنت تتمناها ولا تصل إليها؛ لكن من الواجب أن نكرّس وقتنا لتحقيق أهدافنا التي نريدها بالفعل، لا التي تريدها البيئة المحيطة والثقافة العامة.

"إن سر الوجود البشري لا يكمن فقط في البقاء على قيد الحياة، ولكن في العثور على شيء تعيش من أجله - ديستوفسكي".

ودمتم