الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

ترقبوا قيام العملاق العظيم !!.

20 مايو 2020، 12:55 م

من سِفْر التَّاريخ نستلهم العبر، ونأخذ الدُّروس والعِظاتِ والفِكر، كان قُبيلَ ظهور الإسلام في مكّة دولتان عظيمتان، تقودان العالم بأسره، هما: دولة فارس في الشَّرق، ودولة الرُّوم في الغرب، وكانت دولة فارس مجوسيَّة تعبد النَّار، ودولة الرُّوم لديهم دين وكتاب، وعند ظهور الإسلام، كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم وصحابته الكرام، يؤيدون ظهور الرُّوم على الفرس، كون الرُّوم لديهم دين، ومشركو قريش يؤيدون ظهور الفرس على الرُّوم، لأنَّهم على الشِّرك والضَّلال، فعندما انتصر الفرس على الرُّوم في أدنى الأرض، فرح مشركو مكَّة بانتصارهم، وحزن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم والصَّحابة لهزيمتهم، ولكن دارت الأيام، واستعادت الرُّوم قوتها، وانتصرت على الفرس، وهنا ظهر الإسلام بعقيدته الصَّافية، عقيدة التَّوحيد الخالص لله تعالى، فانتصرت دولة التَّوحيد على دولتي فارس والرُّوم، ودخلت عموم شعوبهم في دين الإسلام الخالد، وقد خلَّد القرآن الكريم هذا بقوله تعالى: ( ‪الـم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ) الروم: 1-7 ‬
‪وبقيتْ دولة الإسلام عزيزة خالدة، قرونًا من الزَّمان طويلة‬، امتدَّتْ حوالي 1350 سنة، حيث كان سقوط الخلافة العثمانية في شهر ربيع الأول عام 1341 هجرية، وتداعى على إسقاط الخلافة العثمانية أعداء الإسلام من الدَّاخل والخارج، ومن بعد سقوطها، -والمسلمون نائمون، وهم في سُبات عميق- مرَّ الآن قرن كامل من الزَّمن، ظهر خلاله دول واتحادات متنوعة، وأدَّت سنَّة التَّدافع بين الدُّول والشُّعوب، لظهور دولتين عظيمتين من جديد، هما: الاتحاد السُّوفياتي، والولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، وقد تفتَّت الاتحاد السُّوفياتي على يد المجاهدين الأفغان، وبقيت أمريكا الآن هي الدولة الأقوى في العالم، ولكنَّ المحللين السياسيين يرون ضعفها بانتهاء رئاسة ترامب، وبدأ صعود الإسلام من جديد إلى الصَّدارة، وذلك بدخول القرن الواحد والعشرين، ودول الغرب مع أمريكا  مجمعة أنَّ الإسلام سيعود في القرن المذكور، ولذلك اجتمعت تلك الدُّول في مؤتمر، تحت رعاية وإشراف الماسونيَّة العالمية، عقد هذا المؤتمر في إحدى دول الاتحاد السُّوفياتي في نهايات القرن العشرين، بزعامة بابا الفاتيكان، ذكر المؤتمرون فيه مخاوفهم من عودة الإسلام من جديد، وذلك في القرن الواحد والعشرين، وأكَّدوا على قمْعه وحربه، ووزعوا الأدوار فيما بينهم، فكان من نصيب أمريكا القضاء على أخلاق الشَّباب المسلم، وإشاعة الفاحشة بينهم، إلى جانب إيصال أحقر شخصيَّات العرب والمسلمين إلى الحكم في بلدانهم، وأسند إلى روسيا حلقة الإجرام، وإبادة أكبر عدد من المسلمين، وأما بريطانيا فمهمتها إعداد شخصيات تثقِّفها إسلاميًا، وتطلقها وتدعمها لتصل إلى قيادة الجماهير الإسلاميَّة العاطفيَّة، كما يُسند إليها تعبئة المجتمعات الإسلاميَّة عقديًا، بحيث يعادي بعضها بعضًا؛ ليصل الأمر إلى أن تحاول كل جماعة اجتثاث الأخرى، والمتتبع لما يجري على السَّاحتين العربية والإسلامية، تتضح له هذه الأمور بوضوح تام.
نعم، ما أشبه الليلة بالبارحة !!.
قديمًا: دولة فارس ملحدة مجوسية، ودولة الرُّوم دينية كتابية، وكان ظهور الإسلام في أوله، ولمَّا يشتدَّ عوده بعْد.
حديثًا: الاتحاد السُّوفياتي ملحد لا دين له، وأمريكا دولة دينية كتابية، والمسلمون نائمون غائبون.
ولكن !!
بدأ العملاق العظيم بالتململ والتَّحرُّك، وجسمه مليء بالجراحات العميقة، وتحرُّكه أقلق العالم برمَّته، ولذلك يتآمرون عليه ألّا يقوم من سباته، ويتابعون أي بروز له، فيدمغونه ويدمِّرونه، وما إسقاط طالبان منَّا ببعيد، وما كبت الثَّورات العربيَّة، والتآمر عليها بخافٍ عن أحد..
ولكن !! هيهات .. هيهات، فالنَّصر قادم، ودحر الرُّوس والمجوس والرُّوم مسألة وقت، واستيقاظ أمَّة الإسلام بعد نومها، هو بداية الانطلاقة الكبرى لها، والسَّبب الحقيقيُّ لغياب أمَّة التَّوحيد عن قيادة العالم، كما أخبر بذلك الصَّادق المصدوق أمران: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت، إنَّهما حقيقة سرُّ تخلُّف المسلمين عن القيادة، وغيابهم عنها ضياع العالم وفساده، لأنَّ دول الكفر غير مهيئة فكريًّا وعقائديًّا للأخذ بزمام العالم، يمكنها ذلك لفترة، وتكون عبارة عن جولة وتنتهي، وأمَّا الدَّوام والاستمرار  والاستقرار؛ فهو لدولة الحقِّ، والعقيدة الصَّحيحة، والفكر النَّير الواضح المستبين، ويمكنك أن تستوعب وتفهم هذه الحقيقة، من خلال إمعان النَّظر الثَّاقب في الأحاديث الصَّحيحة الآتية:
1- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريا، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت ) رواه أحمد، وصححه الألباني.
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر، فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لتُنفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله ) رواه البخاري.
3 - قد تواترت الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، بالإخبار عن نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وأنه ينزل في آخر الزمان في دمشق، وأنه يتوجه إلى فلسطين بعد ظهور الدَّجال، وأنه يقتله هناك في باب لد، والمسلمون معه، وثبت عنه صلّّى الله عليه وسلَّم أنه يأتي المسلمين، وهم قائمون للصلاة، فيريد أميرهم أن يتأخر، حتى يؤم النَّاس نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام، فيأبى عليه عيسى، ويقول: إنها أقيمت لك فصلِّ بهم.
وجاء في بعض الروايات الجيدة، أن أميرهم ذاك الوقت المهدي، وهو محمد بن عبد الله الحسني، من بيت النبي عليه الصلاة والسلام، ومن ذرية فاطمة، فيقول له المهدي: تقدم يا روح الله، فيأبى ويقول: صل أنت؛ لأنها أقيمت لك، ثم يتولى القيادة بعد ذلك عيسى عليه الصَّلاة والسَّلام، فيكسر الصَّليب، ويقتل الخنزير، ويمنع أخذ الجزية، ويحكم بشريعة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وينتشر الخير والعدل، ويبارك في الطعام والشَّراب والأقوات، ويفيض المال على النَّاس، ويعيشون في أمن وأمان ورغد عيش، ويمكث في الأرض ما شاء الله، ثم يموت، ويصلي عليه المسلمون، ويدفنونه، وجاء في بعض الروايات، ما يدل على أنه يدفن في الحجرة النبوية، ولكن في صحة ذلك نظر..
ختامًا أقول: إنَّ ثورة أهل الشَّام ستقرِّر مصير العالم بأسره، ولذلك رغم المحن والفتن والمؤمرات، ورغم القتل والتدمير وقهر الرِّجال، لا تزال ثورتنا مستمرة، وستبقى مستمرة إلى تحقيق النَّصر المنشود بإذن الله، وكلما فررنا إلى الله، وأخلصنا عملنا له، وتنازلنا لبعضنا البعض، وصار همُّ كل واحد منَّا نصر دينه وأمَّته، والذَّود عن حياض عقيدتنا ومبادئنا وقيمنا الإسلاميَّة، فالنصر قريب منَّا، بل ربما يكون قاب قوسين..
فيا ربِّ استعملنا ولا تستبدلنا، وآثرنا ولا تؤثر أحدًا علينا، وانصرنا نصرًا مؤزرًا مبينًا، ولا تشمت بِنَا عدوًا ولا حاسدًا..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.