الخميس 04 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98
...

العنصرية ليست في أمريكا فقط .. ماذا عن السوريين؟

30 مايو 2020، 02:52 م

تكاد تنفجر مواقع التواصل الاجتماعي تضامناً مع الشابّ الأمريكي الأسود الذي قضى تحت ركبة شرطي أمريكي أبيض، وكنت ممن تأثر كثيراً بالمشهد وذرفت دموعاً لذلك، ولا شك أنها جريمة عنصرية مخزية بحقّ الشرطة الأمريكية وذلك البلد الذي يصدّر نفسه على أنه أبو الديمقراطية والحريات وأمها

لكن ما أدهشني بصراحة هو أننا طرنا  نحن العرب بهذه الصور فرحين بها، فتارة نقارن بين صورة شرطي تركي يحمل عجوزاً وبين الأمريكي وهو يضغط بركبته رقبة الأمريكي الأسود، وتارةً نلعن العنصرية الأمريكية ونسب الأمريكان.

أفلا نستطيع أولاً أن ننظر حولنا، لنرى أن العنصرية التي نتهم الأمريكيين بها وليسوا منها أبرياء،  تلتصق بنا بأبشع صورها بل إنها إن كان ينص القانون على تجريمها لديهم، فإنها لدينا محرمة في صريح القرآن وصحيح السنة بل وفي كل الشرائع والأعراف.

هل نسينا بسرعة، أن شرطياً تركياً منذ مدة قصيرة أردى شابّا سورياّ بالرصاص، لمجرد أنه سوري، أم أننا نسينا كيف ينقلب تويتر على رؤوس السوريين بمناسبة وبغير مناسبة وهاشتاغ "سوريلي" أصبح ملاصقاً للترند التركي.

اقرأ: أسباب الاقتتال المستمر بين الفصائل في الشمال السوري

وماذا عن #لبنان، البلد الذي أصبحت رائحة العنصرية فيه لا تطاق، بل إذا كان هناك ما يمكنك فهمه من عنصرية بعض الأتراك، فإنه لا يوجد أي شيء يمكنك فهمه من عنصرية الكثير من اللبنانيين، فلا هم بيض ونحن سود، ولا هم متعلمون ونحن أميّون، ولا هم أكثرية ونحن أقلية، ولا لغتهم غير لغتنا؛ ولا دين كثير منهم هو غير ديننا، بل إننا قبل مئة عام فقط كانت تجمعنا أرض واحدة ووطن واحد.

هل نسينا السوريين الذين قتلوا بدافع العنصرية في لبنان، وذلك السوري الذي دهسته سيارة فظل ينازع الموت جانب الطريق ولا أحد يلتفت إليه، إلا الكاميرا الباردة المشاعر التي صورته. وذلك الطفل "ماسح الأحذية" الذي قتل في ملاحقة الدرك اللبناني له وكانوا سبباً في قتله إن لم يكونوا قد قتلوه حقاً، لكنه قضى ولم يجد من يغضب له.

لم يقف الأمر على غير السوريين، فها هم النازحون يعانون من ويلاتها في المناطق التي نزحوا إليها، في سوريا نفسها، ويعاملون في كثير من الأحيان على أنهم درجة ثانية، وما المقاطع الصوتية لتلك المرأة من أطمة شمال #إدلب، إلا أنموذجاً أفصحت به عما في نفوس الكثيرين منهم.

دعوا أمريكا للأمريكيين، ولنجلد العنصرية التي أكلتنا أولاً !

شاهد: البحوث العلمية في سوريا .. قلعة لنظام الأسد دخولها