أمر رئيس الوزراء اللبناني، حسان دياب، بأن يكون هناك رد قاس على أعمال الشغب التي اندلعت في مختلف أنحاء لبنان في الأيام الأخيرة، واصفاً تلك الأحداث بأنها "تخريب منظمة" وليست على صلة بالاحتجاجات التي أثارها تردي الوضع الاقتصادي.

وذكر دياب في اجتماع مع أبرز المسؤولين السياسيين والأمنيين في البلاد لمناقشة الشغب الذي أحدث دمارا في ممتلكات خاصة وعامة الإثنين، بأن التظاهرات خرجت بسبب الانهيار الحاد للعملة المحلية أمام الدولار وتحولت إلى العنف، خاصة في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس شمالا، ثاني أكبر مدنلبنان.

وشهدت بعض أعمال الشغب منحى طائفيا، ما أثار مخاوف في الدولة الصغيرة التي عانت من ويلات حرب أهلية في 1975-1990، حيث بين دياب أنه يجب اتخاذ قرار حاسم لوقف كل أعمال العنف واعتقال المتورطين.

وقال إن "ما يحدث في البلاد غير عادي، مشيرا إلى أن هناك جهد منظم "سواء داخليا أو خارجيا" لتعريض أمن البلاد للخطر، دون أن يفصح عن دليل (..) وما يحدث يحمل العديد من الرسائل الخطيرة، أن البلطجية يجوبون الشوارع ويدمرون البلاد ومؤسساتها بينما تتفرج الدولة".

بدوره، قال الرئيس ميشال عون الذي ترأس الاجتماع، إن الشغب "لم يعد مقبولا" كما يجب على أجهزة الأمن اتخاذ إجراءات استباقية.

وكان أحد أخطر الهجمات قد وقعت ليلة الجمعة وسط بيروت، عندما أحدث عشرات الشباب على دراجات نارية دمارا بالغا في متاجر وأضرموا النيران في فرع لبنك محلي.

وأصدر وزير الداخلية، محمد فهمي، الاثنين أمرا يمنع الدراجات النارية في وسط بيروت بين الخامسة مساء حتى السادسة صباحا، فيما ترتبط الليرة اللبنانية بالدولار منذ أكثر من 20 عاما وفقدت أكثر من 60 بالمئة من قيمتها في الأسابيع الأخيرة.

ورغم جهود منع الانهيار، بيعت الليرة اللبنانية، الخميس، في السوق السوداء بسعر 6 آلاف للدولار الواحد، بانخفاض عن 4 آلاف ليرة للدولار قبلها بيوم، فيما عمق الانهيار الكبير الأسبوع الماضي من يأس الناس بسبب الاقتصاد المتدهور بالفعل. فلبنان يعتمد بشكل كبير على الواردات.

وبدأ البنك المركزي، الإثنين، في ضخ دولارات في السوق لتخفيف الضغط على الليرة. وبيع الدولار في السوق السوداء مقابل 4500 ليرة.

شاهد: ‏وأجملُ من شروق الشمس .. أداء خالد الدغيم