الأحد 14 ابريل 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.44 ليرة تركية / يورو
40.21 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.78 ليرة تركية / ريال قطري
8.53 ليرة تركية / الريال السعودي
31.98 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.44
جنيه إسترليني 40.21
ريال قطري 8.78
الريال السعودي 8.53
دولار أمريكي 31.98

إرسال الطلاب لمناطق نظام الأسد.. حماقة من الآباء أم خيانة للثورة؟

19 يونيو 2020، 05:39 م
إرسال الطلاب لمناطق نظام الأسد.. حماقة من الآباء أم خيانة للثورة؟

عائشة صبري – خاص آرام:

أجمع ناشطون ومسؤولون في التربيّة على عدم إيجاد مُبرّر يُسوِّغ لأهالي المناطق المحرّرة شمالي سوريا إرسال أبنائهم إلى المدارس الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد لحصولهم على شهادتي التعليم الأساسي والثانوية، وسط منع الفصائل الثورية مرور الطلاب حرصًا على سلامتهم.

وقال مدير الامتحانات بوزارة التربية التابعة للحكومة السورية المؤقتة سابقًا، محمد صالح أحمدو، لشبكة "آرام": إنَّ أمر ذهاب طلاب الشهادات الثانوية والإعدادية من المناطق المحررة إلى مناطق النظام لتأدية الامتحان "ينقلهم إلى خوف شديد من الاعتقال، أو الخطف للابتزاز المادي".

ذهاب غير مُبرّر

وأضاف أنَّ "ذهابهم غير مُبرّر كون الشهادة التي تمنحها الحكومة السورية المؤقتة مُعترف بها في تركيا وأوروبا وأمريكا وكندا"، لافتًا إلى أنَّ هذا الأمر "يُعطي نظام الأسد فرصةً لاستغلالها في رفع قوائم أسماء الطلاب إلى المنظمات الدولية واليونيسف".

وأوضح أحمدو، أنَّ "ذلك يُعطي النظام مرجعًا، بأنَّه ما يزال على الأرض، ونسبة كبيرة ممن يعيشون في مناطق خارجة عن سيطرته، وهو يستقبلهم ويسمح لهم بالتسجيل في الجامعات".

وشدَّد أنَّ هذا "أمر غير مقبول، وسلوك لا يمكن تبريره عند المعارضة"، لذلك يجب تحرُّك الشباب المتواجدين في المحرَّر لمنع هؤلاء الطلاب من الذهاب لمناطق النظام، وبالتالي منع إعطاء اليونيسف ذريعةً تُبرهن وجود الأسد في القسم الخارج عن سيطرته.

من جهته، اعتبر الناشط الإعلامي بسام الرحال في تصريحه لـ"آرام": أنَّ إرسال الطلاب من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرة نظام الأسد لتقديم الامتحانات هو "اعتراف واضح من قبلنا نحن بمشروعية النظام، وأحقيته في قيادة دفة التعليم في سوريا، رغم معارضتنا له منذ قيام الثورة السورية".

وأضاف أنَّه "ليس من المستبعد أن تقوم أجهزة أمن النظام باعتقال الطلاب وزجّهم في صفوف الميليشيات للقتال إلى جانبهم على جبهات حلب وإدلب، إضافة إلى احتمالية اعتقال الطالبات كورقة ضغط لتسليم ذويهم لأنفسهم".

وأكد الناشط الإعلامي المقيم في محافظة إدلب، أنَّ التعامل مع نظام الأسد وجميع مؤسساته "يجب أن يكون تعامل شعبٍ مع محتل، لا يعترف به، ولا بأيِّ جهة تتبع له سواء كانت تعليمية أو صحية أو اجتماعية، والعمل على حشد طاقات هؤلاء الطلاب للتخلص منه ومن جميع أركانه".

شهادة المعارضة معترف بها دوليًا

بيّن أحمدو أنَّ الشهادة الصادرة عن الحكومة السورية المؤقتة مُعترفٌ بها منذ العام 2013 عندما كانت الهيئة الوطنية، وعند تشكيل الحكومة المؤقتة توسعت دائرة الاعتراف الدولي بها، كما أنَّ الطالب عندما يذهب لمناطق النظام يأخذ مكان طالب حر.

أمَّا موضوع امتحان "السات واليوز" في تركيا، فهذا لا يعني عدم قبول الشهادة، لكن ذلك الامتحان هو معيار قبول في الجامعة التركية، وليس رفضًا للشهادة الثانوية سواء صادرة من جهة النظام أو المعارضة، وهناك جامعات لا تفرض هذا الامتحان.

من جهته، أكد مدير مركز مداد للدراسات الدكتور الأكاديمي فواز العواد لـ"آرام" أنَّ "الشهادات الصادرة من الحكومة السورية المؤقتة أقوى من الصادرة عن حكومة الأسد، كونها معترف بها في تركيا منذ عام 2013".

وأوضح أنَّ كلَّ الطلاب يتابعون دراستهم بدون أي مشاكل، مشيرًا إلى أنّ شهادة النظام لا تقبل في تركيا إلا بعد مصادقة الحكومة المؤقتة، وبالتالي هؤلاء الطلاب مرجوعهم للتربية التابعة للمعارضة، ولا داعي لذهابهم لمناطق النظام الذي يتخذها ذريعةً لصالحه أمام منظمة اليونيسف ليحصل على المزيد من الدعم في مجال التعليم.

وأردف العواد، أنَّ امتحانات "اليوز والسات" هي قدرات تطلبها بعض الجامعات التركية كنوع من رفع معايير القبول (...)، ولا علاقة لها بمصدر الشهادة من سوريا أو أي دولة في العالم، وهناك عشرات الجامعات بتركيا تقبل الطلاب بدون امتحان "اليوز أو السات"، فقط على معدل الثانوية العامة.

وأشار إلى أنَّ الدول الأوربية منذ 2013 تقبل الطلاب السوريين هناك، وكانت أولى الحالات للاعتراف من خلال المنحة الفرنسية للأوائل في شهادات المعارضة، ثم سجل طلابنا في كلّ الدول الأوربية بدون أيّة مشاكل، فهم يدرسون في أمريكا وكندا وبريطانيا أيضًا، ومنهم شهاداتهم الثانوية صادرة من الائتلاف الوطني.

وختم العواد حديثه بالقول: "أنصح عمومًا من لديه أولاد يرغب بتسجيلهم أن يسأل مكتب استشارات أو أحد الخبراء، حيث تمت مراسلات رسمية سابقًا مع الخارجية الأمريكية من قبل المعارضة، للاستفسار والتأكد من طبيعة الامتحانات، ونوع الشهادات التي تصدرها الحكومة المؤقتة، وبناءً عليه أصبحت الجامعات تعتمد شهاداتنا".

وتداول ناشطون أمس الأربعاء صورةً تُظهر تجمع طلابٍ ذاهبين من الشمال المحرر إلى مناطق سيطرة النظام لتقديم الامتحانات، لكن تم إرجاعهم من قبل حواجز الفصائل المحلية.

وأكد الناشطون أّنهم يقفون مع منع الطلاب من الذهاب إلى مناطق النظام "المجرم" الذي يحاول إظهار نفسه للعالم بأنَّه راعي العلم والتعليم، فمنعهم هو الصواب وإن خرجوا فعليهم إكمال دراستهم وحياتهم عند "راعي الطلاب". حسب وصفهم لنظام الأسد.

يشار إلى أنَّ وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة ذكرت في بيان، "نعلمكم بأن الشهادة الممنوحة من قبل وزارة التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة هي شهادة معترف بها في معظم الجامعات التركية وعدد من دول الاتحاد الأوربي وأمريكا".

شهادة غير رسمية

وفي سياق متصل، أكد وزير التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ السورية، عادل حديدي بقوله: "لن نعترف بالشهادات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم لدى النظام، ولا يستطيع حاملها إكمال دراسته في المناطق المحررة، وسنتخذ إجراءات رادعة في السلك التعليمي بحق من يرسل أبناءه ويغامر بأرواحهم وأعراضهم، فالطلاب رهائن لديه".

يذكر أنّ مدير تربية إدلب التابع للنظام، عبد الحميد المعمار، أفاد بأن الفصائل منعت وصول أول حافلة تقل حوالي أربعين  طالبًا من مدينة إدلب إلى حماة لتقديم امتحاناتهم عبر معبر سراقب الذي تم فتحه لاستقبال طلاب الشهادتين الثانوية والأساسية لتقديم امتحاناتهم في حماة مع وجود وساطة روسية للسماح للطلاب بالمرور.

 اقرأ أيضًا: "تحرير الشام" تحرم الطلاب من تقديم الامتحانات بمناطق نظام الأسد