لارا أحمد
صدرت إشاعة مؤخراً تناقلتها بعض المواقع والصفحات الفلسطينية مفادها أنّ "التنظيم"، الجناح العسكري التابع لحركة التحرير الفلسطيني فتح، قد ذهب في خيار المواجهة العسكرية مع الكيان المحتل، وقد فنّد قيادات التنظيم هذه الإشاعات في أكثر من مناسبة، وأكدوا مساندتهم لخيار الحكومة والسلطة الفلسطينية.
لا يزال قيادات التنظيم يؤكدون رفضهم للعنف في الضفة الغربيّة ودعمهم لتوجّه الحكومة الفلسطينية التي يقودها محمد اشتية بتوجيه من محمود عبّاس، رئيس السلطة في فلسطين.
لماذا تدعم السلطة والتنظيم خيار الاستقرار؟ يعلم الجميع أنّ البلاد تمرّ بمرحلة استثنائية من تاريخها، شكّل فيروس كورونا ظروفها وملابساتها، هذا الفيروس الذي ستفلس بسببه دول كثيرة في العالم وستتراجع المؤشرات الاقتصادية في أفضل الأحوال ببضعة نقاط في دول أخرى. فلسطين ليست بلاداً غنيّة وأزمة مثل أزمة الكورونا ستضعها على المحك، وستكون مطالبة بتركيز كلّ طاقاتها من أجل بث الروح من جديد في الحركة الاقتصادية وهذا يقتضي العمل على حفظ الاستقرار قدر الإمكان.
وبالعودة إلى الإشاعات التي تحدثت عن تضارب بين التنظيم والسلطة، أكد قيادات التنظيم أنّ هناك مؤشرات كثيرة تثبت وقوف حركة المقاومة الإسلامية حماس وراء هذه الإشاعات لأن هذه الحركة تريد تحشيد الفلسطينيين من أجل المضي في المواجهة المباشرة مع إسرائيل.
تمرّ فلسطين بمرحلة حسّاسة من تاريخها، فهي تواجه مشروع الضمّ بأعباء اقتصاديّة جمّة لا يمكن تجاهلها أو إزاحتها عن كاهلها بسهولة. هذه المرّة، ستحسب السلطة ألف حساب لكلّ خطوة تصعيدية مع الكيان الإسرائيلي لأنّ ذلك سيؤثر مباشرة على اقتصادها الهشّ، وأيّ قرار خاطئ قد يؤدي لكارثة.