الأستاذ محمد علي السيد الدغيم، اعتقله نظام الأسد سنة 2012، وتمت تصفيته تحت التعذيب، ونشرت صورته بين تسريبات قيصر.

لم يكن ليخطر في بال واحد منّا أننا سنراك في مثل هذه الصورة؛ حين كنت تدرّسنا اللغة العربية قبل 17 عاماً .. لن أنسى أبداً كل تلك الدروس التي استفدنا منك فيها الكثير، رغم مشاغباتنا المتكررّة، وضيق صدرك بنا أحياناً، ثم مسامحتك لنا في كل مرة، لكن منذ ذلك الحين ونحن نشهد لك بأنك المعلم الحرّ الشريف المجتهد.

ثم قامت الثورة بعد ذلك الحين، ومثلك يا أستاذي لا يتخلف عن مطلبها العظيم "الحرية"، وأنت من بين من علّمنا معانيها بين سطورك وخلال كلماتك وأثرها واضح في شخصيتك، ولذلك كنت من أوائل من تقدّم صفوف المتظاهرين، ثم وقدّر الله ووقعت بين يدي أقذر من مشى بهذه الأرض.

وجاء خبر استشهادك منذ سنوات، لكن الخبر ليس كالمعاينة .. حقّاً إنه ليفجع المرء حين يشاهد مثل هذه الصورة لشخص لا يعرفه، فكيف بمن يعرفه، وكيف إذا كان أستاذاً له أو قريباً .. كم ستمرّ به من الخيالات المريعة المفزعة، ترى كيف قضيت كل ذلك الوقت حتّى نحل جسدك هكذا وغيّرت أدوات الجلّاد الحقير من ملامحك.

كم ليلة نمت فيها جائعاً، وإن شعور الجوع ليستحيل بما يعاني المعتقلون من فنون العذاب .. وإن عذاباً يراد به موت المعتقل، ولكن ببطء، حتى تذوق كل خليّة في جسده أقصى ما تتحمله وما لا تتحمله من ألم، لن يفكّر معه بأمل الخروج، سيكون أمله الأكبر هو الخلاص بالموت !

رغم كل ذلك شيءٌ وحيدٌ لن يستطيع السّجّان أن يغيره، قلبه وابتسامة الرحيل والخلاص .. ابتسامة الشهادة

تقبلك الله يا معلمي الحبيب في الشهداء وأحسن إليك بكل لحظةٍ عانيتَ فيه في اعتقالك حتى تقول "ما ذقتُ بؤساً قطّ"

#تسريبات_قيصر

شاهد إصداراتنا:  صور قيصر تحيي مأساة السورين