الثلاثاء 05 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39

تفاصيل خطيرة حول الاجتماع "الروسي - العلوي" في سوريا

26 يونيو 2020، 05:07 م
علم-روسيا-وسوريا.jpg
علم-روسيا-وسوريا.jpg

ناقشت مجموعة من العلويين السوريين المعارضين لنظام اﻷسد مع السكرتير الأول للبعثة الروسية الدبلوماسية الدائمة إلى الأمم المتحدة في جنيف "سيرغي ميتوشين" رؤيتهم للحل في سوريا.

ونقلت مصادر إعلامية عن المحامي السوري عيسى إبراهيم، قوله: إن "الشخصيات العلوية" السورية المجتمعة تحت مسمى "العلويون المؤثرون" أكدت للدبلوماسي الروسي في الاجتماع الذي عُقد في الخامس عشر من الشهر الجاري -دون أن يحدد مكانه- على أن "سوريا الآن على مفترق طرق تاريخي".

وأضاف إبراهيم " حيث مزقت الحرب نسيج المجتمع بأكمله، ولا يبدو أن السلطة الحالية مهتمة بمصير شعب البلاد بعد الآن".

وتابع "سوريا الحالية المعروفة بحدودها عبر اتفاق بين الأقاليم السورية المكونة في حينه والتي كانت دولاً مستقلة في ظل الانتداب استمرت من خلال التوافقات".

وأردف "تفاوضت النخب السورية حينها ممثلة بالآباء المؤسسين على الاستقلال عن فرنسا، والانطلاق من ميثاق وطني غير معلن يعكس الهياكل الاجتماعية الثقافية المتنوعة".

واستكمل "مرت هذه التجربة بمطبات كثيرة إلى أن استقرت إدارة الدولة عند استلام الأسد في السبعينيات مع حزب البعث الحاكم والنخبة الضيقة التي كانت مسيطرة على الدولة، ومع الوقت أساءت هذه السلطة استخدام الميثاق الوطني غير المعلن، وأنشأت منظومة ذاتية فرضت قبضتها على جميع السلطات، وأهملت المجتمع والمناطق المختلفة وخاصة الأطراف".

وأشار المصدر إلى أن طرفي الصراع بعد بَدْء "الانتفاضة الشعبية" استخدما "العصبيات المجتمعية والسرديات الطائفية، من أجل تحقيق المكاسب السياسية".

وتحدث العلويون المجتمعون عن استغلال نظام الأسد لطائفتهم، مؤكدين أن "نسبة العلويين في الجيش والأمن أعلى من نسبتهم في المجتمع السوري".

وأوضحوا أن مرد ذلك لسببين: أولهما ضعف الموارد في مناطقهم المحلية، وثانيهما نقص فرص العمل، وهو أمر استغل في عسكرة أكبر قدر ممكن من أبناء الطائفة وحرمان الطائفة من الفضاء الاقتصادي والسياسي لتصبح بالمآل والسياق في خدمة بقاء هذه النخبة في الحكم".

وأضاف "اختزل العسكر العلوي بشبكة محسوبية من بضع ضباط تحوط شخص الرئيس"، مشيراً إلى أن نظام اﻷسد يستغل الفقر الشديد في المناطق العلوية ويتعمد حرمانها من أجل إجبار أفراد من العلويين على "الهجرة إلى العاصمة وسكن عشوائيات الأحياء الفقيرة ليكونوا حرساً يحمي النخبة الحاكمة".

وعبّر عن شعور العلويين الكبير بالغبن والمظلومية، جرَّاء هذه الإدارة الحالية للمجتمع السوري، كما لدى الفئات والمجموعات الثقافية الأخرى في سوريا سواء كان ذلك ناتجاً عن الفترة السابقة من التاريخ السوري أو في ظل فترة الصراع في العقد الأخير.

وطالب "العلويون المؤثرون" السوريين "بمختلف تنوعاتهم بالتوافق على عقد اجتماعي جديد، من خلال الحوار على أن يجسد ذلك في الدستور الجديد، وبشكل يلغي المظلوميات المفترضة، من كل جانب وفق مفهوم المواطنة دون أي محاصة طائفية"، لافتين إلى أن الروس يدركون أهمية ذلك.

وشددوا على ضرورة "إحداث ثقل نسبي في المركز من خلال تفاهم بين الأطراف والجماعات السورية بشكل لا يحدث طغياناً بينها، وبحيث يكون الفضاء العام مفتوحاً لكل السوريين"، مبدين عن رغبتهم بدولة لامركزية موحدة ذات نظام ديمقراطي علماني يحقق إدارة جيدة للتنوع المناطقي والإثني والديني.

وبحسب المحامي إبراهيم فقد أكد المجتمعون على أن "تجارب النظم العالمية الأخرى، وتحديداً تجربة الاتحاد الروسي في السياسة المركزية/ المحلية يمكن أن تكون مفيدة للغاية لتمكين السوريين من الوصول إلى نموذج حكم مقبول داخلياً وعالمياً".

وأوضحوا أن المجتمع العلوي "فضّل الوجود الروسي بمناطقه على الوجود الإيراني، لاعتبارات ثقافية متعلقة بالقدرة على التناغم والتفاعل مع هذا الوجود بعكس الوجود الإيراني، بسبب نمط الحياة المتقارب مع الثقافة الروسية على عكس الثقافة الإيرانية المنغلقة، علماً أن هذا الشعور بدأ بالانحسار تدريجياً بسبب شعور العلويين بأن التدخل الروسي جاء لمصلحة النظام أكثر من كونه لمصلحة السوريين والعلويين ضمناً".

بدوره، أكد الدبلوماسي الروسي "ميتوشين" على أن دور بلاده في سوريا "يركز دائماً على تمكين دولة قوية"، منوهاً إلى "أهمية عمل اللجنة الدستورية" و"المحادثات في جنيف"، بحسب المحامي إبراهيم.

وبين أن روسيا "تدرك الحاجة إلى تجديد العقد الاجتماعي في سوريا، وهذا الاعتراف هو الذي دفع روسيا إلى رعاية مؤتمر سوتشي في 2018 على الرغم من أن التمثيل في سوتشي كان يميل نحو النظام، وكان أبعد ما يكون عن المثالية".

اقرأ أيضاً: العثور على مقبرة جماعية في مدينة حلب

وكرّر "ميتوشين" الرواية الرسمية الروسية حول الوضع في سوريا مختتماً بسؤال حول كيفية الحوار، وهو ما أجاب عنه المشاركون بالدعوة لمؤتمر الوحدة الوطني "للبحث عن إطار وطني ملزم لما بعد الصراع من أجل التوصل إلى التصالح".