خاطرة وصباح الأربعاء24 حزيران 2020 عادت بي الذاكرة عاما كاملا، فمثل هذا اليوم وصلنا هولندا، أتذكر كيف كانت الأمنيات تعلو وتنخفض وتيرتها، بحسب كل موقف، ففي ببودرم التركية كانت جزيرة كوس هي الحلم الوردي ، والبعض منا خالها جنته ولا يومي وراءها مرمى حجر، وطوى الموج طياته ورسونا في كوس، وباتت أثينا الآن هي الأمل، ومع تكرار المحاولات والفشل يتلوه فشل، يزداد حلم مملكة الإغريق علوا، وتصغر في أعيننا المطالب، وما هي إلا أيام وغنت ملحمة هيميروس لنا، غني أيتها الآلهة، وفتحت لنا أسوراها، ودخلناها مختبئين في جوف حصان طروادة. وفي عاصمة الفلسفة، حيث سقراط،وأرسطو في محضر معلمهم صاحب المدينة الفاضلة، يتتاغمون ويتجادلون في منطق الكلم وبحر الكلام، وجدنا أننا في بداية المشوار، حيث تنتقل الملحمة الأوديسية من فلسفة ومنطق، إلى دجل السادة المهربين، العاطشين والمتعطشين لاصطياد ابناء جلدتهم ، وافتراسهم، حتى أن آلهة الحب إفروديت، غضت طرفها خجلاً من تجّار البشر، الذين أكل الطمع من عقولهم قبل بطونهم ، وراح كلٌّ منا يبحث عن أخيل، لعله يصطحبه لخلف البحار حيث يغرّد ويشدو بموسيقاه الساحرة أندريه ريو، في رائعته" الطريق إلى الجنة" ، لكن أخيل لم يظهر، ولا حتى جلجامش، فالأساطير توقفت في ذهني، وايقنت أنها حبر وورق، وعلينا الخوض والمبادرة وطي القلق، وكانت محاولات ومحاولات، إلى أن كتب لنا المولى العبور، وحطت الرحال في مزارع الألبان والأجبان والزهور، وتغير الحلم لمراد آخر، وحديث يومي نردده جميعا( الإقامة، لم الشمل، البلدية، البيت، اللغة… )، وهكذا تكبر الأماني مع تغيرات المواقف، وتارة تصغر ، وهي هي الدنيا ، حكاية لها بداية وقصة وتنتهي بعدها، لتبقى العبر، وهذا بيت القصيد، لا تجعل الندم يلاحقك ، ولا تنتقص من قدر شخصك، كن أنت في كل موقف، وثق أنك تستطيع أن تبدأ من جديد بداية أقوى، فصقر قريش جاء إلى ها هنا فردا، لكنه صار أمّة .