اجتمع رؤساء تركيا وروسيا وإيران، الأربعاء، في قمة ثلاثية حول سوريا افتراضية عبر الفيديو، لتعذر اللقاء بسبب جائحة "كورونا"، وحدّد الرؤساء أولوياتهم في إطار مباحثات "أستانا" بالجولة الخامسة عشر.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن "أولويتنا في سوريا الحفاظ على وحدتها السياسية وسيادة أراضيها وإرساء الهدوء تمهيداً لحل دائم للصراع".

وأضاف "اضطررنا في بعض المرات أن نكون داخل سوريا لحماية المدنيين هناك، حيث كنا بجانب الشعب السوري منذ بداية الأزمة، واستقبلنا مئات الآلاف من اللاجئين.

‏وأكد أردوغان أن بلاده ستواصل عمل كل ما يمكن لدعم تحقيق السلام والأمن والاستقرار في ‎سوريا.

من جهته، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح بقوله: "نحن نمهد الأوضاع لحل الأزمة السورية دبلوماسياً وسياسياً بمساعدة الأمم المتحدة".

وشدد أن بلاده "ستفشل كل المؤامرات التي تستهدف الشعب السوري وقوته واقتصاده". في إشارة إلى استمرار الوقوف مع نظام الأسد، وأضاف أن روسيا ستواصل دعم نظام الأسد في حربه على "الإرهاب" حتى دحره نهائياً.

واعتبر بوتين، أن "فرض مقاطعة على سوريا لن تجدي نفعاً بل تزيد الضغط على الشعب". في إشارة إلى قانون قيصر الأمريكي.

ولفت إلى أن الدول الضامنة لمسار "أستانا" ستعمل على استعادة الأمن الاقتصادي والسياسي لسوريا. مضيفًا: أن "العقوبات ضد سوريا على خلفية جائحة كورونا غير قانونية وتهدف إلى خنق البلاد".

وبدوره، صرّح الرئيس الإيراني حسن روحاني: "باعتقادي أن مفاوضات أستانا بوصفها السبيل الأمثل الوحيد لدعم حل الأزمة السورية عبر الطرق السلمية، حققت لغاية اليوم إنجازات كبيرة، ما يلزم على الدول الثلاثة الصديقة بوصفها الراعية لهذه العملية، أن تدأب على حفظ وتوسيع هذه المفاوضات".

وأشار روحاني إلى التأخير الحاصل في عقد اجتماعات أستانا بين الدول الراعية لهذه المفاوضات إثر تفشي فيروس "كورونا".

وأردف "لقد مرت هذه الفترة بالعديد من التطورات، وعليه فقد قررنا عقد القمة الثلاثية عبر الفضاء الافتراضي، على أمل تنظيم الاجتماع حضوريًا باستضافة إيران في أقرب وقت ممكن".

ونوه روحاني إلى وجوب مواصلة ما أسماه "مكافحة الإرهاب في سورية مع الالتزام باحترام سيادتها ووحدة أراضيها"، مؤكدًا مواصل دعم بلاده لنظام الأسد "أكثر من قبل".

وحذر رؤساء روسيا وإيران وتركيا في البيان المشترك للقمة الثلاثية الافتراضية، من أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل يهدد أمن المنطقة.

وأكدوا مواصلة جهودهم لإيجاد حل سياسي لسورية والالتزام بوحدة واستقلال وسيادة وسلامة الأراضي السورية ورفض أي محاولات لبناء واقع جديد في سورية تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب".

وسبق أن كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، منتصف الشهر الماضي، عن قمة ثلاثية قريبة للدول الضامنة لمسار "أستانا" حول سوريا.

يذكر أن اجتماعات الجولة الرابعة عشرة من مباحثات "أستانا" جرت في يومي 10 و11 كانون الأول/ ديسمبر الماضي في العاصمة الكازاخية "نور سلطان".

اقرأ أيضًا: أردوغان: مسار أستانا انتهى وصبرنا بسوريا ينفذ