أسامة الأطلسي:
بعد سنوات من القطيعة و تبادل الاتهامات بين قطبي المقاومة الفلسطينية فتح وحماس ، يطفو على سطح الساحة السياسية الفلسطينية اليوم مرة أخرى ملف المصالحة و مدى جدية الأطراف المتنازعة في إنهاء الانقسام .
إعلان حكومة الاحتلال شروعها في خطة الضم عجل في جمع الفصائل المقاومة على طاولة الحوار من اجل رد موحد على المحاولات الاستيطانية الجديدة , إلا أن أغلب المؤشرات لا تشير إلى أي تحسن يذكر في العلاقة بين القيادة الفتحاوية و الحمساوية .
فبحسب تصريحات أدلى بها احد كبار ضباط المخابرات في الضفة الغربية لازلت أزمة الثقة بين القيادة في رام الله و نظيرتها في غزة قامت حيث تخشى قوات الأمن أن أي تنسيق ميداني حقيقي بين الحركتين قد ينتهي بسيطرة الحركة الإسلامية المتحكمة في غزة على كامل الضفة الغربية .
و لم يخفي المسؤول الأمني في تصريحاته علم السلطة الفلسطينية برغبة حركة حماس في التوسع إلى الضفة حيث كان من المقرر قبل ازمة الكورونا و ما تلاها ان تتخذ القيادة قرارات صارمة لكبح جماح حركة حماس .
يبارك الشعب الفلسطيني اليوم الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة بين حركتي فتح وحماس و بقية الفصائل المقاومة لإفشال مشروع الضم وإقامة الدولة الفلسطينية , الا ان هذا لا ينفي وجود تخوف لدى السلطة و لدة المواطنين على حد السواء من رغبات حماس المتكررة في تحويل الضفة الغربية إلى منطقة نفوذها.