انعقد مؤخراً مؤتمر صحفي مشترك بين حركة حماس وحركة فتح، وكان محور اللقاء كما هو منتظر مشروع الضم المزعوم. لم تكن السنوات الماضية إلا عنواناً لانقسام المنظمتين، انقسام بلغ مستويات حادّة في فترات معينة على شكل اتهامات بالفساد والتسلّط والخيانة والعمالة. ويرجو الكثير أن يكون هذا المؤتمر بداية جديدة لطيّ صفحة طويلة مريرة من تاريخ الفصيلين.
وقد تحدّث الكثير على أنّ هذا المؤتمر جاء لنقاش خطة عمل موحدة لمواجهة مشروع الضمّ، والعمل بشكل عام من أجل وحدة حقيقية من الشعب الفلسطيني وللشعب الفلسطيني. إلا أنّ محلّلين سياسيّين من مختلف التوجّهات لم يكونوا متفائلين كثيراً على خلفية هذا اللقاء، لا لأنّها ليست فكرة مغرية وخادمة لمصالح الشعب الفلسطيني نظرياً، لكن لأنّ الكواليس السياسية تنطق بغير المكشوف. هناك توتر حقيقي بين حركة فتح وحركة حماس، وليس بالإمكان تجاوزه بسهولة، مهما كانت التحديات المشتركة كبيرة أو خطيرة.
من ناحيتها، تشكّك فتح في نوايا حماس الدفينة والحقيقية من مدّ يد المساعدة في الضفة الغربية، ويذهب البعض إلى احتمال رغبة حماس في بسط سيطرتها على الضفة الغربية وافتكاك السلطة هناك كما فعلت مع غزة قبل 14 سنة من الآن. كانت تلك اللحظة فارقة في تاريخ العلاقات بين الفصيلين، ونقطة سوداء يصعب محوها، واسترجاع الثقة بعدها، خاصة مع وجود دم فلسطيني في المعادلة.
من ناحية ثانية، نقل بعض المقربين عن حركة حماس عدم رضاء الحركة على خلفية هذا المؤتمر الصحفي، وأنّ فتح تسعى فحسب لكسب الوقت لتغطية تحرّكاتها الأمنية وحملات الاعتقالات التي تقوم بها، وتستهدف بعض الشخصيات المنتمية لحركة حماس.
سيكون حلماً فلسطينياً توحّد جميع الفصائل السياسية لمواجهة خطط الاحتلال، إلا أنّ الوقت لا يزال مبكراً جدا لتأميل النفس بأمر يصعب تحققه في ظرفية زمنية وجيزة دون ضمانات حقيقية من الطّرفين لتجاوز الماضي والعمل بصدق وإخلاص من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني وحده.