مع بدء العد التنازلي لإعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شروعه في أولى خطوات تنفيذ صفقة القرن المدعومة من واشنطن عبر ما أطلق عليه بخطة الضم، أعلنت الفصائل الفلسطينية المقاومة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الخطط الاستيطانية للدولة العبرية.
وقد توعدت حركة التحرير الفلسطيني فتح برد واسع النطاق في حال تحرك إسرائيل باتجاه تطبيق خطتها الجديدة، حيث أكدت القيادة الفتحاوية كخطوة أولى انسحاب السلطة الفلسطينية من اتفاقيات أوسلو وما تبعها من تنسيق أمني مشترك مع الأمن الإسرائيلي في الضفة الغربية.
هذا وقد عبر قطبا المقاومة فتح وحماس استعدادهما للتنسيق لصد المخططات الإسرائيلية في مؤتمر صحفي مشترك ضم أمين سر فتح جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس صالح العاروري.
اختيار جبريل الرجوب لتمثيل فتح في هذا الاجتماع الفصائلي التاريخي أثار الكثير من الجدل في الأوساط الفلسطينية والعربية، إذ يتهمه بعض النشطاء بالفساد المالي وعدم النزاهة في حين يتهمه بعض الموالين لحماس بالعمالة بسبب تاريخه مع الحركة عندما تقلد رئاسة جهاز الأمن الوقائي.
الرجوب (67 عاماً)، من أكثر الشخصيات المُشكلة على الساحة الفلسطينية، فمن الأمن إلى الرياضة وصولاً إلى المقاومة، لم يغب اسم الرجل يوماً عن الشارع الفلسطيني.
وتشير بعض المصادر الفلسطينية عن حالة تململ واضحة لدى شق واسع داخل فتح من اختيار الرجوب ممثلاً عن الحركة، إذ يشكك العديد من القيادات الفتحاوية في نزاهة الرجل الذي تلاحقه العديد من الفضائح والقضايا ما يجعله فاقداً للأهلية للحديث باسم المقاومة.
بدورها فقد أبدت العديد من الأطراف داخل حماس رفضها اعتماد الرجوب كوسيط إذ لا تثق حركة المقاومة الإسلامية في نزاهة الرجل ولا في قدرته على التنسيق بينها وبين السلطة في رام الله.