الإثنين 04 مارس 2024
20°اسطنبول
27°أنقرة
31°غازي عنتاب
26°انطاكيا
29°مرسين
20° اسطنبول
أنقرة27°
غازي عنتاب31°
انطاكيا26°
مرسين29°
34.06 ليرة تركية / يورو
39.73 ليرة تركية / جنيه إسترليني
8.62 ليرة تركية / ريال قطري
8.37 ليرة تركية / الريال السعودي
31.39 ليرة تركية / دولار أمريكي
يورو 34.06
جنيه إسترليني 39.73
ريال قطري 8.62
الريال السعودي 8.37
دولار أمريكي 31.39
...

مصالح روسيا في سوريا الى أين؟

19 يوليو 2020، 11:30 ص

منذ بداية الحرب في سوريا كانت القيادة الروسية تقف بجانب النظام السوري في كل المحن وخصوصا في حرب النظام السوري على الإسلاميين و المعارضة المسلحة وفي كل تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يذكر بأن مهمة روسيا في سوريا هي محاربة الإرهاب الذي قد يهدد أمن روسيا إذا سيطر على منطقة الشرق الأوسط، روسيا لا تريد من الأسد أن يرحل لأنه مناسب للسياسة الروسية الخارجية وهو الصديق الوفي لروسيا مثل والده حافظ الأسد الذي كان في علاقة جيدة مع الاتحاد السوفيتي، روسيا لن تترك الأسد وحيدا في حربه على المعارضة والإسلاميين، هذا ما قاله الرئيس الروسي مراراً و تكراراً للأعلام وهذا فعلا ما يحدث على أرض الواقع حيث نرى بأن روسيا تدعم جيش النظام السوري في كل عملياته العسكرية في كل المناطق الذي يخوض هو فيها الحرب.

أحد أهم الشخصيات التي يتفخر به الإعلام الروسي هو سهيل الحسن الذي يقود فرقته العسكرية الخاصة التي تسمى قوات النمر وتعتبر روسيا سهيل الحسن كبطل ساعد روسيا في محاربة الإرهاب لذلك أعطت له وسام الصداقة الروسية، كما نعرف أيضا بأن قناة أنا نيوز الإعلامية على الانترنت غطت كل عمليات قوات النمر وساعدته في إشهاره في الإعلام الروسي، حيث سوقته بطريقة هوليودية ما ساعده على كثب الشهرة في روسيا وتعتبر روسيا سهيل الحسن الشخص المثيل والوفي في سوريا لمصالح روسيا.

إذاً كيف سوف يتغير الوضع في سوريا إذا روسيا لن تسلم الأسد؟ مع أن روسيا تقول بأنها ذهبت إلى سوريا فقط لمحاربة الإرهاب ولكنها تحاول أن تغير الأنظمة والأجهزة الامينة السورية وأن تضع شخصيات أكثر وفاءً لها داخل الجيش النظامي السوري، ومن الممكن أن يبقى بشار الأسد في الحكم مع تغييرات في الاقتصاد السوري والأجهزة الأمنية في سوريا ولكن روسيا تفهم بأن بقاء الأسد غير مربح لها لأنه لو بقي بشار الأسد في الحكم هذا يعني بأن أوروبا لن تدعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا لذلك من الممكن أن يتنازل الأسد عن بعض من سياسته لكي تتسامح معه إسرائيل والاتحاد الأوروبي.

والتوقع الثاني بأن تبدل روسيا الأسد بشخصية ثانية وهذا أيضا ممكن أن يحدث ولكن بشرط أن تدخل في الانتخابات أحد الشخصيات المعارضة من الائتلاف السوري المعارض أو من المعارضة الداخلية لكي يبدو للعالم بأنها انتخابات جدية، أما في الواقع هي ليست سوى لعبة من الكرملين لكي يحافظ على بقائه في سوريا.

المجموعات المسلحة الإسلامية في سوريا ساعدت روسيا كثيراً في مواجهة المعارضة السورية لأنها كانت السبب الأول لروسيا لدخول الحرب في سوريا وهي التي سلمت الكثير من المناطق لصالح النظام السوري وروسيا، روسيا ساعدت الإسلاميين بكسب الكثير من المقاتلين من القوقاز الشمالي بفتح طريق سهل لهم إلى سورية بدون أي عوائق ولولا الإسلاميين والتدخل الروسي لكانت نجحت المعارضة السورية بالحفاظ على الكثير من المناطق ولكن مشكلة المعارضة تكمن بأنها لم تستطع تشكيل تجمع سياسي يستطيع صناعة مشروع لمستقبل سورية وإعطاء روسيا مشروع قد تهتم فيه.

روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومع أنه يبدو وكأنهم ليسوا متفقين في الملف السوري ولكن في الحقيقة هم لديهم اتفاقيات تعاون مع بعض وهم لا يريدون من الأسد أن يرحل حاليا لأنهم لا يجدون بديلاً له يكون مقرباً من أفكارهم وهم فعلا يخافون من أن يستلم الأخوان المسلمين السلطة في سوريا، لأنه هذا خطر حقيقي على مستقبل المنطقة لذلك هم ليسوا جاهزين للتنازل عن الأسد كونه حارب الأخوان المسلمين والإسلاميين ولكنهم فعلا غاضبون من الأسد كونه يتعاون مع إيران.

أحد الحلول للوضع في سوريا هو بتشكيل جبهة وطنية للإنقاذ أو حزب سياسي يوحد السوريين خارج سوريا ويكون مرخصاً ومفتوحاً لكل السوريين، يستطيع فيه السوريين أن يعبروا عن رأيهم ويكونوا دوراً في التغيير السياسي في سوريا ولكن عليهم نزع الاعتراف الدولي عن الائتلاف السوري.

 روسيا لن تستطيع أن تقف ضد مشروع وطني بديل للأسد في سوريا لكنها تريد أن تبقى قواعدها العسكرية والتعاون الروسي السوري لذلك هي تتمسك بالنظام السوري وأيضا لا نستطيع أن ننسى دور إسرائيل التي تخاف من الإسلاميين وتتعاون مع الولايات المتحدة في محاربتهم والمعارضة السورية الحالية الممثلة بالائتلاف السوري قريبة من الإسلاميين لذلك هم لا يريدون التعاون معهم ولا يعتبرونهم كمشروع بديل للأسد في سوريا.